قطر تشعر بـ"قوة أكبر" بعيدا عن الخليج

مع مرور سنة على الأزمة، قطر تعتبر نفسها من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح.
قطر تطمح لعضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي
الدوحة تتهم الرياض بالتهور بعد ما أوردته لوموند بشأن عزم السعودية القيام بعمل عسكري
اتهامات قطرية دون أي تأكيد رسمي من السعودية أو فرنسا بشأن التهديد العسكري

لندن – بالغت قطر في تقدير قوتها وتسليحها وقالت انها في "وضع افضل" من دون مجلس التعاون الخليجي، وذلك مع مرور سنة على اندلاع الأزمة التي ادت الى عزلها عن محيطها العربي.

وفي حين كتب وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني على تويتر  "عام مضى وقطر و شعبها أقوى من قبل"، قال وزير الدفاع خالد العطية ان قطر "أصبحت من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح".

وفي الخامس من حزيران/يونيو 2017، قطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بسبب تورط الدوحة في دعم الارهاب والتقرب من ايران الضالعة ايضا في نزاعات المنطقة. وسرعان ما استدارت قطر نحو ايران وتركيا وعقدت معهما اتفاقات لتعويض الحظر التجاري والجوي الذي فرضته الدول الأربع على الدوحة.

اعتبر وزير خارجية قطر الثلاثاء ان الامارة الغنية أصبحت "أقوى" مما كانت عليه قبل عام حين قطعت السعودية وثلاث دول عربية اخرى علاقاتها معها وقاطعتها اقتصاديا.

ودعا الوزير في تغريدات عبر حسابه في تويتر الدول المقاطعة الى الحوار من دون شروط مسبقة لانهاء الازمة غير المسبوقة، لكنه حذر في الوقت ذاته من ان الخلاف أصاب وحدة مجلس التعاون الخليجي.

وكانت السعودية والامارات والبحرين ومصر قطعت علاقاتها مع قطر في الخامس من حزيران/يونيو 2017 بسبب تورط الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة.

وأوضح "خرجت قطر بصفة الشريك الدولي الموثوق به، والنموذج الحكيم لإدارة الأزمات"، لكنه أضاف "إن كان الأمر بالخسارة والربح، فالجميع خاسرٌ، و السبب في ذلك يعود لعبثيةِ رباعية الأزمة". وتابع الوزير القطري "عام مضى وقطر و شعبها أقوى من قبل".

وفرضت الدول الاربع على قطر مقاطعة اقتصادية، ومنعت طائراتها من عبور اجوائها، وشركاتها من العمل على اراضيها، وفرضت شروطا لاعادة العلاقات بينها وقف دعم جماعات معينة واغلاق قناة "الجزيرة".

ورفضت قطر هذه الشروط، وعملت في المقابل على التقرب من تركيا وايران، الخصم الاكبر للسعودية في المنطقة، من اجل تجاوز آثار الاجراءات الاقتصادية.

مبالغة قطرية في تقدير القوة
مبالغة قطرية في تقدير القوة

وأكد الوزير القطري رغم ذلك "لا زال باب الحوار مفتوحاً بعيداً عن الإملاءات والشروط المسبقة". واعتبر في موازاة ذلك ان دور مجلس التعاون الخليجي، الذي يضم السعودية وقطر والامارات والبحرين وسلطنة عمان والكويت، تأثر بشكل كبير بالأزمة.

وسأل "ألا تعي هذه الدول بأن المنطقة بأكملها قد خسرت مجلس التعاون - الركن الموحد الأخير في المنطقة العربية؟". وضخّت الدوحة عشرات مليارات الدولارات بعد انخفاض الودائع المصرفية في بداية الأزمة.

وأكثر الآثار سلبية أصابت قطاع العقارات، الى جانب السياحة، وكذلك مجموعة الخطوط الجوية القطرية الرائدة في المنطقة والعالم والتي من المتوقع ان تعلن عن خسائر بعد اضطرارها لاتباع مسارات أطول لتفادي أجواء الدول المقاطعة.

أكثر الآثار السلبية للمقاطعة أصابت قطاع العقارات الى جانب السياحة

ومن جانبه قال خالد بن محمد العطية وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري إن بلاده أصبحت "من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح"، وبين أن بلاده تطمح لعضوية كاملة في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

جاء هذا في حوار مع المجلة الرسمية لوزارة الدفاع والقوات المسلحة القطرية "الطلائع"، نشرته وكالة الأنباء القطرية الثلاثاء.  وقال العطية "نحن الآن بكل تأكيد أفضل من السابق".

وبين "أن دولة قطر اليوم أصبحت من أهم دول المنطقة في نوعية التسليح". وفيما يتعلق بالتعاون مع حلف (الناتو)، قال العطية "قطر لديها تعاون فعلي وحقيقي مع الناتو، يتطور يومًا بعد يوم".

وأردف "وقد يفضي هذا التعاون إلى استضافة قطر لإحدى وحدات الناتو أو أحد مراكزه المتخصصة". وجدد استعداد بلاده للحوار لحل الأزمة الخليجية، قائلًا "ما زلنا نجنح للحوار، وما زلنا منفتحين، ولدينا الشجاعة الكاملة لننخرط مع الجميع بدون استثناء في حوار.

واتهمت قطر السعودية بالتهور بعد أن ذكرت صحيفة أن الرياض هددت بعمل عسكري إذا نشرت الدوحة نظاما روسيا للدفاع الجوي.

وقال وزير الخارجية القطري لقناة الجزيرة الناطقة بالإنكليزية إنه لا يعتقد أن التهديد السعودي، الذي تردد أنه ورد في رسالة إلى فرنسا، خطير. لكنه اتهم الرياض باستخدام الرسالة لمحاولة إثارة "اضطراب" في منطقة يهزها الخلاف الذي بدأ قبل عام بين الدوحة وقوى إقليمية أخرى.

وكانت صحيفة لوموند الفرنسية قالت السبت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بعث برسالة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبدى فيها قلقه من المحادثات الجارية بين الدوحة وموسكو بشأن نظام الدفاع الجوي الصاروخي الروسي إس-400. وأضافت الصحيفة أن الملك سلمان قال إن السعودية مستعدة لدراسة كل التدابير بما في ذلك العمل العسكري.

الارتهان لتركيا
الارتهان لتركيا

وقال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني لقناة الجزيرة الناطقة بالإنكليزية في مقابلة أذيعت الثلاثاء "نسعى للحصول على تأكيد رسمي من الحكومة الفرنسية" للرسالة.

وقال "لا يوجد تهديد عسكري خطير في هذا الأمر لكن الطريقة التي يستخدم بها لتبرير أو خلق اضطراب في المنطقة غير مقبولة". وأضاف "لا توجد شكوى مشروعة وراء هذه الرسالة وتهديد قطر".

وفي العام الماضي وقعت قطر وروسيا اتفاقا للتعاون العسكري والتقني. ونقلت وسائل إعلام عن السفير القطري في روسيا قوله في يناير/كانون الثاني إن بلاده تجري مباحثات لشراء نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400.

وسئل وزير الخارجية القطري عما إذا كانت الدوحة ستمضي قدما في إبرام الصفقة فقال "قطر تركت كل الخيارات مفتوحة لمشترياتها الدفاعية ولذا فإننا نحصل على أفضل جودة للدفاع عن بلدنا وكل الخيارات أمامنا مفتوحة لذلك". ووصف الوزير التهديد بأنه "سلوك متهور".