قطر قدمت لنواب بريطانيين هدايا وأموال لتحسين صورتها

لندن - كشفت صحيفة الغاريان البريطانية عن قيمة وحجم هدايا ورحلات وأموال تلقاها نواب بريطانيون العام الماضي من قطر ضمن حملة علاقات عامة أرادت من خلالها الدوحة تحسين صورتها عالميا قبل بدء فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في نسختها للعام 2022، فيما يأتي هذا التقرير بينما تواجه الإمارة الخليجية ضغوطا وانتقادات دولية تتعلق بالمونديال وبحقوق الإنسان وفي الوقت الذي تشهد فيه بريطانيا أزمة سياسية جزء منها من ارث رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون.

ولم تتضح على الفور تداعيات تورط نواب بريطانيين في تلقي هدايا وأموال لتحسين صورة قطر، لكن الأمر مربك في توقيته بالنسبة لبريطانيا وقطر على حدّ السواء.

ونشرت الصحيفة البريطانية تحليلا أعده 'اوبزرفر' أكد أن قيمة الهدايا لأعضاء في مجلس العموم البريطاني (البرلمان) وصلت إلى 251208 جنيه استرليني خلال الـ12 شهرا الماضية وصولا إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول.

وأوضحت أن من ضمن الهدايا القطرية إقامات فندقية فاخرة ورحلات ضمن درجة رجال الأعمال وتذاكر لأحداث سباق الخيل، مضيفة أن قيمة الهدايا تعتبر أكبر مما انفقته 15 دولة مجتمعة قدمت حكوماتها تبرعات لنواب بريطانيين.

وتابعت بحسب تحليل 'اوبزرفر' أن ما قدمته قطر من هدايا وأموال لنواب بريطانيين خلال الـ12 شهرا الماضية يفوق ما قدمته في أي عام آخر، ما يسلط الضوء على الجهود القطرية 'لتلميع صورة' الدوحة.

وفي التفاصيل يقول التقرير إن السجلات تظهر أن النواب البريطانيين أعلنوا عن هدايا وضيافة بقيمة 100 ألف جنيه إسترليني من قطر في السنوات الخمس حتى أكتوبر/تشرين الأول 2021 وأن أكثر من ضعف خلال الـ12 شهرا الماضية لوحدها.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن النواب الذين تلقوا هدايا وأموال من قطر حرصوا خلال المناقشات البرلمانية على الإشادة بالدوحة أو عمدوا لصرف الانتباه عن قضايا سعت الإمارة الخليجية للتقليل من أهميتها.

وأشارت في هذا السياق إلى أن ألون كيرنز النائب المحافظ عن وادي غلامورغان أشاد في وقت سابق هذا الشهر خلال نقاش حول استعدادات الدوحة لاستضافة المونديال، بجهود الإمارة الخليجية.

كما شارك على حسابه بتويتر مقاطع فيديو له في قطر، واضعا معها اقتباس لنيلسون مانديلا يقول فيه "الرياضة لديها القدرة على تغيير العالم".

وتلقى ألون كيرنز بحسب السجلات تبرعات 9323 جنيه استرليني من الدوحة في العام الحالي في رحلة من خمسة أيام في شهر فبراير/شباط الماضي التقى خلالها مسؤولين وأعضاء من مجلس الشورى القطري.

ووفق المصدر ذاته تظهر السجلات أيضا أن 34 نائبا بريطانيا أعلنوا عن تلقيهم 40 تبرعا من الحكومة القطرية في الشهر الحالي، بينهم 32 نائبا من حزب المحافظين وسبع من حزب العمال المعارض وثلاثة من الحزب الوطني الاسكتلندي، ونائبان مستقلان.

وأورد تحليل 'أوبزرفر' تفاصيل دقيقة عن الهدايا التي تلقاها النواب البريطانيون من الدوحة، مشيرا إلى أن الهدف كان تحسين صورة قطر في العالم قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم، موضحا أن الإمارة الخليجية التي تتعرض لانتقادات حادة تتعلق بحقوق الإنسان ومن ضمنهم حقوق العمال الأجانب، كانت تريد تخفيف الانتقادات التي تتعرض لها.

وقبل أسابيع قليلة من انطلاق فعاليات مونديال 2022، تعرضت قطر لحملة انتقادات حادة بعضها كاد يفجر أزمة دبلوماسية بين الدوحة وبرلين.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قد ندد في خطاب ألقاه مؤخرا بحملة افتراءات تستهدف بلاده بسبب نجاحها في استضافة المونديال، منتقدا ما وصفها بازدواجية المعايير.

وتلقت الدوحة دعما من دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبر عن تضامنه مع قطر في مواجهة تلك الحملة وانتقد بشدة تصريحات لوزيرة الداخلية الألمانية، مشددا على رفضه للتدخلات الخارجية في شؤون قطر الداخلية.