قمع طلاب البوسفور يفتح صفحة أخرى من التوتر التركي الأميركي
أنقرة - في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الأميركية التركية تدهورا لاسيما مع الإدارة الجديدة، رفضت تركيا الخميس الانتقادات التي وجهتها الولايات المتحدة بسبب قمع التظاهرات الطالبية وهجوم الرئيس رجب طيب أردوغان على مجتمع المثليين، مستنكرة "التدخل" في شؤونها الداخلية.
ونددت الولايات المتحدة "بشدة" الأربعاء بـ"الخطاب" المناهض للأقليات المثلية في تركيا، حيث إردوغان مجتمع المثليين معتبرا أنه يتناقض مع القيم التركية.
وكانت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أظهرت عقب إعلانها الخطوط العريضة للسياسات الخارجية، موقفها المناهض بشدة للنهج التركي فيما يتعلق بتدخلها في عدد من الدول إضافة إلى ملف الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ند برايس في مؤتمر صحافي "نتابع من كثب الاحتجاجات السلمية ضدّ تعيين عميد جديد" لجامعة البوسفور، مضيفاً "نحن قلقون لاعتقال طلاب ومتظاهرين آخرين".
ذكرت وزارة الخارجية التركية في بيان "لا يتعين على أحد التدخل في الشؤون الداخلية لتركيا"، داعية إلى "الامتناع عن أي خطاب يشجع على أعمال غير قانونية".
وتشهد عدة مدن تركية منذ أكثر من شهر تظاهرات طالبية احتجاجا على تعيين مقرب من السلطة عميدا لجامعة البوسفور المرموقة في اسطنبول مطلع العام.
وشبه أردوغان الأربعاء المتظاهرين الطلاب بـ"الإرهابيين" وهاجم بشدة مجتمع المثليين، الذي أصبحت حقوقه مطلبًا في التظاهرات بعد اعتقال طلاب اُتهموا بالإساءة إلى الإسلام بعد تعليق صورة للكعبة وضع عليها علم قوس قزح، وهو رمز مرتبط بمجتمع المثليين.
ولوح الرئيس التركي بأنه سيقمع أي محاولة لتمديد الاحتجاجات المستمرة منذ شهر واصفا الطلاب المحتجين بأنهم "أعضاء جماعات إرهابية"، قائلا "مثلما أرسلنا الإرهابيين إلى قبورهم.. سنواصل فعل الشيء نفسه في كل مكان آخر"، في إشارة إلى العمليات العسكرية ضد المتمردين الموالين للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وأضاف إن حكومته "لن تسمح أبدا للإرهابيين بالسيطرة على هذا البلد"، مشددا "لن تمر هذه الدولة مجددا بحادث جيزي آخر"، مشبها هذه الاحتجاجات، بالاحتجاجات الشعبية التي اندلعت عام 2013 ضد خططه لمشروع إعادة تطوير في حديقة جيزي في اسطنبول.
وتابع الرئيس التركي الأربعاء "مجتمع المثليين ليس هناك شيء كهذا"، مضيفا "هذا البلد يتحلى بالأخلاق وسيسير نحو المستقبل بهذه القيم".
وسارعت الولايات المتحدة في اليوم نفسه للإعراب عن "قلقها" حيال الاعتقالات الجديدة في الأيام الأخيرة و"دانت بشدة الخطاب" المناهض للأقليات المثلية في تركيا.
ودعت وزارة الخارجية التركية الدول التي تدين أنقرة إلى "النظر في المرآة"، من دون الرد على الانتقادات المتعلقة بالتصريحات المناهضة للمثليين.
وقالت إن "مشاهد الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين في العديد من البلدان التي تُعد ديمقراطيات متقدمة لا تزال ماثلة في الأذهان".
واعتقلت الشرطة التركية مئات المتظاهرين هذا الأسبوع واستخدمت القوة لتفريق التجمعات التي لم تفقد زخمها.
وأعلنت وزارة الداخلية الخميس أن من بين الأشخاص الـ528 الذين تم اعتقالهم لصلتهم بالتظاهرات، تم الإفراج عن 498 شخصًا، بينهم 108 تحت المراقبة القضائية، كما وضع اثنان رهن التوقيف الاحترازي.
وتم اعتقال خمسة أشخاص آخرين صباح الخميس وتبحث الشرطة عن ثلاثة مشتبه بهم آخرين، وفقًا لمكتب حاكم إسطنبول.