قيس سعيد يطالب بتصعيد الحرب على الفساد داخل الدولة

الرئيس التونسي يقول انه لا بد من حل بالأشعة أو بالكيمياوي للقضاء على الخلايا السرطانية واللوبيات الموجودة داخل الدولة.
قيس سعيد يتهم لوبيات بالتورط في ازمة الادوية بمنع ترويجها قبل انتهاء صلوحيتها
سعيد يؤكد انه لا مجال للحوار مع الفاسدين

تونس - دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تشديد الجهود لمكافحة الفساد واللوبيات داخل الدولة التونسية بكل قوة قائلا ان "الفساد ينخر في البلاد كالسرطان" ومعتبرا أن "مشاكل الشعب الحقيقية تتمثل في البؤس والفقر والتهميش" وذلك في خضم أزمة اقتصادية وصراع سياسي وحملة مستمرة من الإيقافات.
وقال سعيد خلال زيارته الأربعاء مركز التكوين المهني والشركة التونسية للصناعات الصيدلية بالضاحية الجنوبية للعاصمة، وفق ما نشرته الرئاسة التونسية على صفحتها بفيسبوك ان "هناك مجرمين يقفون وراء إهدار أدوية بملايين الدينارات انتهت تواريخ صلاحيتها وتونس تريد التخلص من هؤلاء المجرمين".
وشدد على "ضرورة محاسبة الجميع على قدم المساواة وعلى القضاة تطبيق القانون " مضيفا "انه لا بد من حل بالأشعة أو بالكيمياوي للقضاء على الخلايا السرطانية الموجودة داخل الدولة لضرب الوطن والتنكيل بالمواطنين.

واطلع الرئيس على مخازن شركة الأدوية حيث احتوت على كميات كبيرة من الأدوية منتهية الصلوحية تقدّر قيمتها بأكثر من مليوني دينار من المنتظر أن يتم إتلافها بينما تشهد المستشفيات نقصا في الأدوية.
وقال "إن اللوبيات تسعى للسيطرة على قطاع الأدوية من اجل ترويج منتجاتها في السوق وبجودة أقل وذلك من خلال بقاء أدوية في المخازن حتى تنتهي صلوحيتها بينما يتقاسم المرضى علبة دواء واحدة".
ومنذ 11 فبراير/ شباط الجاري، بدأت السلطات التونسية حملة اعتقالات شملت سياسيين وإعلاميين ورجال أعمال في ملفات مختلفة من بينها الفساد وتهديد امن الدولة.
واتهم الرئيس التونسي بعض الموقوفين مؤخرا بـ"التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار".
ومن بين الموقوفين الوزيرين السابقين نورالدين البحيري ولزهر العكرمي والسياسي خيام التركي وامين عام الحزب الجمهوري عصام الشابي والقيادية في جبهة الخلاص شيماء عيسى ورجل الأعمال النافذ كمال اللطيف ومدير إذاعة موزاييك نورالدين بوطار والقاضيين البشير العكرمي والطيب راشد وكذلك فوزي كمون مدير مكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ورئيس إحدى النقابات الأمنية.
كما أصدرت المحكمة الابتدائية في ولاية أريانة الاسبوع الماضي بطاقة إيداع بالسجن بحق عاطف العمراني المدير العام الأسبق للمصالح المختصة بوزارة الداخلية (المخابرات) وذلك على خلفية ما عرف " بالغرفة السوداء في وزارة الداخلية".

وفي كلمته خلال زيارته لمحافظة بن عروس قال سعيد إن "الفساد ينخر في البلاد كالسرطان ويتحدثون عن الخلاص والحوار فمع من الحوار؟ في حين تتمثل مشاكل الشعب التونسي الحقيقية في البؤس والفقر والتّهميش".
وجاءت زيارة سعيد إلى مركز التكوين المهني قبيل إقالة وزير التشغيل نصرالدين النصيبي في وقت سابق الأربعاء.
وذكر سعيد أن "هناك إرادة إلى تعطيل أي مشروع وإهدار أموال الشعب" في إشارة إلى مركز التكوين الذي تعطلت أشغاله.
ومقابل تشديد الرئيس التونسي مرارا على استقلال المنظومة القضائية، تتهمه المعارضة باستخدام القضاء لملاحقة الرافضين لإجراءات استثنائية في 25 يوليو/تموز 2021 بينما يحظى الرئيس بتأييد شعبي كبير.

وتواصلت حملة الإيقافات، إذ اعتقلت الشرطة التونسية اليوم الخميس عزالدين الحزقي وهو أحد أشد المنتقدين للرئيس قيس سعيد ووالد المعارض البارز والقيادي في جبهة الخلاص جوهر بن مبارك الذي حاصرت قوات الأمن منزله الأربعاء في محاولة لاعتقاله وفق ما أفادت به شقيقته المحامية دليلة بن مبارك.

وأكد المحامي سمير ديلو اليوم الخميس أن قوات الأمن طوّقت منزل جوهر بن مبارك، نافيا إيقافه.