
كردستان العراق تنفي وجود إسرائيليين على أراضيها
بغداد - نفت حكومة إقليم كردستان في شمال العراق، السبت، وجود مصالح لإسرائيل أو مواطنين لها على أراضي الإقليم.
ويأتي هذا النفي رداً على تصريحات أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن مواطني إسرائيل عرضة لهجمات إيرانية محتملة في عدة دول ومناطق بينها إقليم كردستان العراق.
وفي بيان قال المتحدث باسم حكومة الإقليم جوتيار عادل "نحيط جميع الأطراف علماً وكما أعلنا مراراً وتكراراً أن إسرائيل ليست لديها أية مصالح في إقليم كردستان، ولا يتواجد أي من مواطنيها على أراضي الإقليم".
وأضاف عادل، أن تصريح جندلمان "بعيد عن الصحة".
وكان جندلمان قد نشر تغريدة على صفحته في "تويتر" الخميس قال فيها، "على ضوء التهديدات الإيرانية الأخيرة وتورط جهات إيرانية في تنفيذ عمليات إرهابية في دول مختلفة، تحذر هيئة مكافحة الإرهاب من قيام إيران باستهداف مصالح إسرائيلية في دول قريبة من إيران منها كردستان العراق ودول في الشرق الأوسط وإفريقيا".
كما تحدثت الحكومة الإسرائيلية مساء الخميس عن "ارتفاع" مستوى "التهديد" ضد مواطنيها في الخارج، على خلفية صدور دعوات في إيران إلى الانتقام لمقتل عالم نووي بارز.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية انه "في ضوء التهديدات الأخيرة من عناصر إيرانيين نحن نخشى أن تستهدف إيران أهدافا إسرائيلية"، ناقلةً بذلك رسالة من مجلس الأمن القومي تحدثت عن هجمات محتملة ضد إسرائيليين في دول مجاورة لإيران أو في إفريقيا.
وجاء تحذير جندلمان بعدما اتهمت إيران إسرائيل، بالوقوف وراء اغتيال عالمها النووي محسن فخري زاده، الشهر المنصرم، وتوعدها بالانتقام.
وترفض كردستان العراق ان تتحول لساحة تصفية حسابات بين ايران واسرائيل في ظل ازمة اقتصادية خانقة عمقتها ازمة جائحة كورونا.
لكن في المقابل لكردستان العراق روابط تاريخية مع إسرائيل خاصة اثناء الحرب بين الاقليم والسلطة المركزية في عهد نظام صدام حسين حيث دعمت تل ابيب الاكراد عسكريا او اثناء اعلان الاستقلال اثر الاستفتاء الشعبي في الاقليم الذي ايدته الحكومة الاسرائيلية قبل ان تسقطه الحكومة المركزية في بغداد.
وكان مقررا أن يتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى البحرين نهاية هذا الأسبوع لحضور مؤتمر إقليمي، لكن مصادر دبلوماسية قالت، بعد التهديدات الجديدة التي وجهتها طهران لإسرائيل، إن هذه الرحلة قد الغيت، دون مزيد من التفاصيل.
وتسود مخاوف في العراق من تصاعد التوتر بالمنطقة على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني.
ومحسن فخري زاده الذي كان رئيسا لمنظمة الأبحاث والإبداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية اغتيل الجمعة في هجوم قالت الجمهورية الإسلامية إنّ إسرائيل تقف وراءه، فيما لم تعلق الدولة العبرية على هذا الاتهام.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني الاسبوع الماضي إن بلاده سترد "في الوقت المناسب" على مقتل العالم النووي، في وقت ستشهد الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، انتقالا للسلطة مع وصول جو بايدن الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير خلفا لدونالد ترامب.
كما اكد المرشد الإيراني علي خامنئي ان بلاده ستثار لمقتل عالمها النووي في اقرب فرصة ممكنة رغم ان اسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن عملية الاغتيال فيما شدد الحرس الثوري انه سيرد بقوة على عملية الاغتيال.
ويرى مراقبون ان إيران ستعطي الضوء الاخير لوكلائها في المنطقة لتنفيذ هجمات لا تستهدف فقط اسرائيل ولكن بعض دول المنطقة.
وكانت اسرائيل شنت في الآونة الاخيرة هجمات وغارات ضد التواجد الإيراني في سوريا ما اسفر عن مقتل وجرح العشرات من المسلحين الموالين لطهران.
وأعلن ترامب في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي أبرمته دول كبرى عدة مع إيران، وأطلق حملة "ضغوط قصوى" على الجمهورية الإسلامية يبدو أنه عازم على مواصلتها حتى مغادرته السلطة في كانون الثاني/يناير.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخميس طهران باستغلال الاتفاق النووي الذي سمح برفع العقوبات الاقتصادية عنها، قبل إعادة فرضها وتشديدها من جانب ترامب من أجل "توسيع" نفوذها في العراق واليمن وسوريا.
واعتبر نتانياهو ان الاتفاق النووي سمح "للنمر" بالخروج من "قفصه"، وذلك خلال نقاش عبر الإنترنت مع مركز هدسون للتحليل في واشنطن.
وأكد بايدن في حديث نشرته الأربعاء صحيفة "نيويورك تايمز" أنه ينوي ان يطلق بسرعة مفاوضات جديدة مع إيران "بالتشاور" مع حلفاء واشنطن، ولكن فقط بعد عودة الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي الإيراني.
وحض وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الخميس بايدن على التخلي عن سلوك واشنطن "المارق"، ورفع العقوبات المفروضة على بلاده، رافضا أي حديث عن إعادة التفاوض حول اتفاق عام 2015 النووي.