لا جديد حول الحكومة اللبنانية إلا تفاؤلا مفرطا من الحريري

رئيس الوزراء اللبناني المكلف يبدي تفاؤلا "أكثر من أي وقت مضى" بتشكيل الحكومة في رسالة طمأنة للبنانيين بعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي فاز فيها حزب الله وحلفاؤه بالأغلبية، ما يعكس حجم التحديات التي يواجهها الحريري.

التأخر في تشكيل الحكومة يربك لبنان
المانحون يستعجلون تشكيل الحكومة لإصلاح الاقتصاد المتعثر
الحريري يجري قريبا مشاورات إضافية مع الرئيس اللبناني

بيروت - قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري اليوم الأربعاء إنه متفائل أكثر من أي وقت مضى بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتأتي تصريحات الحريري بعد نحو ثلاثة أشهر من إجراء الانتخابات التشريعية ما يعكس تعثر مشاورات تشكيل الحكومة رغم محاولة رئيس الوزراء إظهار عكس ذلك.

وفي تصريحات بثها التلفزيون بعد لقائه مع الرئيس ميشال عون، قال الحريري "سنكمل خلال الأيام القادمة المشاورات الإيجابية مع فخامة الرئيس وإن شاء الله الأمور على طريق الحل"، مضيفا "أنا متفائل أكثر من أي فترة أخرى".

ويرجح أن تصريحات الحريري التي لم تحمل جديدا تأتي لطمأنة اللبنانيين في ظل احتقان اجتماعي خاصة بعد تقارير عن تنامي حملة قمع الحريات والتضييق على نشطاء تعرضوا بالنقد للرؤساء الثلاثة خاصة رئاسة الجمهورية.

ويقول المانحون الأجانب إن لبنان الذي أجرى انتخابات برلمانية في السادس من مايو/أيار يحتاج إلى تشكيل حكومة بسرعة للحفاظ على الثقة والبدء في العمل على إصلاحات لمساعدة الاقتصاد المتعثر.

وأيد معظم أعضاء البرلمان الجديد استمرار الحريري في رئاسة الوزراء وذلك خلال المشاورات البرلمانية التي أجراها عون بعد الانتخابات وهو ما أدى إلى تكليف الحريري بتشكيل الحكومة.

وقال الحريري في يونيو/حزيران الماضي إنه "قريب جدا" من تشكيل الحكومة.

ومن المتوقع أن تشمل الحكومة الجديدة مثل سابقتها ممثلين عن كل الطوائف اللبنانية بموجب نظام المحاصصة السياسية.

ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن رئيس مجلس النواب نبيه بري قوله أمام النواب اليوم الأربعاء، تأكيده ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة "نظرا إلى أهمية وجودها في ظل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها البلاد ولتمكين لبنان من القيام بالتزاماته الدولية مثل ما يتعلق بمؤتمر سيدر-1".

لكن بري أكد أيضا للنواب أنه ليس لديه معطيات جديدة عن تشكيل الحكومة، ما يشير إلى بالفعل إلى التحديات التي يواجهها الحريري بعد فوز حزب الله وحلفائه بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الأخيرة.

وقال بري إن "ما يواجهه اللبنانيون اليوم من أزمات اجتماعية وخدماتية ناتج من أسباب عديدة أبرزها عدم تطبيق القوانين، لأن تطبيقها يشكل المدخل الأساسي لمكافحة الفساد".

وكانت انتخابات مايو/أيار الأولى منذ عام 2009. وتسببت الخلافات بين الكتل السياسية الرئيسية في البلاد في حالة من الشلل لسنوات إلى أن وافقوا على تشكيل حكومة وحدة وطنية في عام 2016.

وتدير حكومة تسيير أعمال شؤون البلاد منذ انتخابات مايو/أيار. وحققت جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران وحلفاؤها السياسيون أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات.