لا مؤشر على نهاية للتوتر بين الانتقالي الجنوبي والمجلس الرئاسي

مصدر حكومي يقول إن قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أغلقت الطرق المؤدية للقصر الرئاسي في عدن في أحدث حلقة من حلقات التوتر بين المجلس الرئاسي والقوات الجنوبية.

عدن - ترخي خلافات بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي على الشراكة والتوافق بين الطرفين، في ظل سجالات تبرز بين الحين والآخر.

وفي أحدث تطور أزمة ناشئة، قال مصدر حكومي يمني اليوم الأحد، إن قوات تابعة للمجلس الجنوبي أغلقت الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي في العاصمة المؤقتة عدن جنوبي البلاد والواقعة تحت سيطرتها.

وبحسب المصدر ذاته، فإن "قوات المجلس الانتقالي أغلقت الطرق المؤدية إلى قصر معاشيق في عدن الذي يتخذه مجلس القيادة الرئاسي مقرا له"، مضيفا أن"إغلاق الطرق أدى إلى منع الموظفين من الدخول والعمل في القصر الرئاسي".

وتشير هذه التطورات إلى استمرار التوتر بين المجلسين بينما كان الرهان والهدف من تشكيل المجلس تعزيز وحدة الصف في مواجهة ميليشيا الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء ومعظم محافظات الشمال منذ الانقلاب على الشرعية بقوة السلاح في العام 2014.

وتأتي هذه التطورات كذلك بعد يومين من اتهام المجلس الانتقالي الجنوبي لرئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي بعدم الجدية في الشراكة والتوافق بين الجانبين.

واتهامات المجلس الجنوبي للعليمي تأتي على خلفية تصريحات أدلى بها الأخير في الفترة الماضية وقال فيها إن "القضية الجنوبية عادلة والحديث عنها في هذه اللحظة أو نقاش حلها في هذا الوقت قد يكون غير مناسب"، مضيفا "عندما نستعيد الدولة من الحوثيين سنضع كل شيء على طاولة الحوار والنقاش ونضع المعالجات بالحوار وليس بالعنف أو بالفرض".

ويشارك الانتقالي الجنوبي في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، ويسيطر أمنيا وعسكريا على العاصمة المؤقتة عدن ومناطق جنوبية أخرى حيوية، لكن هيمنة حزب الإصلاح الواجهة السياسية لإخوان اليمن وانتهاكات ميليشياته للاتفاقيات في أكثر من مناسبة، أحدث شرخا في العلاقات بين المجلس الانتقالي الجنوبي ومجلس القيادة الرئاسي.

وسبق أن خاض المجلس الانتقالي الجنوبي مواجهات عسكرية ضد القوات الحكومية، نتج عنها السيطرة ميدانيا على عدد من المحافظات جنوبي اليمن، قبل تدخل السعودية التي قادت جهود مصالحة لتعزيز وحدة الصف اليمني.

وفي تطور ميداني قُتل أربعة جنود يمنيين على الأقل في مواجهات مع المتمرّدين الحوثيين في شمال شرق اليمن، حسب ما أعلن مسؤول عسكري الأحد.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته إنّ "أربعة جنود قُتلوا في اشتباكات مع المتمرّدين الحوثيين مساء السبت في جنوب مديرية حريب في محافظة مأرب"، مضيفا أنّ الجنود كانوا يتصدّون لـ"هجوم مباغت" نفّذه الحوثيون، فيما أصيب عدد منهم بجروح، الأمر الذي أكدته مصادر طبية في مأرب.

وانتهت المواجهات بعد ساعات قليلة من الهجوم الأساسي الذي نفّذه الحوثيون والذي استهدف مواقع حكومية في مديرية حريب جنوب مدينة مأرب. وقُتل عدد من المهاجمين، ولكن لم تُعرف الحصيلة على الفور.

وتشهد جبهات مأرب المنطقة الغنية بالنفط والتي تعدّ آخر معقل للحكومة في الشمال، مواجهات متكرّرة بين الحوثيين المدعومين من إيران والقوات الحكومية المدعومة بتحالف تقوده السعودية.

ويشهد اليمن أفقر دول شبه الجزيرة العربية، نزاعا داميا منذ 2014 بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والمتمردين الحوثيين.

وقتل في النزاع الدموي عشرات آلاف اليمنيين وتسبب بأزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ في العالم مع نزوح ملايين الأشخاص.

وأدى وقف إطلاق النار الذي توسّطت فيه الأمم المتحدة ودخل حيّز التنفيذ في أبريل/نيسان 2022، إلى خفض العمليات القتالية بشكل كبير. وانتهت مدّة الهدنة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من غير أن يتوصل الأطراف إلى اتفاق لتجديدها، لكن وقف إطلاق النار لا يزال صادما إلى حد بعيد.