'لخضر بن خلوف' يخلد سينمائيا ذكرى شاعر ومجاهد استثنائي

تصوير الفيلم الروائي يأتي بعد أن حصلت وزارة الثقافة والفنون خلال العام الماضي على رخصة استثنائية تم بموجبها تسوية كل المشاريع السينمائية العالقة سواء الأفلام الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية وغيرها من الأعمال الفنية.

الجزائر - انطلق المخرج الجزائري محمد شويخ في تصوير فيلمه الروائي الطويل "لخضر بن خلوف" والذي يتطرّق فيه إلى محطات تمزج بين الحقيقة التاريخية والخيال لجوانب من حياة الشاعر والمجاهد المتصوف سيدي لخضر بن خلوف.

ويلقي الفيلم الضوء على أحد أعلام محافظة مستغانم وهو بن خلوف المشهود له بالتقوى والصلاح والذي يتوافد الزوار على ضريحه منذ مئات السنين للدعاء والتماس البركة خاصة يوم الجمعة. ويقول الأهالي إن بن خلوف كان وليا صالحا وإن الدعاء يستجاب عند قبره.

وتم اختيار الممثل حسان كشاش ليجسد في الفيلم الذي من المرجح أن يستغرق تصويره نحو ثلاثة أشهر، دور شخصية الشاعر سيدي لخضر بن خلوف الذي عاش في الجزائر في القرن السادس عشر.

ووفقا لوكالة الأنباء الجزائرية (واج)، لفت شويخ وهو مؤلف سيناريو الفيلم ومخرجه إلى أنه يقدم فيلمه الروائي الجديد "كنوع من المساهمة في كتابة التاريخ الوطني".

وأوضح أن العمل "يمزج بين الحقيقة التاريخية والخيال من خلال استحضار شخصيات تاريخية، حيث يروي محطات من حياة الزاهد الشاعر سيدي لخضر بن خلوف وتقاطعه مع الروائي الإسباني سرفانتس الذي عاصره".

وبدأ محمد شويخ مشواره السينمائي مطلع ستينات القرن الماضي في مجال التمثيل قبل إخراج أولى أعماله سنة 1972 حيث اشتهر بإخراج "القلعة" سنة 1989 و"يوسف" في 1993 و"دوار النساء" 2005 و"الأندلسي" سنة 2011.

واشتهر سيدي لخضر بن خلوف الذي يعرف أيضا بمداح الرسول بفضل قصائده لمديح النبي محمد والإلياذة التي وصف فيها معركة مزغران في 26 اغسطس/اب 1558 ضد الإسبان.

وتبرز قصيدة "شرشال" مسيرته الجهادية بين الجزائر ومستغانم ومزغران مرورا بالبليدة، فيما تؤرخ قصيدة "مزغران" الشهيرة للمعركة التي شهدتها المنطقة سنة 1558 وانتهت بانتصار المجاهدين الجزائريين.

وأفادت وزيرة الثقافة والفنون الجزائرية صورية مولوجي التي أعطت إشارة انطلاق تصوير المشاهد الأولى من الفيلم بقصر رياس البحر بالجزائر العاصمة، أن العمل "يدور حول شخصية فذة لها رمزية وحضور في الذاكرة الشعرية والنضالية الشعبية الجزائرية".

وأضافت في تصريحات صحفية أن الفيلم الذي سيستغرق مئة دقيقة "إنجاز يساهم في تعريف الأجيال الجديدة بالشخصيات الجزائرية التاريخية ومآثرها ويحفظ تراثها".

ويأتي تصوير الفيلم بعد أن حصلت وزارة الثقافة والفنون خلال العام الماضي على رخصة استثنائية تم بموجبها تسوية كل المشاريع السينمائية العالقة سواء الأفلام الطويلة أو القصيرة أو الوثائقية وغيرها من الأعمال الفنية.

وأشارت مولوجي إلى أنه سيتم خلال منتصف شهر يناير/كانون الثاني الحالي "تنصيب لجان جديدة لدعم مختلف أصناف المشاريع وانطلاق برنامج الدعم لسنة 2023".

وتحتفي الجزائر سنويا بالشعر الملحون وبقصائد بن خلوف من خلال المهرجان الوطني للشعر الملحون بمدينة مستغانم.