لماذا يشتموننا‎

بعد احداث الحادي العاشر من سبتمبر اطلق حينها الرئيس الأميركي جورج بوش سؤالا: لماذا يكرهوننا؟ ولتنطلق بعده حوارات ونقاشات ودراسات في الكثير من مراكز الابحاث في محاولة الاجابة على سؤال الرئيس بوش "لماذا يكرهوننا" وكان يقصد المسلمين.

اعتقد الآن انه علينا كسعوديين ان نطلق مثل ذلك السؤال وان نوجهه نحو الاخوة العرب ولكن بصيغة "لماذا يشتموننا؟"

ولئن كانت مراكز الابحاث الغربية وجدت الكثير من المبررات لكراهية اميركا، الا اننا كسعوديين لا نجد سوى الحيرة، وليت احد ما يساعدنا على الاجابة على مثل هذا السؤال. فنحن كسعوديين لم نتخل يوما عن قضايا العرب. وللتاريخ فقط وبلغة الدم فقد قاتل الجندي السعودي في فلسطين وفي غزة تحديدا عندما كانت تحت الادارة المصرية، قاتل الجندي السعودي وبشجاعة مذهلة وكنا الاكثر مشاركة رغم شح الامكانات حينها. وتواجد الجيش السعودي ايضا ولسنوات طويلة في اغوار الاردن في مواجهة اسرائيل، وقاتل في الجولان وفي قوات الردع العربية في لبنان وفي اليمن من اجل الشرعية وفي الكويت وفي الصومال، فلم بالله يشتموننا؟

وعلى مستوى الدعم، فالمملكة وبلغة الارقام هي اكبر داعم للقضية الفلسطينية بما يفوق كل ما تقدمه الدول العربية مجتمعة، وقد دعمت مصر بمبالغ لا نعرفها نحن كأفراد. ويكفي ان الرئيس المصري الراحل أنور السادات قال حينها "لولا دعم السعودية لما حاربنا في اكتوبر."

ودعمت السعودية سوريا ودعمت صدام حسين بما يفوق الأربعة عشر مليار دولار ولمدة ثماني سنوات في حربه ضد ايران فلماذا يشتموننا؟

ونحن كحكومة (ودون منة) ندعم الكثير من الدول العربية وعلى شكل مساعدات وهبات وودائع وقروض واستثمارات فلم بالله يشتموننا؟ لماذا يشتموننا رغم ان دولهم طبعت مع اسرائيل ورفضنا. يرقصون ويفرحون ويغنون ويقيمون المهرجانات وكل صنوف الترفيه؟ ويطلبون منا لبس ثياب الحداد؟ لماذا لا يطلبون من قطر مثلا وقف تصدير الغاز القطري، ولا يطلبون من دول الخليج وايران والعراق وقف تصدير النفط ويطلبون ذلك منا؟

لماذا يشتموننا ومواقفنا معلنة مع كل قضايا العرب بل ومؤثرة وقوية؟ لماذا يمتن ويقدر المسلمون وحكوماتهم في باكستان وبنغلاديش واندونيسيا ودول اخرى ما تقدمه المملكة للمسلمين في تلك الدول، ولما تقدمه للحرمين الشريفين والاماكن المقدسة في حين يشتمنا العرب؟ لماذا يقيمون بيننا ويشتموننا؟

وليعلموا اننا كسعوديين لا نجيد الشعارات ولا العنتريات ولا الخطب الفارغة، لكننا نهب وندعم ونقدم وهم يشتموننا. الم يحن الوقت لطرح هذا السؤال، ام نكتفي بالتجاهل والى متى؟