لماذا يفضل غول السمنة مهاجمة النساء في المنطقة العربية؟

مكانة المرأة في المجتمع وعادات متجذرة تمنع المرأة من الحفاظ على وزنها ابرز اسباب اصدر العربيات قائمة الاكثر سمنة في العالم.

أبوظبي – تعد النساء العربيات بين الاكثر سمنة بين اقرانهن في العالم، في ظاهرة لا تنسحب على رجال المنطقة، وهو ما يطرح اسئلة حول هذه الظاهرة.

واستعرضت مجلة إيكونوميست المشكل بالإحصاءات، وشهادات نساء من المنطقة، الأسباب وراء ذلك، التي تعود في غالبيتها إلى مكانة المرأة في المجتمع، وعادات متجذرة تمنع المرأة من الحفاظ على وزنها.

وفي جميع أنحاء العالم، يعاني 15 في المئة من النساء من السمنة، مقابل 11 في المئة من الرجال، مما يعني أن مؤشر كتلة الجسم لديهن (bmi) هو 30 أو أعلى. 

لكن فجوة السمنة تختلف في جميع أنحاء العالم، خاصة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تشهد أكبر نسبة تفاوت بين الجنسين.

وفي الشرق الأوسط، 26 في المئة من النساء مصابات بالسمنة مقابل 16 في المئة من الرجال. وفي عام 2019، سجلت ثماني دول عربية من بين 11 دولة أعلى نسبة وفيات بسبب السمنة (معظمها بسبب أمراض القلب والسكري وارتفاع ضغط الدم)

ومنذ عام 1975، ازدادت نسبة السمنة لدى النساء في الدول العربية بمعدل أسرع من الرجال، مع انتشار الوجبات السريعة بشكل مطرد.

ويقول البنك الدولي إن خُمس النساء فقط في الدول العربية يحصلن على وظائف، وفي العراق تصل النسبة إلى واحدة من بين كل 10.

وهذا يعني أن معظم النساء في المنطقة يقضين معظم أوقاتهن في المنزل، وبينما تنشط النساء العاملات في مناطق أخرى من العالم في المستشفيات والفصول الدراسية والمطاعم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتولى الرجال العديد من هذه الوظائف.

والسبب الآخر هو قلة ممارسة الرياضة، فعندما يصلن إلى سن البلوغ، تكون ممارسة الرياضة في الأماكن العامة أمرا "مستهجنا" أحيانا.

ويقول رجل عراقي يلعب كرة القدم في الهواء الطلق، لكنه لا يسمح لأخته أن تحذو حذوه: "لا نحب أن تكون الفتيات في الشارع"، ويقول إن لديها جهاز المشي في المنزل.

لا نحب أن تكون الفتيات في الشارع

وتتعرض النساء للمضايقات في حال قررن الركض في الشوارع. وتقول امرأة عراقية: "عندما أمشي مع كلابي، يجب أن أشغل الموسيقى لمنع سماع المضايقات".

والتنزه يكون فقط في مراكز التسوق المكيفة، ورغم أن بعض النوادي الرياضية تلبي احتياجات النساء، فإنها غالبا تكون في المدن الكبرى.

ويشير التقرير إلى أن النساء الفقيرات في مصر أكثر سمنة من النساء الثريات، اللواتي يحصلن على فرص الخروج من المنزل، والنساء في مصر لديهن أعلى نسبة مؤشر كتلة الجسم (bmi)، باستثناء بعض جزر المحيط الهادئ.

والسبب يعود بدرجة كبيرة إلى النظام الغذائي، فالمصريون يحصلون على 30 في المئة من سعراتهم الحرارية من الخبز، وغالبيته مدعوم.

والسبب الأخر للسمنة، وفقا لبعض النساء، هو أن العديد من الرجال العرب يفضلون النساء ممتلئات الجسم.

وكان تقرير اعدته شركة يورومونيتور انترناشيونال لابحاث السوق في دبي كشف ان الكويت ومصر والامارات تحتل المراكز الثلاثة الاولى في سمنة النساء في الدراسة التى اجريت على 83 دولة خلال العام 2022.
واظهرت الدراسة ان نسبة النساء فوق 15 عاما، اللائي يعانين السمنة المفرطة، بلغت 55.2 بالمئة في الكويت و48 بالمئة في مصر و42 بالمئة في الامارات، وهو ما يدل على ان الجسم لديهن يبلغ 30 كيلوغراما لكل متر مربع او اكثر، كما دخلت الاردن ضمن قائمة الدول الـ 10 الاوائل محتلة المركز الـ 7 بنسبة بلغت 37 بالمئة .

ويتوقع تقرير البنك الدولي أن يصل إجمالي تكلفة السمنة في البلدان النامية خلال الـ15 عامًا المقبلة إلى أكثر من 7 تريليونات دولار، مؤكدًا أن هذه التكاليف لا تقتصر على الرعاية الصحية، بل تشمل أيضًا الخسائر غير المباشرة الناجمة عن التغيب عن العمل، وانخفاض الإنتاجية، والتقاعد المبكر وغير ذلك.