لهجة تركية اقل حدة ضد إسرائيل رغم الاعتداءات على الأقصى
أنقرة - قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيجري اتصالا هاتفيا بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج اليوم الثلاثاء بعد التصرفات الإسرائيلية تجاه المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى بالقدس الأسبوع الماضي.
وتصريح اوغلو يكشف تغير المواقف التركية فيما يتعلق بالصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين حيث استخدمت انقرة في السابق ألفاظا وعبارات اكثر حدة لانتقاد الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى والمقدسات.
ويبدو جليا ان تغيير اللهجة مرتبط اساسا بعودة الدفء للعلاقات بين تل ابيب وانقرة في لعبة مصالح مرتبطة بأزمة الطاقة والغاز التي تمر بها اوروبا بسبب الغزو الروسي لاوكرانيا.
وأصيب 152 فلسطينيا على الأقل يوم الجمعة في اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية في ساحة الحرم القدسي في أحدث موجة من تصاعد في العنف يثير مخاوف من الانزلاق إلى صراع أوسع نطاقا.
وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي بأنقرة "أصدرنا بياناتنا بالفعل ونواصل اتصالاتنا ردا على هجمات قوات الأمن الإسرائيلية غير المقبولة في الضفة الغربية والأقصى".
وأضاف "كذلك سيجري رئيسنا اتصالا هاتفيا مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوج".
ويأتي الاتصال بعد أن قال أردوغان يوم الأحد لنظيره الفلسطيني محمود عباس بإدانته للتصرفات الإسرائيلية تجاه المصلين الفلسطينيين في المسجد الأقصى والتهديدات "لوضعه أو مكانته".
وطردت تركيا وإسرائيل سفيري كل منهما في 2018، كما تراشقتا بانتقادات لاذعة بسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدعم التركي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تدير قطاع غزة وقضايا أخرى.
وقالت تركيا التي تؤيد حل الدولتين للقضية الفلسطينية إنها تعتقد أن التقارب مع إسرائيل سيساعد أيضا في إيجاد حل للقضية وإنه لن يكون على حساب التزاماتها تجاه الفلسطينيين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أبلغ أردوغان نظيره الإسرائيلي الذي اجتمع معه أيضا في أنقرة الشهر الماضي بأن أنقرة تنتظر نهجا حساسا من السلطات الإسرائيلية حيال الأقصى خلال شهر رمضان، وشدد على أهمية السماح للفلسطينيين بدخول إسرائيل.
وفي حين انتقدت تركيا الاشتباكات في ساحة الحرم القدسي، فقد كان رد الفعل التركي على الاشتباكات أهدأ بكثير مما كان عليه في السابق عندما أطلقت أنقرة العديد من المبادرات في الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لإدانة إسرائيل ومساندة الفلسطينيين.
وفي الشهر الماضي قال جاويش أوغلو إنه سيزور إسرائيل وفلسطين وبصحبته وزير الطاقة فاتح دونميز في مايو/أيار ويناقش إعادة تعيين السفيرين مع نظيره الإسرائيلي خلال الزيارة.