لوحات تنبض بالحياة تنقل عشاق الفن إلى طنجة
طنجة (المغرب) - نقلت لوحات تنبض بالحياة زوار معرض "طنجة شغف الألوان" الذي افتتح الجمعة بمتحف فيلا هاريس بطنجة، إلى قلب مدينة المضيق الفريدة، وذلك وسط حضور مجموعة من الشخصيات من عالم الفن والثقافة والإعلام.
ويضم المعرض الذي تنظمه المؤسسة الوطنية للمتاحف، نحو 30 عملا غنيا، يكشف عن تنوع التمثلات التي شكلت حول المدينة عند نهاية القرن التاسع عشر، وبداية القرن العشرين، وبالتالي يلخص تطور طنجة بكامل بهائها وجاذبيتها الخالدة.
ويدعو المعرض الذي يضم لوحات الفنانين التشكيليين جورج آيرلي، وتيريك وليامس، وإنريك سيموني لومباردو، وآخرين، الجمهور لاكتشاف روح طنجة كما توحي بها خلال فترة زمنية معينة، وذلك عبر فضاءاتها التاريخية وأحيائها العتيقة، وكذا نمط العيش المحلي لساكنتها.
ويكشف المعرض من خلال مجموعة من الأعمال الفنية التي تم توفيرها للمتحف بدعم من عمر الصالحي، مالك رواق الفن المدينة (طنجة)، روح مدينة البوغاز بملامحها المتعددة.
وقال عبدالعزيز الإدريسي رئيس قسم المتاحف بالمؤسسة الوطنية للمتاحف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا المعرض يتناول موضوع ملامح طنجة، المدينة التي طالما أسرت الفنانين الجائلين الذين ساروا على خطى الفنان الرسام ديلاكروا منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ليستقر بشكل مؤقت أو دائم في مدينة البوغاز.
وأوضح المسؤول أن "هؤلاء الفنانين تركوا، بعد إقامتهم في طنجة، تراثا فنيا غنيا ومتنوعا للغاية، مما جعل المدينة، إلى جانب عناصر التراث الأخرى، جنة على الأرض يحلم الجميع باكتشافها".
وبحسب الإدريسي، فإن الأمر يتعلق بـ"معرض جميل يمكن من رؤية الملامح المختلفة لمدينة طنجة، واكتشاف هذه المدينة والوضع الذي كانت عليه، في الفترة التي زارها كل هؤلاء الفنانين".
وأشارت محافظة متحف فيلا هاريس بطنجة، ماجدة أملال، إلى أن هذا المعرض يعد بمثابة تكريم للمدينة التي طالما اعتبرت وجهة مميزة ومصدر إلهام للفنانين العالميين مثل ديلاكروا وماتيس.
وأضافت أن المعرض يقدم بالتالي لمحة عامة عن طنجة، من خلال الشهادة التاريخية للعديد من الفنانين الأوروبيين الذين زاروا المدينة بين نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بحثا عن الإلهام.
وأفاد عمر الصالحي أن الأعمال المعارة لهذا المعرض هي جزء من مجموعته المختارة ورواقه، وترسم تاريخ طنجة التي لطالما كانت مكانا للتبادل والاندماج بين الثقافات.
ويندرج المعرض الذي يستمر إلى غاية التاسع عشر من مايو/أيار 2025، في إطار تمديد عرض جزء من المجموعة الفنية الدائمة لفيلا هاريس، متحف طنجة، والذي يسلط الضوء على الأعمال الفنية لكبار الفنانين التشكيليين الجائلين مثل كجاك ماجوريل، وكلاوديو برافو، وإيدي ليجراند.