ليبيا تعتقل أمير داعش المسؤول عن مذبحة الأقباط

جهاز الردع يعلن الإطاحة بكل قيادات التنظيم الإرهابي في ليبيا بين قتيل وسجين مشيرا إلى أنه سينشر اعترافات أبوسدرة خلال الفترة المقبلة.

طرابلس - أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبدالحميد الدبيبة، القبض على والي "داعش" المدعو هاشم أبوسدرة المتورط في جلب إرهابيين إلى البلاد، ويعتبر أحد المسؤولين عن المذبحة بحق الأقباط ووقف وراء عمليات انتحارية ضد مؤسسات ليبية، فتمت ملاحقته من فرنسا والولايات المتحدة لكنه أفلت من الضربات العسكرية.
وقال الدبيبة الجمعة على حسابه الرسمي بمنصة اكس إن "محاسبة المتغولين في دماء أبنائنا وملاحقة ناشري الإرهاب في أرضنا واجب وطني لن نحيد عنه".

وأعلن جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة التابع لوزارة داخلية حكومة الوحدة الوطنية، مساء الخميس، اعتقال أبو سدرة المتورط في تسهيل دخول وتمركز الإرهابيين داخل البلاد وذلك بعد سنوات من اختفائه. وقال في بيان إنه قبض على "والي تنظيم داعش" في ليبيا المكنى بــ"خُبيب"، خلال عملية أمنية دقيقة، عندما كان يحاول التوجه من منطقة الجنوب إلى العاصمة طرابلس، دون تسجيل خسائر بشرية.
وأكد جهاز الردع الإطاحة بكل قيادات التنظيم الإرهابي في ليبيا بين قتيل وسجين، مشيرا إلى أنه سينشر اعترافات المتهم خلال الفترة القريبة المقبلة.

وهاشم أبو سدرة هو ليبي الجنسية مطلوب للعدالة منذ سنوات بتهمة التورط في أعمال إرهابية وارتكاب جرائم تمس أمن الدولة، وهو أحد أخطر قادة داعش، وشارك في حرب سرت ونجح في الخروج من المدينة بعد هزيمة التنظيم أواخر 2016، والاختباء منذ ذلك الوقت.

وقبل تعيينه زعيما لتنظيم داعش في ليبيا، كان يشغل خطة "أمير ديوان الهجرة والحدود"، ويعتبر المسؤول الأول عن قتل المصريين الأقباط عام 2015 في مدينة سرت، حيث تولى تجهيز السيارات وتجهيز مكان دفنهم، وهو نشط جدا خاصة في الصحراء الليبية، ومكلّف بتنظيم صفوف الإرهابيين وضمان تنقلهم.

وتفاعل المصريون مع خبر إلقاء القبض على أمير داعش، وطالب الكاتب الصحفي مصطفى بكري عضو مجلس النواب عبر حسابه الرسمي على موقع اكس، بضرورة محاكمته باعتباره "المسؤول عن ذبح 21 مصريا من الأشقاء المسيحيين في سرت".

وأعلن النائب العام المستشار الصديق الصور أن جهاز الردع أحال 1231 قضية خلال العام 2023، أهمها قضية متهم بالانتماء إلى تنظيم داعش في ليبيا.

وكانت محكمة استئناف مدينة مصراتة غربي ليبيا أصدرت أحكاماً نهائية بإعدام 23 عنصراً من تنظيم "داعش" الإرهابي، في مايو/أيار الماضي على خلفية عدد من القضايا على رأسها "مذبحة الأقباط المصريين في سرت عام 2015".

وجرى النطق بالأحكام خلال جلسة المحكمة التي عقدت في مصراتة بعد شهور من التقاضي، كما حُكم بالمؤبد على 14 متهماً مع حرمانهم من حقوقهم المدنية.

وفي شهر أغسطس/آب 2022 بدأت محاكمة 320 متهماً من ليبيا ومصر وسوريا والسودان ومصر بالانتماء إلى تنظيم "داعش"، بعد أن جرى القبض عليهم في المعارك التي شهدتها سرت بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية وعناصر التنظيم.

وفي 24 أغسطس/أب الماضي، أعلن الدبيبة القبض على قيادي في تنظيم داعش لم يسمه، متورط في التخطيط وقيادة العمليات الإرهابية الانتحارية التي استهدفت مقر المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في 2018، والمؤسسة الوطنية للنفط ومقر وزارة الخارجية في العام نفسه.

وفي مايو/أيار 2018، هاجم مسلحان مقر مفوضية الانتخابات في طرابلس وأطلقوا النار على الموظفين قبل أن يفجرا نفسيهما داخل المقر بعد محاصرته من قوات الأمن، ما خلف 13 قتيلا من موظفي المفوضية. وفي سبتمبر/ أيلول 2018، شن ستة مسلحين هجوما إرهابيا على مقر المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس أسفر عن قتيلين وعشرة جرحى. كذلك في 25 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، نفذ مسلحون هجوما على مقر وزارة الخارجية في طرابلس، ما أسفر عن ثلاثة قتلى و21 جريحا. وتبنى تنظيم "داعش" كل تلك الهجمات الدامية.

يذكر أن وجود تنظيم داعش في ليبيا انحسر في السنوات الأخيرة، بعد قتل واعتقال أغلب قياداته وفرار آخرين إلى الصحراء، ويقتصر نشاطه على خلايا صغيرة ومتفرقة، خصوصاً في المناطق الجبلية والصحراوية البعيدة عن الرقابة الأمنية.

وسيطر عناصر تنظيم داعش الذين قدر عددهم ببضعة آلاف على مدينة سرت في يونيو/حزيران 2015، مستغلين الانقسام والانفلات الأمني في ليبيا التي غرقت في الفوضى منذ سقوط معمر القذافي عام 2011. ودافع عناصر التنظيم بشراسة عن المدينة على مدى أشهر، مستخدمين تكتيكات حرب العصابات في المدن والدروع البشرية والألغام الأرضية.