ماذا وراء التهدئة الحوثية مع واشنطن

عدن – اعتبرت مصادر سياسية ان التهدئة الأخيرة في الخطاب الحوثي هي جزء من مناورة لكسب الوقت وتأجيل الهدنة المطلوبة أميركيا إلى ما بعد السيطرة على محافظة مأرب الاستراتيجية وآخر معاقل الحكومة اليمنية في شمال البلاد.
وتراجع الحوثيون عن تصريحات شديدة اللهجة أطلقوها الجمعة، ردا على مبادرة المبعوث الأميركي إلى اليمن تيموثي ليندركينغ التي حمّلتهم ضمنيا مسؤولية فشل مقترحات لوقف إطلاق النار حظيت بموافقة الحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية.
وفي محاولة للتنصل من تصريحات رئيس الوفد التفاوضي للحوثيين وناطقهم الرسمي، محمد عبدالسلام، التي حملت هجوما حادا على واشنطن ووصفت مبادرتها بالتآمر على اليمن، قالت وسائل إعلام حوثية إن عبدالسلام لم يُعلن رفض الجماعة الحوثية للحوار الذي ترعاه سلطنة عمان.
وأشارت إلى أن حديثه لقناة المسيرة الحوثية تضمّن فقط طرح ملاحظات على خطة المبعوث الأميركي في شكلها الحالي، مضيفة أن النقاش حولها ما يزال مستمرا.
وكان المتحدث باسم الحوثين ورئيس وفدهم للتفاوض محمد عبدالسلام قال ان المقترح يمثل "الرؤية السعودية والأممية" في إشارة للإعلان المشترك الذي أعده المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، والذي وصفه بأنه "مجرد التفافات شكلية تؤدي في الأخير إلى العودة إلى الحصار مرة أخرى ولكن بطرق دبلوماسية".
وقال ليندركينغ إن لديه خطة متماسكة لوقف إطلاق النار في اليمن، وإنها مطروحة على قيادة حركة الحوثيين "لعدد من الأيام" لكن الحركة تعطي الأولوية فيما يبدو للهجوم العسكري لانتزاع السيطرة على مأرب.
وذكر الباحث السياسي اليمني سعيد بكران في تصريح لصحيفة العرب الصادرة في لندن ان "رفض الحوثي للمبادرة الأميركية هو نتيجة طبيعية للميزان العسكري الحالي في مأرب ورؤية الجماعة بأنها ليست مضطرة لتقديم أيّ تنازل وأن طرف الشرعية هو الواقع تحت الضغط وعليه هو أن يتنازل".
وقال الباحث السياسي اليمني رماح الجبري للصحيفة اللندنية ان رفض الحوثيين للخطة الأميركية تأكيد على أن "هذه الجماعة ليست لديها نوايا تجاه تحقيق السلام في اليمن أو القبول بالشراكة مع الحكومة الشرعية".
وأكد الجبري أن "مشكلة الصراع في اليمن تكمن في أن المجتمع الدولي يمتلك أدوات ضغط على طرف واحد فقط وهو الحكومة الشرعية ومن خلفها التحالف بينما هو عاجز عن استخدام أدوات ضغط يمكن أن تجبر الميليشيا الحوثية على المضي في تحقيق السلام".
ولفت الجبري إلى أن "المعادلة ميدانيا في اليمن تتغير من يوم إلى آخر لصالح الحكومة الشرعية بعد فشل الهجوم الحوثي على مأرب وتحقيق تقدمات كبيرة للجيش الوطني في جبهات تعز وحجة، ما يكشف أن الجماعة الحوثية تحشد كل إمكانياتها في جبهة واحدة وأن تحرك جميع الجبهات في آن واحد كفيل بوأد المشروع الحوثي خلال فترة وجيزة".
وتأتي هذه التحولات في ظل مؤشرات على تزايد حدة الانتقادات الغربية للحوثيين عل خلفية مواقفهم المتصلبة إزاء مقترحات وقف إطلاق النار المقترحة من قبل الأمم المتحدة.