مبعوث ماكرون إلى لبنان يسعى للتهدئة بين حزب الله واليونيفيل
بيروت - ناقش المبعوث الفرنسي إلى لبنان جان - إيف لودريان اليوم الأربعاء مع رئيس كتلة حزب الله البرلمانية محمد رعد مسألة التجديد لقوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في لبنان "اليونيفيل"، في وقت يلقي فيه التوتر بين القوة الأممية والجماعة المدعومة من إيران بظلال ثقيلة على تنفيذ اتفاق الهدنة.
ويأتي ذلك في وقت يواجه حزب الله والسلطات اللبنانية ضغوطا متزايدة بشأن مسألة نزع سلاح الحزب الذي خرج مضعفا سياسيا وعسكريا بعد حرب مدمرة مع اسرائيل انتهت بوقف إطلاق نار في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتشرف على تطبيق وقف إطلاق النار لجنة تضمّ كلّ من لبنان وإسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا واليونيفيل. وأعلنت قوة حفظ السلام الثلاثاء عن تعرض إحدى دورياتها للرشق بالحجارة من قبل سكان قرية في جنوب لبنان، مشيرة إلى أن "استمرار استهداف" قواتها "غير مقبول".
ويسيطر حزب الله على مناطق واسعة في جنوب لبنان، ويعتبر أن وجود القوة الأممية يحد من سيطرته أو يفرض قيوداً على أنشطته، خاصة تلك المتعلقة بانتشار الأسلحة أو التحركات العسكرية.
كما تعتبر إسرائيل أن اليونيفيل فشلت في منع تسليح حزب الله وإيقاف هجماته على إسرائيل، مما يجعل وجودها "عبئاً ميدانياً" يعيق حركتها العسكرية. وتضغط الدولة العبرية لإنهاء مهام القوة الأممية أو تقليصها بشكل كبير.
وأكّد النائب عن حزب الله علي فياض في تصريح اليوم الأربعاء "على ضرورة المعالجة الهادئة والحكيمة والمسؤولة لأي احتكاك أو توتر يحصل بين أهالي الجنوب وعناصر قوات اليونيفيل الذين يدخلون القرى والبلدات والأملاك الخاصة من دون تنسيق أو حضور الجيش اللبناني".
وأشار إلى "أهمية وجود اليونيفيل في الجنوب في إطار تنفيذ القرار 1701 بالتنسيق مع الجيش اللبناني وضمن دورها المحدد في منع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية، ومساعدة الدولة اللبنانية في بسط سيادتها".
ونصّ اتفاق وقف إطلاق النار على انسحاب مقاتلي حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل. كما نصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي التي توغلت إليها في جنوب لبنان خلال النزاع.
ومنذ انتهاء الحرب، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية على مناطق لبنانية عدّة، مشيرة الى أنها تستهدف بنى تحتية وعناصر في حزب الله.
ويطالب لبنان المجتمع الدولي بالضغط على الدولة العبرية لوقف هجماتها والانسحاب من النقاط التي لا تزال متمركزة فيها داخل أراضيه.
وبدأ لودريان زياته إلى لبنان الثلاثاء حيث التقى بالمسؤولين اللبنانيين من بينهم رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي اعتبر "الاعتداءات" على اليونيفيل "غير مبررة ومرفوضة"، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
وقال مصدر حكومي لبناني فضّل عدم الكشف عن هويته إن المبعوث الرئاسي الفرنسي ناقش خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين "التجديد لقوة اليونيفيل وفقا للصيغة نفسها" السارية حاليا.
وشدد لودريان كذلك على "الاصلاحات خاصة في القطاع المصرفي وقال إن ذلك المدخل الاساسي للحصول على المساعدات"، في وقت يشترط المجتمع الدولي على لبنان مواصلة تنفيذ تلك الإصلاحات ليتمكن من الحصول على قروض بمليارات الدولارات تسهم في إحياء اقتصاده المنهار منذ العام 2019.