متنفس بريطاني من متاعب بريكست في الخليج

جيريمي هانت يزور السعودية والإمارات في ما يبدو مسعى لإظهار النفوذ البريطاني في المنطقة مجددا عبر الخوض في مقتل خاشقجي والحرب في اليمن.

لندن – يبدأ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت الإثنين جولة خليجية تشمل السعودية والإمارات تتركز على الحرب في اليمن ومقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، في خطوة قال متابعون انها محاولة لفرض الحضور البريطاني مجددا في المنطقة ومتنفس من متاعب المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان إنّ هانت الذي سيصل إلى السعودية الإثنين، ويجتمع خصوصاً مع الملك سلمان وولي العهد الأمير محـمد بن سلمان "سيطلب من السلطات السعودية فعل المزيد لضمان تحقيق العدالة لعائلة خاشقجي" وسيُشدّد على "أهمية تعاون السعودية مع تركيا لإجراء تحقيق كامل وموثوق به".
وخلال زيارته، سيجتمع هانت مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمـد بن زايد آل نهيان ونائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الاثنين إن ولي العهد الأمير محمـد بن سلمان اجتمع مع المبعوث الخاص لرئيسة وزراء بريطانيا سايمون ماكدونالد وناقشا العلاقات الثنائية.
وسيتطرّق وزير الخارجية البريطاني خلال زيارته الرياض وأبوظبي إلى المعارك الدائرة في اليمن بين المتمرّدين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ويساندها التحالف العسكري العربي بقيادة السعودية.
ونقل البيان عن هانت إشارته إلى الحصيلة البشرية "التي لا تُحصى" لهذا النزاع الذي يتطلّب حلاًّ "سياسياً". وسيدافع الوزير البريطاني عن فكرة اللجوء إلى "إجراء جديد" في مجلس الأمن الدولي دعماً لجهود السلام.
وتبدو زيارة هانت أقرب الى مسعى بريطاني جديد نحو العودة الى إظهار التأثير في المنطقة التي ابتعدت بريطانيا عنها في السنوات الأخيرة. والزيارة مدفوعة ايضا بمطالب منظمات حقوقية في بريطانيا حول مقتل خاشقجي وحرب اليمن.
وسبق لبريطانيا الدعوة أكثر من مرة الى وقف النار في اليمن، الذي يشهد حاليا معركة فاصلة لاستعادة مدينة وميناء الحديدة الإستراتيجي الخاضع للحوثيين. 
والاسبوع الماضي، حالت ثلاث دول في مجلس الأمن دون صدور بيان يدعو إلى إنهاء الحرب في اليمن، مطالبة عوضاً عنه بتبني قرار متكامل يجلب طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات.
وتؤيد بريطانيا، الى جانب الولايات المتحدة وفرنسا، التي تملك حق الفيتو في المجلس، التحالف في حملته التي بدأت منذ العام 2015 دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
من جهة ثانية، تأتي زيارة هانت للخليج في حين تتعرض الحكومة البريطانية برئاسة تيريزا ماي لضغوط متنامية لتغيير خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي. واستقال وزراء وهدد وزراء آخرون بالاستقالة احتجاجا على الخطة.
وتحاول ماي التوصل إلى التفاصيل النهائية لاتفاق انسحاب بريطانيا لكن المحادثات تعثرت. وكثّفت لندن وبروكسل المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق طلاق خلال أسابيع، ما يتيح الوقت لتمريره من قبل البرلمان قبل حلول موعد بريكست في 29 مارس/آذار 2019.