مثقفون عرب: الجوائز الأدبية تروج للكتاب
الرباط - اعتبر كتاب ومثقفون عرب، الجمعة، بالرباط أن الجوائز الأدبية تروج للكتاب وترفع من نسبة القراءة وتدفع بالعمل الثقافي عموما إلى الأمام.
وقال الناقد والكاتب العراقي-التركي الجنسية عبدالله إبراهيم في ندوة خصصت لموضوع "أثر الجوائز في صناعة الكتاب وتعزيز القراءة في الوطن العربي" نظمت على هامش الدورة الثامنة والعشرين للمعرض الدولي للكتاب والنشر المقامة حاليا بالرباط إن "الجوائز الأدبية تنشط القراءة وفعل الثقافة بالدرجة نفسها التي يقوم بها الإعلام الثقافي".
وأضاف أن الجوائز "بصرف النظر عن جوانبها المادية والمعنوية تقوم بتصفية وغربلة الأعمال الأدبية.. وتدفع بهذه الأخيرة إلى واجهة الاهتمام بالعمل الثقافي".
وأعطى مثالا بالجائزة العالمية للرواية العربية المدعومة من مؤسسة جائزة بوكر في لندن التي "تقوم بحراك كبير في المجتمع الثقافي العربي".
ولفت إلى أن "الابتهاج بالفوز بالجائزة لا يشمل الكاتب أو المفكر فقط، بل حتى البلاد تبتهج وتفرح".
غير أنه عاب على "جوائزنا العربية" أنها ذات تأثير قصير، فبينما نوبل مثلا "تلفت الانتباه إلى الكاتب وتمنحه مكانة أبدية خالدة في المجتمعات"، فإن الجوائز العربية "ينتهي مفعولها بانتهاء الموسم".
ومن هنا يدعو عبدالله إبراهيم إلى "عدم اقتصار الجوائز العربية على المكافأة المادية، بل يجب أن تندرج في تيار القومية.. ويدخل العمل المتوج إلى الجامعات والأكاديميات".
ويرى الكاتب والباحث السعودي عبدالعزيز سبيل "الذين يتابعون الجوائز هم من القراء أساسا، وليس من الكتاب".
وتابع سبيل الذي هو أيضا الأمين العام لهيئة جائزة الملك فيصل العالمية في مداخلته أن "الذي يفوز بالجائزة هو العمل الأدبي والفكري، وليس الشخص".
وقال إن من إيجابيات الجوائز هو تحفيز دور النشر التي تصبح صارمة "فبمجرد فوز إحدى كتبها بالجوائز، تحرص على ألا تطبع العمل الأدبي إلا إذا كان جديرا"، مؤكدا أن الجوائز "تساهم في زيادة النشر والمقروئية".
وركز الباحث في الفلسفة وعلم الآثار سعيد بن فايز السعيد على جانب الترجمة "الأساسي لأي حضارة وتقدم"، مشددا على دور الجوائز في تحفيزها "الترجمة" وازدهارها، قائلا إن "الترجمة أصبحت خيارا استراتيجيا لمواكبة التطور العلمي ولحماية اللغة العربية".
وأضاف أن إحداث فروع للترجمة في جوائز أدبية عربية عالمية، كجائزة الشيخ زايد وجائزة رفاعة الطهطاوي بمصر وغيرها "تشترك في قضية واحدة وهي تطوير الترجمة" متجاوزة كونها "مجرد مكافأة مالية، بل هي جسر ممتد للتواصل الثقافي والترجمة في العالم العربي".
وأشار الشاعر والروائي والكاتب المغربي حسن نجمي إلى "الحاجة لجائزة عربية كبيرة في الشعر الحديث".
وقال نجمي الذي يشغل منصب أمين عام جائزة أركانة العالمية المقدمة سنويا من بيت الشعر في المغرب إن هذه الأخيرة غير كافية، بالنظر لحجم الجوائز الهائلة التي تمنح للسرد العربي.
ولفت إلى أنه "بعيدا عن نظرية المؤامرة، فإن الجوائز ليست دائما مستقلة وذات مصداقية"، لأن بعض "النصوص الضعيفة فازت بجوائز كبيرة".
أدار الندوة الشاعر والباحث مراد القادري رئيس بيت الشعر في المغرب.
وبدأ معرض النشر والكتاب بالرباط مطلع يونيو/حزيران ويستمر حتى الحادي عشر من نفس الشهر بمشاركة 737 عارضا من 51 دولة.
وتحل مقاطعة كيبيك الكندية "ضيفا استثنائيا" على المعرض بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكندا.