محكمة ايرانية تؤيد حكما بالإعدام بحق معارض من مزدوجي الجنسية

الخارجية الألمانية تعتبر الحكم بإعدام جمشيد شارمهد غير مقبول تماما، مؤكدة أنه سيكون خطيرا جدا.
إيران تشرع قريبا في تبادل السجناء مع بلجيكا بالإفراج عن الدبلوماسي أسد الله أسدي وعامل الإغاثة أوليفييه فانديكاستيل

طهران - قال متحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية اليوم الأربعاء إن المحكمة العليا في البلاد أيّدت الحكم بإعدام المعارض جمشيد شارمهد الذي يحمل الجنسيتين الإيرانية والألمانية بتهمة "الفساد في الأرض"، متحدية بذلك تحذيرا ألمانيا سابقا من أن ذلك سيواجه برد قوي، فيما أعلنت طهران عن قرب الإفراج عن دبلوماسي إيراني محكوم عليه بالسجن لمدة 20 عاما في بلجيكا في صفقة تبادل سجناء.

وحكم القضاء المحافظ في الجمهورية الإسلامية على شارمهد بالإعدام في فبراير/شباط بعد إدانته برئاسة جماعة مؤيدة للنظام الملكي ومتهمة بتنفيذ تفجير دام عام 2008 والتخطيط لهجمات أخرى في البلاد.

ونقلت وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية عن المتحدث مسعود ستايشي قوله في مؤتمر صحفي أسبوعي بطهران "المحكمة العليا أيدت الحكم وبعد إخطار المحكمة الأدنى ستُتخذ الإجراءات بعد ذلك لتنفيذ قرار المحكمة العليا".

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية إن برلين مصدومة من تقارير تأييد حكم الإعدام وتعمل على التأكد من ذلك.

وأضاف "إذا كان ذلك صحيحا فإن الموقف سيكون خطيرا جدا بحق"، مشيرا إلى أن ألمانيا تعتبر الحكم بإعدام شارمهد غير مقبول تماما.

وكانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك قد قالت في فبراير/شباط الماضي "إن الحكم بالإعدام على جمشید شارمهد غير مقبول على الإطلاق. ليست عقوبة الإعدام قاسية وغير إنسانية ومهينة فحسب، بل إن شارمهد لم يسبق له أن خضع لمحاكمة عادلة، لم تتح له إمكانية الحصول على مساعدة قانونية يختارها بحرية"، محذّرة من أن "تطبيق حكم الإعدام على شارمهد سيواجه بردّ قوي".

وتصاعدت التوترات بين إيران والقوى الغربية بسبب قضايا تتراوح من البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل إلى قمع طهران العنيف لاحتجاجات استمرت شهورا عقب وفاة شابة وهي رهن الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق في سبتمبر/أيلول الماضي.

واعتقل شارمهد، الذي حصل على إقامة في الولايات المتحدة أيضا، في عام 2020 ووصفته وزارة المخابرات في ذلك الوقت بأنه "زعيم جماعة تندر الإرهابية التي دبرت أعمالا مسلحة وإرهابية في إيران من الولايات المتحدة".

وتقول الجمعية الملكية الإيرانية أو 'تندر' التي تتخذ من لوس أنجلس مقرا لها إنها تسعى إلى إعادة النظام الملكي في إيران بعدما ألغته الثورة الإسلامية عام 1979. وهي تدير محطات إذاعية وتلفزيونية موالية للمعارضة الإيرانية في الخارج.

وأعلنت ألمانيا في فبراير/شباط أن اثنين من موظفي السفارة الإيرانية من الأشخاص غير المرغوب فيهم وأمرتهما بمغادرة البلاد ردا على الحكم بإعدام شارمهد.

 وقال مسعود ستايشي المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية اليوم الأربعاء إن دبلوماسيا إيرانيا محكوما عليه بالسجن لمدة 20 عاما في بلجيكا سيُفرج عنه قريبا في صفقة تبادل سجناء.

وأضاف "طلبت بلجيكا تبادلا وكذلك فعلنا نحن من أجل دبلوماسينا أسد الله أسدي. وبعد البروتوكولات الضرورية سيجري مثل هذا التبادل قريبا".

وأيدت المحكمة الدستورية في بلجيكا في مارس/آذار معاهدة لتبادل السجناء مع إيران مما مهد الطريق أمام مبادلة أسدي بموظف إغاثة بلجيكي مسجون.

وقدمت بلجيكا طلبا الأسبوع الماضي بإعادة موظف الإغاثة المسجون أوليفييه فانديكاستيل إلى بلاده بموجب معاهدة نقل السجناء.

وفي 2021، حُكم على أسدي بالسجن 20 عاما فيما يتعلق بمخطط تفجير فاشل في 2018 استهدف جماعة معارضة إيرانية في باريس.

واعتقل فانديكاستيل في أثناء زيارته لإيران في فبراير شباط 2022 وحُكم عليه في يناير/كانون الثاني بالسجن 40 عاما والجلد 74 جلدة لاتهامات عديدة من بينها التجسس. وقالت بلجيكا مرارا إنه لا يوجد ما يبرر احتجازه.

وذكر وزير العدل البلجيكي أن فانديكاستيل أدين "بسلسلة جرائم مفبركة" وللانتقام من سجن أسدي.

ووصفت إيران اتهام أسدي بأنه على صلة بهجوم في باريس بأنه هجوم نفذه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي تصفه بأنه جماعة إرهابية للإيحاء بأن فاعله طرف آخر.

وتحتجز إيران العشرات من مزدوجي الجنسية ووجهت لهم تهما تتعلق بالجوسسة وتمويل الاحتجاجات وتأجيجها لاستهداف استقرار البلاد والعمل على إسقاط النظام، فيما تجمع منظمات حقوقية على أن هؤلاء المعتقلين أبرياء وتتخذهم طهران رهائن من أجل دفع الغرب إلى تقديم تنازلات.