محمد بوستة يبث 'روح تغردايت' في لوحاته
الجزائر - يقدم الفنان التشكيلي محمد بوستة معرضه الفردي الجديد بغاليري قسُّومة بالجزائر تحت عنوان "روح تغردايت".
ويضمُّ هذا المعرض 29 لوحة فنيّة اختار صاحبها أن يجمع عبرها مناظر التقطها بحس فني عال من مدينة تغردايت، وهو الاسم الأمازيغي لمدينة غرداية الواقعة جنوب الجزائر.
وتأسّس قصر غرداية "تغردايت" بحسب المراجع التاريخيّة سنة 1048، وهي تُسمّى أيضا "جوهرة الواحات" و"عاصمة وادي ميزاب". ويقع القصر في أعالي وادي ميزاب حيث يتموقع حول هضبة صخرية.
ويؤكد الفنان محمد بوستة في حديث لوكالة الأنباء العمانية أنّه لم يختر موضوع المعرض وإنّما مدينة "تغردايت" هي التي فرضت نفسها عليه فرضا لتكون ثيمة رئيسيّة لهذا المعرض التشكيلي.
أمّا عن سؤال حول خصوصية مدينة غرداية "تغردايت"، فيقول بوستة "هذا السؤال جعلني أبحث في هذه اللوحات عن ذلك الشيء المميز حقا الذي منحني تلك المشاعر الجياشة حين زرت هذه المدينة والتي أثرت فيّ بشكل كبير، إذ بحثت عن أجوبة في كلّ زاوية من زوايا المدينة بين جدرانها وناسها وطقسها المميّز وحتى تراثها وأعمالها التقليدية، وفي كلّ ما رأيت فيها، وأعتقد أنّ كلّ شيء فيها خاص ومميز وكل ما تقع عليه العين في هذه المدينة يشكل شيئا ما من هذه الخصوصية التي فيها".
وتتميّز لوحات معرض "روح تغردايت" الذي تتواصل فعالياته إلى غاية السابع والعشرين من يوليو/تموز الحالي، باستخدام الفنان محمد بوستة الألوان الزيتية لإنجاز هذه الأعمال باستعمال السكين والريشة، إذ استطاع أن يصوّر بحرفيّة عالية المباني القديمة التي تشكّل العمران التاريخي المميّز لمدينة تغردايت"، مع إضفاء لمسات موحية من الإضاءة وحركة الناس إلى أجواء اللوحات للتعبير عن روح تلك المدينة الساحرة التي تأسر كلّ من يزورها.
وركز صاحب المعرض على استعمال مجموعة من الألوان المميزة، والتي تكاد تشترك في الكثير من اللوحات، على غرار البني والأزرق والأصفر والأبيض والأسود وهي الألوان الأقدر على التعبير عن أجواء مدينة تغردايت وخصوصيتها المعمارية.
ومحمد بوستة فنان جزائري مولود عام 1987، حاصل على شهادة من مدرسة الفنون الجميلة بعزازقة بولاية تيزي وزو (شرق الجزائر) عام 2013 في تخصص الرسم تحت عنوان النقد الذاتي في الفن التشكيلي، الأمر الذي سمح له بالحصول على هذه اللمسة الخاصة والفريدة من نوعها في كل عمل من هذه الأعمال الفنية.
ويُلاحظ أنّ أعمال محمد بوستة غنيّة بالأحاسيس وحتى الفلسفة، وهو لا يركّز فقط على أسلوب معيّن لأنّه يتعامل مع كلّ موضوع بمشاعره، وحين لا يجد الكلمات للتعبير عن نفسه يعبّر من خلال الألوان ليُظهر أفكاره طواعية أو بصورة لا إرادية، لتكون النتيجة النهائيّة مذهلة. وهذا ما تجلّى في أكثر من 11 معرضا فرديا وحوالي 20 معرضا جماعيا شارك فيها خلال مسيرته الفنية الحافلة بالإبداع.