مخاطر طمس الهويّات الثقافية واللغويّة في مؤتمر دولي بالأقصر

مجلس جامعة الأقصر المصرية يستعرض توصيات توصّل لها الأكاديميون والباحثون المشاركون بالمؤتمر الرابع لكلية الألسن.

استعرض مجلس جامعة الأقصر المصرية، التوصيات التي توصّل لها الأكاديميون والباحثون المشاركون بالمؤتمر الدولي الرابع لكلية الألسن، والذي انعقد هذا العام تحت شعار: "التواصل اللغوي والثقافي في عصر الرقمنة: آفاق وتحديات".

وكانت أبحاث المؤتمر ومناقشاته ونتائجه محل إشادة خلال اجتماع لمجلس الجامعة عُقد هذا الأسبوع برئاسة رئيسة الجامعة الدكتورة صابرين عبدالجليل.

وبحسب بيان، فقد جاء في توصيات المؤتمر الدولي الرابع لكلية الألسن بجامعة الأقصر – في صعيد مصر – والتي نوقشت باجتماع مجلس الجامعة، المطالبة بإطلاق مبادرات بحثية عربية مشتركة لدراسة أثر الرقمنة على الهوية الثقافية واللغوية، وتوثيق التغيرات التي طرأت على أنماط الخطاب والتواصل في الفضاء الرقمي.

وتشجيع الدراسات متعددة التخصصات التي تربط بين اللسانيات والتقنيات الحديثة وعلوم البيانات، لفهم أعمق لتأثير الرقمنة على بنية اللغة وتداولها.

والتحذير من مخاطر طمس الهويات الثقافية واللغوية نتيجة الذوبان في الفضاء الرقمي العالمي، والدعوة إلى حماية التنوع اللغوي والثقافي من خلال مشروعات توثيقية رقمية.

ودعوة وسائل الإعلام والمؤسسات الثقافية إلى تبني سياسات واعية في استخدام اللغة والتواصل الثقافي على المنصات الرقمية، لتعزيز الانتماء وحماية اللغة الأم.

والدعوة إلى تقنين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة والتعليم، وضرورة وضع معايير أخلاقية وأكاديمية لضبط جودة المحتوى المترجم آليا أو المنتج رقميًا.

وتعزيز الشراكة بين الجامعات العربية والمؤسسات التكنولوجية لتطوير أدوات رقمية تراعي خصوصيات اللغة العربية وتُسهم في إثراء المحتوى الثقافي الرقمي.

وضرورة تطوير المقررات الأكاديمية في أقسام اللغات والترجمة بما يواكب التحولات الرقمية مع إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية والبحثية.

والاهتمام بتدريب الكوادر الأكاديمية والطلاب على المهارات الرقمية الحديثة في تحليل النصوص، وإنتاج المحتوى، والتواصل الفعال عبر الوسائط المتعددة.

وكان المؤتمر قد انعقدت – أخيراً - جلساته ولقاءاته العلمية على مدار يومين، برعاية وحضور الدكتور صابرين عبدالجليل رئيسة جامعة الأقصر، ورئاسة الدكتور محمود النوبي، عميد كلية الألسن، ومشاركة  نخبة من الأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجالات اللغة والترجمة والدراسات الثقافية والإنسانية والإعلام الرقمي، والذين ناقشوا التحولات التي طرأت على آليات التواصل في ظل الثورة الرقمية، واستعراض التحديات والفرص التي فرضها الواقع التكنولوجي الجديد على التفاعل اللغوي والثقافي بين الشعوب.

تحذيرات من مخاطر طمس الهويّات الثقافية واللغويّة
دعوة إلى تقنين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في الترجمة والتعليم

محاور ومناقشات

وقد شهد المؤتمر عدد من الجلسات والندوات التي تم خلالها استعراض ومناقشة عدد من الأوراق البحثية التي توزّعت على عدد من الملفات بينها: التأثيرات الإيجابية للرقمنة على التواصل اللغوي والثقافي، والتحديات التي تواجه التواصل اللغوي في العصر الرقمي، وأثر التواصل الرقمي على الهوية الثقافية والتقاليد، والابتكارات الرقمية لتعزيز التواصل اللغوي والثقافي، ومستقبل التواصل اللغوي والثقافي في ظل الرقمنة، والرقابة والأخلاقيات في الفضاء الرقمي.

أوراق بحثية

المشاركون بالمؤتمر تقدموا بعدد من الأبحاث التي وصفت بالمهمة من قِبل أمانة المؤتمر، وكان من بين تلك الأبحاث: "ديدكتيك اللغة العربية بين قيود الماضي وراهنية الرقمنة"، للدكتورة  سعاد اليوسفي،  و"معجم الشارقة التاريخي وتعزيز التواصل، دراسة في المنهجية وأصول التحرير" للدكتور محمد جمعة الدربي، والتواصل الرقمي عبر الإنترنت، ظواهر ومقاربات لسانية"، للدكتورة تهاني كامل حسين، و"من استراتيجيات التقوية الكلامية في مدونات الثقافة العربية تطور استراتيجية الحجاج والتلطف أنموذجاً"، للدكتور حمدي علي بدوي، و"إعادة تصوّر الأدب في عصر الرقمنة: البحث عن تكامل أخلاقي بين الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي في الأعمال الأدبية"، للدكتور عبد المحسن إبراهيم هاشم، و"الترجمة الآلية وأثرها على النصوص الأدبية الألمانية والإسبانية"، للدكتورة أسماء صلاح عبد الرازق والدكتورة أروى أحمد حسن.

ومن بين البحوث التي ناقشها المؤتمر أيضاً:"مشاكل الترجمة المتعلقة بالتعبيرات الغوية والثقافية في النصوص الأدبية من العربية إلى الألمانية، مع التركيز على رواية خلف الجنة، للكاتبة منصورة عز الدين"، للدكتورة آية صلاح محمد، و"عبر الكلمات والثقافات: إشكالية ترجمة الأمثال والحكم من لغة إلى أخرى"، للدكتور كامل حسوب حسب، و"التواصل عبر الفضاء الرقمي وإشكالية التنوع الثقافي: إحياء وتعايش للهويات أم تصنيع وتعليب للثقافات"، للدكتورة نصيرة جعفري، و"العالم الافتراضي بين الانفتاح الثقافي واغتراب الهوية، واقع وتحديات"، للدكتورة نسيمة أزرو، و"الرقمنة والتواصل الثقافي في عالم متغير: التحديات والرهانات"، للدكتور منذر بن محمد،  و"أداوت الترجمة الآلية، التطور والإشكاليات"، للدكتور لمعي عبد الرحيم،  "السرد التفاعلي: الرواية الألمانية والعمانية، حوار ثقافي رقمي"، للدكتور هاني إسماعيل أبو رطيبة، والدكتورة أسماء صلاح عبد الرازق، و"اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي: بقاء الهوية وتحديات الرقمنة"، للدكتورة غادة غنيم، و "تحديات اللغة العربية في العصر الرقمي: تأثير الرقمنة على الهوية اللغوية والثقافية"، للدكتور محمد ابن سيد، و"أخلاقيات التواصل وحفظ الهوية الثقافية.. قراءة فلسفية في تحديات العولمة اللغوية"، للدكتور سعيد علي عبيد، و"اللغة العربية في مواجهة التقانة الرقمية"، للدكتور حسام الدين سمير، و"التراث الثقافي اللامادي المغربي، من النقل التقليدي إلى الوساطة الرقمية"، للدكتورة نبيلة مسعودي، و"اللغة والترجمة في ظل تطور الذكاء الاصطناعي"، للدكتورة سارة محمد، و"الهوية الثقافية العربية في ظل التقدم التكنولوجي السريع"، للدكتور أحمد شتيوي.

وشهد المؤتمر ندوتين: الأولى حملت عنوان "إبداع الإنسان أم ذكاء الآلة؟ رحلة في قضاء الأدب الإنجليزي"، وترأسها الدكتور عبد المحسن إبراهيم هاشم، والثانية جاءت بعنوان "التحول الرقمي وإعادة تشكيل بنية الخطاب"، وتراسها الدكتور محمد أحمد سيد حمزة والدكتورة لميس حسن البنا محمد .

يُذكر أن هيئة المؤتمر الدولي الرابع لكلية الألسن بجامعة الأقصر، كانت قد تكوّنت من الدكاترة: محمود النوبي رئيساً، و ليلة يوسف حميد، ويوسف عباس علي نائبين لرئيس المؤتمر، ومحمود حمزة محمد، و محمد أحمد سيد حمزة مقررين، تهاني كامل حسين، و محمد سلطان عبد المحسن، أسماء صلاح عبد الرازق، ولميس حسن البنا محمد، أعضاء الأمانة العامة للمؤتمر.