مزارعو الجبل الأخضر في ليبيا يقاومون تداعيات دانيال

مزارع مدينة المرج الليبية تعرضت لدمار كبير وخسارة المحاصيل الزراعية ونفوق أعداد ضخمة من الثروة الحيوانية.

بنغازي (ليبيا) - تعرضت مزارع مدينة المرج بليبيا لدمار كبير وخسارة المحاصيل الزراعية ونفوق أعداد ضخمة من الثروة الحيوانية بسبب تداعيات الأمطار والفيضانات المدمرة التي صاحبت الإعصار دانيال الذي ضرب البلاد في سبتمبر/أيلول الماضي.

ولم يستطيع المزارعون فعل أي شيء لإنقاذ سبل كسب عيشهم في المدينة المعروفة بمزارعها الخضراء لوقوعها في مناطق الجبل الأخضر التي تبعد عن بنغازي 100 كيلومتر.

وقال المزارع عبدالله جبريل الذي تبلغ مساحة مزرعته نحو 15 هكتارا، "تعرضنا لسيول مائية كبيرة مما أدى لغرق مزرعتي وخراب محاصيل زراعية منها طماطم وغيرها من الخضر. ليس هذا فقط بل نفقت كل الأغنام، ما يقارب 80، والأبقار والدجاج. ليس أنا فقط حتى المزارع التي بجواري وأغلب مزارع الجبل الأخضر، السيول الأخيرة خسرتنا كل ما نملك".

وأضاف "هناك مشكلة أخرى بسبب ارتفاع المياه… ظهور مرض جلدي في الأبقار. الآن يعاني منه المزارعون للأسف. السيول الأخيرة ما زلنا نعاني من تبعاتها إلى الآن".

وأعرب جبريل عن أمله في أن يكون الشتاء الحالي رفيقا بهم، قائلا "الآن فصل الشتاء، نتمنى ألا يكون قويا، فتغيرات المناخ الأخيرة صعبة جدا علينا نحن المزارعين، فهذا مصدر رزقنا".

وما زالت تجري حتى الآن عملية انتشال أشلاء ورفات الضحايا في مدينة درنة التي تعرضت للإعصار دانيال منذ نحو ثلاثة أشهر وذلك من البحر ومن البيوت التي يجري حاليا تنظيفها من الركام والطمي. ويؤكد مسؤولون أن أعداد ضحايا الفيضانات تزيد كل يوم.

ويقول المزارع صالح الجبالي (60 عاما) "ضعنا، أصبحت أنا وأبنائي بدون منزل، نحن ثلاث عائلات خرجنا وأصبحنا نستأجر بألف دينار (ما يعادل نحو 207.90 دولار أميركي) في الشهر. المزرعة مساحتها 50 هكتارا، وكنا نزرع القمح والشعير قبل أن ينتهي كله بسبب الإعصار والأمطار، خسارتي تقدر بمئة ألف دينار ليبي".

وتابع "الدولة لم تأت ولم تفعل أي شيء، هذا رزقي ورزق أبنائي، الآن ليس لدينا أي دخل، فالمزرعة لا تزال ممتلئة بالماء مما أدى إلى تلف بئر الشراب".

وأوضح الجبالي أن بجواره مزرعة دواجن بها 15 ألف دجاجة نفقت كلها وكذلك نفقت نحو 500 رأس من الغنم، مشيرا إلى أن أغلب المزارع تعاني الآن من انتشار أمراض بين الحيوانات التي نفق بعضها في المياه.

وكشف مروان العسبلي نقيب المهن الطبية البيطرية بمدينة المرج لرويترز "للأسف غرقت مساحة كبيرة من الأراضي الزراعية، حوالي 2500 هكتار، بسبب الإعصار ولا تزال حتى الآن ممتلئة بالمياه مما أدى إلى نفوق عدد كبير من الحيوانات لدى المزارعين".

وأضاف "الآن خرجت علينا أمراض أدت إلى وفاة ما نجا من الحيوانات، الأمر خطير وكبير ولا يوجد أي تحرك من الدولة.. المزارعون يعانون… خسروا أرزاقهم".

ووفق الإحصائيات، فإن إعصار "دانيال" تسبب بمقتل الآلاف في مدينة درنة  الواقعة في منطقة جبلية شمال شرق ليبيا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، فيما يقسمها وادي درنة الذي يعتبر من بين أكبر الأودية في ليبيا إلى قسمين اثنين.

كما تعرف أيضا بأراضيها الزراعية الخصبة نظرا لتواجد منبعين غزيرين للمياه، الأول يدعى "عين البلاد" والثاني "عين بومنصور". وبالرغم من عدم تهاطل الأمطار بشكل كبير على هذه المدينة، إلا أنها تتوفر على كميات كبيرة من المياه بسبب المنبعين اللذين يتدفقان من تحت الأرض.

وخلف الإعصار والفيضانات الناجمة عنه نحو 40 ألف نازح شمال شرق ليبيا، وفقا لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" في 16 سبتمبر/أيلول الماضي.