مسؤول أمني سوري ينفي صلته بمحادثات مباشرة مع إسرائيل

الحديث عن المفاوضات المباشرة يأتي مع تزايد الانتقادات من قبل قوى سياسية ودينية داخل البلاد، تعتبر أي خطوة في اتجاه التطبيع بمثابة تجاوز للثوابت الوطنية.
نفي المسؤول الأمني السوري يكشف تعرض السلطات السورية لضغوط داخلية كبيرة

دمشق - أثار نفي العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، أنباء مشاركته في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ردود فعل متباينة في الأوساط السورية، خاصة مع تصاعد الجدل حول مستقبل العلاقة بين دمشق وتل أبيب في ظل الأوضاع الإقليمية المتوترة. وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس يتسم بتزايد الانتقادات من قبل قوى سياسية ودينية داخل البلاد، وتعتبر أي خطوة في اتجاه التطبيع بمثابة تجاوز للثوابت الوطنية، خصوصاً في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والانتهاكات المتكررة في الجنوب السوري. وترى هذه الأطراف أن مجرّد تداول اسم مسؤول أمني رفيع في هذا السياق يحمل رسائل مقلقة حول إمكانية تغيير في السياسات السورية التقليدية تجاه إسرائيل.
وفي المقابل، تبرز مخاوف من أن يكون الحديث عن مفاوضات، سواء حقيقية أو مزعومة، مؤشراً على ضغوط دولية تمارس على السلطات السورية من أجل فتح قنوات تواصل مع إسرائيل مقابل رفع العقوبات المفروضة على دمشق. وتعبّر بعض القوى المحلية عن قلقها من أن تكون المفاوضات المباشرة تمهيدا لخطوة تطبيع مع الدولة العبرية ما يعتبر جزءاً من صفقات سياسية غير معلنة تسعى أطراف خارجية إلى فرضها، في وقت لا تزال فيه سوريا تواجه تحديات أمنية واقتصادية حادة وتوازنات داخلية معقدة.
وقال الدالاتي لقناة "الإخبارية" السورية الرسمية "أنفي بشكل قاطع مشاركتي في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي"، وفق حساب القناة على "إكس".

أنفي بشكل قاطع مشاركتي في أي جلسات تفاوضية مباشرة مع الجانب الإسرائيلي

وأضاف "أؤكد أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتفتقر إلى الدقة والمصداقية" مشددا على أن "موقف الجمهورية العربية السورية ثابت وواضح حيال هذا الموضوع".
وتابع "فالقيادة السورية تواصل القيام بكافة الإجراءات الضرورية لحماية الشعب السوري والدفاع عن سيادة ووحدة أراضي الجمهورية، باستخدام جميع الوسائل المشروعة".
وتحدثت تقارير إخبارية، في وقت سابق الثلاثاء، مشاركة الدالاتي، ممثلا عن بلاده، في جلسات تفاوض مع إسرائيل.
وفي 7 مايو/ أيار الجاري، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع عن "مفاوضات غير مباشرة" تجريها دمشق مع إسرائيل.
وقال الشرع، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بباريس "نجري مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل عبر وسطاء لتهدئة الأوضاع، بحيث لا تصل الأمور لحد تُفقد فيه السيطرة من كلا الطرفين".
وأكد أنه على إسرائيل "التوقف عن تصرفاتها العشوائية وتدخلها في الشأن السوري".
وتابع أنه تم الحديث مع كل الجهات أن "سوريا ملتزمة باتفاق عام 1974"، في إشارة إلى اتفاقية فض الاشتباك مع إسرائيل.
ولم تهدد الإدارة السورية الجديدة، برئاسة الشرع، إسرائيل بأي شكل. ورغم ذلك شنت تل أبيب، منذ الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أواخر 2024، غارات جوية على سوريا، فقتلت مدنيين، ودمرت مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد بعد إسقاط الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين.