مساعدات دولية في طريقها لتركيا وسوريا لإنقاذ ناجين تحت الأنقاض

منظمة الصحة العالمية تخشى أن تكون حصيلة الزلزال أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى فيما يتواصل السباق مع الوقت والبرد لانتشال ناجين.
حصيلة الزلزال في تركيا وسوريا تتجاوز الخمسة آلاف قتيل
فرق الإنقاذ تجاهد في البرد وتحت الأمطار أو الثلوج مستخدمة أحيانا الأيادي لإنقاذ عالقين
الجيش الروسي انتشر في مناطق ضربها الزلزال في سوريا لانقاذ بعض العالقين
فرق اغاثة فرنسية واميركية وصينية تصل الى تركيا للبدء في عمليات الانقاذ
اردوغان يعلن حالة طوارئ في 10 محافظات تركية ضربها الزلزال

أنقرة - من المنتظر أن تصل المساعدات الدولية إلى تركيا وشمال سوريا الثلاثاء فيما يتواصل السباق مع الوقت والبرد في شمال سوريا لانتشال الناجين من ثلاث هزات عنيفة ضربت المنطقة الاثنين وأودت بآلاف القتلى وسط توقعات بان تداعايات الكارثة ستكون اعمق بكثير.
وأظهرت الحصيلة الرسمية الأحدث والمرجحة للارتفاع بعد حوالى عشرين ساعة من أولى الهزات البالغة قوتها 7.8 درجات والتي شعر بها في لبنان وقبرص وشمال العراق أيضا، مقتل 3419 شخصا على الأقل في جنوب شرق تركيا وما لا يقل عن 1062 في شمال سوريا، لتصل حصيلة الضحايا الإجمالية حتى الآن إلى ما لا يقل عن 5021، وفقا لمصادر رسمية وطبية.
وجهدت فرق الإنقاذ في البرد وتحت الأمطار الغزيرة أو الثلوج مستخدمة أحيانا الأيادي، لإنقاذ عالقين بين الأنقاض. وقد أنقذت طفلة تبلغ سبع سنوات في هاتاي في جنوب تركيا عند الحدود مع سوريا بعد أكثر من 20 ساعة على الزلزال.
ويعرقل سوء الأحوال الجوية في منطقة الأناضول التركية عمل فرق الإنقاذ ويزيد من معاناة الناجين الذين يعانون البرد تحت الخيام التي نصبت وحول مواقد النيران التي أقيمت في المناطق المنكوبة.
أولى المساعدات الدولية
وتبدأ المساعدات الدولية لتركيا الوصول الثلاثاء مع طلائع فرق المسعفين من فرنسا وقطر خصوصا. ووعد الرئيس الأميركي جو بايدن نظيره التركي رجب طيب إردوغان "بكل المساعدة اللازمة مهما كانت".
وتنوي فرق الإغاثة الفرنسية التوجه خصوصا إلى كهرمان مرعش مركز الزلزال الأول وهي منطقة وعرة لحقت بها أضرار جسيمة وغطتها الثلوج.
وتستعد وحدتان أميركيتان تضم كل واحدة منهما 79 مسعفا الاثنين للتوجه إلى تركيا على ما أفاد البيت الأبيض.
بدورها، أعلنت الصين الثلاثاء إرسال مساعدات بقيمة 5.9 ملايين دولار تشمل عمال إغاثة متخصصين في المناطق الحضرية وفرق طبية ومعدات طوارئ، وفقا لوسائل الإعلام الحكومية في بكين.
وقال الرئيس التركي إن 45 بلدا عرض مساعدته.

وأعلن اردوغان الثلاثاء حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 محافظات في جنوب شرق البلاد ضربها الزلزال
وقال في تصريحات متلفزة "قرّرنا إعلان حالة طوارئ لضمان تنفيذ عمليات الإغاثة بسرعة".
وأضاف أنه سيتم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الطارئة لإغراق المناطق المتضررة بعمال الإغاثة والمساعدات المالية.
وتابع "سننتهي سريعا من العمليتين الرئاسية والبرلمانية المتعلقتين بهذا القرار الذي سيغطي 10 محافظات تضرّرت بالزلزال، على أن يطبق لمدة ثلاثة أشهر".
وأشار الرئيس التركي إلى أن حكومته سترسل أكثر من 50 ألف عامل إغاثة إلى المنطقة وتخصص 100 مليار ليرة تركية (5.3 مليارات دولار) كمساعدة مالية.
وفي سوريا في المقابل استجابت خصوصا لنداء سلطات دمشق حليفتها روسيا التي وعدت بإرسال فرق إغاثة "في الساعات المقبلة" في وقت أكد فيه الجيش أن أكثر من 300 عسكري روسي انتشروا في المنطقة التي يضربها الزلزال للمساعدة في عمليات الإنقاذ.
وتحركت الأمم المتحدة أيضا لكنها شددت على أن المساعدة التي ستقدم يجب أن تذهب "إلى كل السوريين على كامل الأراضي" السورية الخارج بعضها عن سيطرة الحكومة.
وفي هذه المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة والحدودية مع تركيا في شمال غرب سوريا، أحصي ما لا يقل عن 700 قتيل.
واستمرت حصيلة الضحايا بالارتفاع على جانبي الحدود. ونظرا إلى حجم الأضرار يرجح أن ترتفع مع تقدم عمليات البحث.
ففي تركيا وحدها، أحصت السلطات انهيار حوالي خمسة آلاف مبنى فيما يواجه الجرحى العالقون بين الأنقاض خطر تدني حرارة الجسم بسبب البرد الصقيعي.

الالاف من الاتراك والسوريين خيروا المبيت في العراء خوفا من زلازل اخرى
الالاف من الاتراك والسوريين خيروا المبيت في العراء خوفا من زلازل اخرى

مراكز إيواء
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها تتوقع الأسوأ وتخشى أن تكون "الحصيلة أعلى بثماني مرات من الأرقام الأولى" المنشورة.

واضافت الثلاثاء إن عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر الذي أودى بحياة الآلاف في تركيا وسوريا، قد يصل إلى 23 مليونا.
وأوضحت المسؤولة في المنظمة اديلهايد مارشانغ أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة "تُظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) يبلغ 23 مليونا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع ضعف".
وأضافت "تدرك منظمة الصحة العالمية قدرة تركيا القوية على الاستجابة وتعتبر أن الاحتياجات الرئيسية التي لم تُلبَّ قد تكون في سوريا على المدى القريب والمتوسط".

عدد المتضرّرين بالزلزال المدمّر قد يصل إلى 23 مليونا

وسجل الاثنين ما لا يقل عن 185 هزة ارتدادية تلت الزلزالين الأولين اللذين بلغت قوتهما 7.8 درجات خلال الليل والآخر بقوة 7.5 عند الظهر ومركزهما في شمال شرق تركيا.
كذلك وقعت هزات ارتدادية خلال الليل الماضي وقبيل فجر الثلاثاء كان أقواها واحدة بلغت 5.5 درجات عند الساعة 09.13 بالتوقيت المحلي (03.13 ت غ) على مسافة تسعة كيلومترات جنوب شرق غولباشي في جنوب تركيا.
وحولت السلطات قاعات رياضة ومدارس ومساجد حتى إلى مراكز لإيواء الناجين. لكن، خشية من وقوع هزات جديدة فضل الكثير من السكان تمضية الليل في العراء كما الحال في شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا.
وقال مصطفى كويونجو البالغ 55 عاما وقد جلس في سيارة العائلة مع زوجته وأطفالهما الخمسة "من لا يخاف؟ الجميع يخاف!".
وهذا الزلزال هو الأعنف الذي يضرب تركيا منذ 17 آب/أغسطس 1999، الذي أودى ب17 ألف شخص من بينهم ألف في اسطنبول.