مستوطنون يحرقون منازل في هجوم على قرية فلسطينية في الضفة

نتنياهو يدين الهجوم على قرية جيت متعهدا باعتقال ومحاكمة المسؤولين عن أي انتهاك ومحاكمتهم.
البيت الأبيض يدين الهجمات على قرية جيت
حماس والجهاد الاسلامي تدعوان للثأر

رام الله - قالت السلطة الفلسطينية الخميس إن عشرات المستوطنين الإسرائيليين بعضهم يضع أقنعة هاجموا قرية فلسطينية قرب مدينة قلقيلية في الضفة الغربية المحتلة، وأحرقوا العشرات من المنازل والسيارات وقتلوا شخصا واحدا على الأقل ما يشير لتصعيد غير مسبوق في الضفة على وقع جهود لإنهاء الحرب في غزة.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن فلسطينيا قتل وأصيب آخر بجروح خطيرة برصاص مستوطنين في قرية جيت في هجوم هو الأحدث في سلسلة من الهجمات التي يشنها مستوطنون يتبعون العنف نهجا في الضفة الغربية.
وأظهرت لقطات مصورة تداولها مستخدمون لوسائل التواصل الاجتماعي اشتعال النيران في سيارات ومنازل إثر الهجمات.
وقال البيت الأبيض إن الهجمات التي يشنها المستوطنون ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية "غير مقبولة ويجب أن تتوقف".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان "يجب على السلطات الإسرائيلية اتخاذ تدابير لحماية جميع المجتمعات من الأذى، وهذا يشمل التدخل لوقف مثل هذا العنف، ومحاسبة جميع مرتكبيه".
وقال الجيش الإسرائيلي إن وحدات من الشرطة والجيش تدخلت واعتقلت إسرائيليا. وأدان الجيش الهجوم وقال إنه يلهي قوات الأمن عن مسؤوليات أخرى مضيفا أنه يفحص التقارير حول مقتل الفلسطيني.
وأصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانا يقول إنه ينظر في الواقعة "بأقصى صرامة". وجاء في البيان "سيتم اعتقال ومحاكمة المسؤولين عن أي انتهاك ومحاكمتهم".
وقال وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش (يمين متطرف)، وهو من الداعمين الرئيسيين لتوسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية منذ كانون الأول/ديسمبر 2022، خصوصا منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، عبر منصة إكس إن "مثيري الشغب الليلة في جيت لا علاقة لهم بالاستيطان والمستوطنين".
وأضاف "هؤلاء مجرمون يجب أن تتعامل معهم السلطات المسؤولة عن الحفاظ على النظام العام بكل صرامة".
ودان الرئيس الإسرائيلي اسحق هرتسوغ مساء الخميس "بشدة" الهجوم حيث وصف أعمال العنف هذه بأنها "مذبحة مدبرة"، وكتب على منصة إكس "أدين بشدة مذبحة الليلة في السامرة"، مستخدما الاسم التوراتي لشمال الضفة الغربية.
وقال "هذه أقلية متطرفة تضر بالسكان المستوطنين الملتزمين بالقانون وبالمستوطنات ككل وباسم (مكانة) إسرائيل في العالم خلال فترة حساسة وصعبة بشكل خاص".
وأضاف الرئيس الذي يعتبر دوره شرفيا بشكل أساسي في إسرائيل "يجب على قوى الأمن التحرك فورا ضد هذه الظاهرة الخطيرة وتقديم الجناة إلى العدالة".
واستنكرت حركة حماس، الخميس الهجوم داعية في بيان الضفة لـ"مزيد من الانتفاض بوجه الاحتلال".
وأضاف البيان "ننعى الشهيد البطل رشيد محمود سدة، الذي ارتقى بنيران ميليشيات المستوطنين في قرية جيت، ونؤكد أن الدماء الزكية لن تذهب هدراً وستكون لعنة على الاحتلال".
بدورها، أدانت حركة "الجهاد الإسلامي"، في بيان، الهجوم الذي شنه المستوطنون داعية للانتقام.
ويدأب الفلسطينيون على اتهام قوات الأمن الإسرائيلية باتخاذ موقف المتفرج والسماح لمجموعات من المستوطنين العنيفين بمهاجمة منازلهم وقراهم، ويتزايد القلق حيال هذه الوقائع على المستوى الدولي.
وفرضت الولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية عقوبات على المستوطنين العنيفين، وطالبوا إسرائيل مرارا ببذل جهود أكبر لكبح الهجمات.