مصر تفرج عن آخر صحفيين من قناة "الجزيرة" في غمرة تقارب مع الدوحة

الصحفيان المصريان بهاءالدين إبراهيم وربيع الشيخ يعودان إلى منزليها بعد أن قبعا 4 سنوات في السجن.

الدوحة - أعلنت قناة الجزيرة القطرية التي تتخذ من الدوحة مقرا لها اليوم الجمعة أن مصر أفرجت عن آخر صحفيين لها كانت تحتجزهما بعد ذوبان الجليد في العلاقات مع قطر.

وأكدت منى جمال الدين زوجة الصحفي بهاء الدين إبراهيم إنه عاد إلى منزله بعد إطلاق سراحه. ونشر نقيب الصحفيين المصريين صورة على فيسبوك للصحفي الثاني ربيع الشيخ في منزله. وكان الصحفيان، وكلاهما مصريان، محتجزين احتياطيا لمدة أربع سنوات تقريبا.

وتدهورت العلاقات بين مصر وقطر بعد أن قاد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كان قائد الجيش آنذاك الإطاحة بالرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في عام 2013، وتولى السيسي الرئاسة في العام التالي.

واتهمت القاهرة قناة الجزيرة بأنها لسان حال جماعة الإخوان واعتقلت عددا من صحفييها. وفي عام 2017، أعلنت مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعة قطر بسبب اتهامات بدعم الإرهاب، وهو اتهام نفته الدوحة.

وفي 2020 ألقت قوات الأمن المصرية القبض على11 شخصاً بشبهة اختلاق محتوى إعلامي لشبكة الجزيرة بتهمة التعاون مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة لإنتاج محتوى يشمل وثائقيا حول منطقة شمال سيناء المضطربة مقابل أموال.
وكانت الحكومة المصرية تنظر إلى قناة الجزيرة على أنها ناطق رسمي باسم الاخوان، وتحجب السلطات موقع القناة في مصر الذي لا يمكن دخوله إلا عبر شبكة افتراضية خاصة "في بي ان".
وتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الخلاف في أوائل عام 2021، وتحركت قطر ومصر بسرعة لإعادة بناء العلاقات.

ويأتي إطلاق سراح إبراهيم والشيخ بعدما أفرجت مصر عن صحفيي الجزيرة هشام عبد العزيز في مايو/أيار 2023، وأحمد النجدي في سبتمبر/أيلول 2022.

وقالت منى جمال الدين إنها علمت بقرار الإفراج عن زوجها يوم الأربعاء بعد أن تلقت الأسرة اتصالا من محامي زوجها. وقالت منى، التي لم تر زوجها منذ ديسمبر/كانون الأول 2018 وتحدثت هاتفيا معه آخر مرة يوم اعتقاله في فبراير/شباط 2020 إن قرار إطلاق سراحهما كان غير متوقع.

وكان السيسي قد أدى زيارة إلى الدوحة في سبتمبر/أيلول 2022 مرفوقا بوفد وزاري، حيث التقى  أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد ال ثاني وتم توقيع حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية وأعلنت قطر بعد فترة من الزيارة عن استثمار أكثر من 4.5 مليارات دولار في مصر التي تعاني من أزمة اقتصادية ومالية خانقة وتبحث عن إيجاد منافذ لها.

وتوقف الإعلام المصري عن مهاجمة سياسات قطر في المنطقة، بدورها خففت الأذرع الإعلامية للدوحة خاصة قناة الجزيرة من انتقاداتها للحكومة المصرية واستضافة معارضين مصريين خاصة من قيادات الإخوان.