مفاوضات لتحرير باحثة اختطفتها ميليشيا عراقية مقابل الإفراج عن ضابط إيراني

مسؤول أمني عراقي يؤكد أن نجاح المفاوضات يتوقف على موافقة الأميركيين على إطلاق سراح الإيراني المتهم بقتل الأميركي ستيفن ترويل.

بغداد - تتفاوض بغداد وواشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق لتحرير الباحثة الاسرائيلية - الروسية إلزابيث تسوركوف التي اختطفها فصيل مسلح موالي لطهران في العام 2023، مقابل الافراج عن إيراني مسجون في العراق بتهمة قتل مواطن أميركي، على ما أعلنه مسؤولون عراقيون.

ويرجح أن إيران التي تمتلك نفوذا واسعا في العراق تضغط من أجل إطلاق سراح  محمّد رضا نوري الضابط في الحرس الثوري الإيراني المتهم بتدبير مخطط الهجوم المسلح الذي أدى إلى مقتل ستيفن ترويل في أحد شوارع بغداد في العام 2022، في عملية تبنتها ميليشيا موالية لإيران.

وقال مسؤول أمني رفيع المستوى إن "الأمر متوقف على موافقة الأميركيين لإطلاق سراح الايراني المتهم بقتل مواطن أميركي قتل في بغداد في العام 2023".

وفُقد أثر تسوركوف طالبة الدكتوراه في جامعة برينستون الأميركية والزميلة في معهد نيولاينز للاستراتيجية والسياسة، في العراق في مارس/آذار 2023 وفيما اتهمت إسرائيل فصيل كتائب حزب الله العراقي، الموالي لإيران، بخطفها، لمّحت الميليشيا في ما بعد إلى أنها غير مسؤولة عن الأمر.

وقال المسؤولون العراقيون الثلاثة الذين طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم لحساسية القضية، إن واشنطن لم توافق حتى الآن على أحد الشروط المطروحة للافراج عن تسوركوف.

وقال أحدهم "حتى الآن، لم يوافق الأميركيون على أحد الشروط وهو الإفراج عن الإيراني الموقوف بسبب قتل مواطن أميركي".

ولطالما سعت بغداد للحفاظ على توازن في علاقاتها بين إيران، الدولة المجاورة وصاحبة النفوذ السياسي في العراق، والولايات المتحدة التي تعد حليفا استراتيجيا.

ويقبع المتهم الإيراني وأربعة عراقيين آخرين في السجن في العراق بعدما أصدر القضاء حكما بسجنهم مدى الحياة بتهمة قتل المواطن الأميركي ستيفن ترويل بالرصاص في بغداد في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.

وأعلنت وزارة العدل الأميركية العام الماضي إقامة شكوى ضد الإيراني محمّد رضا نوري الذي قالت إنه ضابط في الحرس الثوري الإيراني، بتهمة التخطيط لقتل ترويل.

ويُرجّح أن تكون تسوركوف دخلت العراق بجواز سفر روسي، في إطار بحث كانت تجريه لإعداد رسالة الدكتوراه في جامعة برينستون في زيارة لم تكن الأولى لها إلى البلاد.

ولم تستبعد مصادر أمنية ودبلوماسية في وقت سابق أن تكون الباحثة نقلت إلى إيران وفي منتصف نوفمبر/تشرين 2023، بثت قناة تلفزيونية عراقية أول فيديو ظهرت فيه منذ اختفائها.

وضغطت إسرائيل على بغداد من أجل تفكيك لغز اختفاء إلزابيث تسوركوف، محملة الحكومة العراقية مسؤولية التراخي في حسم القضية.

وتتمتع الفصائل الشيعية بعلاقات وثيقة مع إيران وتتلقى دعمًا منها، مما يثير مخاوف بشأن ولاءاتها وتأثير أجندة خارجية على الأمن العراقي ووظفت طهران هذه الميليشيات والقوى السياسية الموالية لها في تعزيز نفوذها في العراق وتحويل البلاد إلى حديقة خلفية لمصالحها، بينما أبدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ عودته إلى البيت الأبيض عزمه على كبح تمدد إيران في جارتها، من خلال الضغط على بغداد لتفكيك الفصائل وحصر السلاح بيد الدولة.