مقتل 3 أمنيين أردنيين في اشتباكات مع متطرفين

مديرية الأمن العام الأردنية تعلن مقتل عنصر تكفيري يشتبه بأنه قاتل نائب مدير شرطة محافظة معان في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدها الأردن تنديدا بارتفاع أسعار الوقود، واعتقال ثمانية آخرين في مداهمة بجنوب المملكة.

عمان - قُتل ثلاثة من عناصر الأمن وجرح خمسة آخرون في مواجهات مسلحة جرت خلال مداهمة استهدفت مشتبها به في مقتل نائب مدير شرطة محافظة معان (جنوب المملكة) خلال التعامل مع احتجاجات، حسب ما أعلنت اليوم الاثنين مديرية الأمن العام التي أفادت بأن المشتبه به من حملة الفكر التكفيري.

وجاء في بيان أن "مديرية الأمن العام تنعى استشهاد ثلاثة من مرتباتها، وإصابة خمسة آخرين قبل قليل خلال مداهمة مشتبه به بمقتل الشهيد العقيد عبد الرزاق الدلابيح"، مضيفة أن المداهمة في معان (218 كلم جنوب عمان) أدت إلى "مقتل المشتبه به وهو من حملة الفكر التكفيري، وضبط ثمانية أشخاص آخرين"، مشيرة إلى أن "التحقيقات لازالت جارية".

وقُتل الدلابيح وهو نائب مدير شرطة محافظة معان خلال التعامل مع "أعمال شغب" شهدتها احتجاجات على ارتفاع أسعار المحروقات، كما أصيب رجلا أمن، وفق ما أعلن الأمن العام الجمعة.

وأدان العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الجمعة مقتل العقيد في الشرطة وتعهد بأن "ينال المجرم عقابه أمام العدالة على جريمته النكراء".

وكان وجهاء وأبناء معان أصدروا الجمعة بيانا نعوا فيه العقيد الدلابيح مؤكدين "رفضهم واستنكارهم أي فعل خارج عن القانون".

ولاحقا أعلن الأمن العام إصابة 49 من عناصر الأمن العام خلال أعمال الشغب وأنه تم الاعتداء على 70 آلية للأمن العام وأكثر من 90 آلية لمواطنين. وتعهد الأمن العام بالضرب "بيد من حديد".

وشهدت محافظات في جنوب الأردن مؤخرا إضرابات سلمية في الغالب، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، بدأت بسائقي الشاحنات وانضمّ إليهم سائقو سيارات أجرة وحافلات عمومية أحيانا.

وكان وزير الداخلية الأردني مازن الفراية قد توعد يوم الجمعة الماضي المحتجين بإجراءات حازمة، مضيفا أن بلاده ستتخذ تدابير صارمة وتنشر المزيد من قوات شرطة مكافحة الشغب في مواجهة مظاهرات عنيفة اندلعت احتجاجا على ارتفاع الأسعار، وذلك بعد ليلة من الاشتباكات في أنحاء البلاد أدت لسقوط قتيل هو ضابط أمن.

وأضاف الوزير الأردني في مؤتمر صحفي أن الحكومة ستسمح بالاحتجاجات السلمية لكنها لن تتسامح مع أي شغب يدمر الممتلكات العامة والخاصة مثل ما حدث يوم الخميس.

وأغلقت الأسواق والمحلات التجارية الأربعاء الماضي في معان والكرك (نحو 114 كلم جنوب عمان) ومحافظة مادبا (35 كلم جنوب عمان) تضامنا مع هذه الحركة.

وتقارب أسعار المحروقات ضعف ما كانت عليه العام الماضي خصوصا السولار الذي يشكل الوقود الأساسي للشاحنات والحافلات، والكاز الذي يعد وقود التدفئة الرئيسي للفقراء.

وقدمت الحكومة بعض الحلول بينها زيادة أجور الشحن وتوزيع مبالغ مالية دعما للأسر الأكثر تضررا، لكن يبدو أنها لم تكن مرضية بشكل كاف للمضربين.

ويباع لتر البنزين 90 أوكتان بـ920 فلسا (نحو دولار ونصف الدولار) و95 اوكتان بـ1170 فلسا (1.6 دولار)، أما لتر الديزل أو السولار فثمنه 895 فلسا (1.3 دولار) والكاز 860 فلسا (1.2 دولار). ولعبت الحرب في أوكرانيا كذلك دورا رئيسيا في ارتفاع أسعار الوقود عالميا.