مقصورات جبلية تستقبل عشاق مضغ القات بصنعاء

اليمنيون يعشقون نبات القات، فهو يمنحهم شعورا بالإثارة والنشوة.

صنعاء - تقدم مقصورات بُنيت، مؤخرا، تجربة جديدة وفريدة لعشاق مضغ القات في اليمن الذين أصبح بإمكانهم الجلوس في الجبال وعلى سفوح التلال المطلة على مدينة صنعاء والاستمتاع بمضع القات.

ويقول طالب يدعى إسماعيل الجعدبي "انتقلت المجالس إلى الجبال المرتفعة لتغيير الجو في صنعاء سواء بالنسبة للشباب أو للعوائل".

ويتردد على هذه "الكبائن" بشكل أساسي عشاق القات الذي يتم استهلاكه على نطاق واسع باعتباره هواية في اليمن، حيث يمضغه الناس ليمنحهم شعورا بالإثارة والنشوة.

ويعشق اليمنيون نبات القات وهو عبارة عن نبتة أوراقها خضراء يتم تناولها بمضغها دون بلعها، أو ما يطلق عليه "التخزين"، ويتجمّع الأهل والأصدقاء في جلسات تخزين القات التي تنطلق غالبا بعد صلاة الظهر وتستمر إلى ما قبيل المغرب، لكنّ بعضهم يستمرّ في عملية التخزين إلى غاية ساعات متأخرة من الليل.

ويصنف القات على أنه من المخدرات في الكثير من الدول، لكنه في اليمن مسموح به ومستخدم بشكل واسع، حيث يعتبر نشاطا ثقافيا أكثر منه مشكلة اجتماعية.

ويرى أحد سكان صنعاء ويدعى علي الأعوج أن "المنتزهات الجديدة التي قاموا ببنائها حديثا في الجبال والأماكن المرتفعة أفضل بكثير من الجلوس في المنازل والمجالس وغير ذلك".

ولفت متساكن آخر من صنعاء اسمه بندر الصعفاني إلى أن "هذه الأماكن ساعدتنا كثيرا لاسيما أثناء أيام العيد على تغير الجو"، قائلا "لو لا الظروف الصعبة التي ترهق الجميع والخوف لكان هناك حرص على المجيء باستمرار إلى هنا، لكن حاليا نفعل ذلك خلال الأعياد والمناسبات".

ويمثل مضغ القات أيضا عادة اجتماعية يلتقي عليها الناس وهم يناقشون القضايا أو يحاولون وضع حلول للمشكلات.

وعادة ما يجتمعون في غرف الجلوس بالمنازل، لكن كثيرين منهم يختارون الآن الهروب من المنازل المزدحمة للاستمتاع بالمناظر الخلابة في المدينة من الجبال المحيطة بالعاصمة.

ولكن نظرا لأن العديد من سكان صنعاء لا يستطيعون تحمل تكاليف الرحلة إلى الضواحي، يقول معظمهم إنهم لن يقوموا بالرحلة إلا في المناسبات الخاصة.

ويمضغ غالبية الرجال والكثير من النساء في اليمن القات لساعات يوميا، حيث يخزنونه في جانب الفم أثناء العمل أو تبادل الحديث أو حتى الجلوس في صمت. وقد تسبب المادة المنبهة في القات حالة من الإثارة وفقد الشهية والنشوة.