مكتبة الإسكندرية تطلق سلسلة تراث الإنسانية للنشء والشباب

السلسلة تقدم خمسةً وعشرين كتابًا منوَّعًا تهدف إلى 'تبسيط عيون الآداب والعلوم والمعارف الإنسانية للأجيال الجديدة من أبناء مصر، ونشر تراث مصر وثقافتها، والعالم وثقافته، في جميع ربوع مصر والعالم العربي، بل والعالم ككل'.

أطلقت مكتبة الإسكندرية سلسلة كتب جديدة تحمل عنوان "تراث الإنسانية للنشء والشباب"، ضمن فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية للدولي للكتاب المقام حاليا بالمكتبة وينتهي الأربعاء 26 يوليو/تموز الجاري.

وقدمت السلسلة التي يشرف عليها الدكتور أحمد زايد (مدير المكتبة) خمسةً وعشرين كتابًا منوَّعًا تهدف إلى "تبسيط عيون الآداب والعلوم والمعارف الإنسانية للأجيال الجديدة من أبناء مصر، ونشر تراث مصر وثقافتها، والعالم وثقافته، في جميع ربوع مصر والعالم العربي، بل والعالم ككل".

ولا يتعدى عدد صفحات كل كتاب من كتب هذه السلسلة الجديدة خمسين أو ستين صفحة، جاءت في طباعة أنيقة وورق جيد وحروف معظمها مشكولة، مع أسلوب سهل ولغة بسيطة وشروح للمفردات الصعبة (إن وجدت)، مما يخلق من القراءة متعة بصرية وفكرية.

ومن الكتب التي قدمتها تلك السلسلة الجديدة: مكتبة الإسكندرية القديمة، هيباتيا الحلم والمصير، الأدب المصري القديم، تمثال نهضة مصر. كما قدمت كتبًا عن روَّاد الأدب والفن والتنوير والفكر والسياسة في مصر والعالم من أمثال: العقاد وطه حسين وأحمد شوقي ونجيب محفوظ وحافظ إبراهيم وسيمون دي بوفوار وسقراط وديكارت وسعد زغلول والحسن بن الهيثم وجمال حمدان وهدى شعراوي والإمام محمد عبده وطلعت حرب وعبدالرحمن بدوي وفاطمة اليوسف ومحمود سامي البارودي وأحمد عرابي .. وغيرهم.

وإذا اخترنا أن نتصفح كتابًا أو اثنين من هذه السلسلة، فسنختار – على سبيل المثال -  كتاب "نجيب محفوظ أديب نوبل – مسيرة مبدع" للكاتبة آمال الديب التي تحدثت بعد المقدمة عن بدايات نجيب محفوظ بين المولد والنشأة، ثم دخوله الجامعة، ثم نجيب محفوظ والوظيفة، ورحلة الكتابة، ومسيرته الإبداعية (ومن الأخطاء التي وقعت في هذه الصفحات أن الكاتبة ذكرت أن المرحلة الثانية – في مسيرة محفوظ الإبداعية – تسمى المرحلة الواقعية (ص 28)، ثم عادت وذكرت – في الصفحة نفسها – أن المرحلة الثالثة مسماة بالمرحلة الواقعية. وأعتقد أنه خطأ غير مقصود، كان يجب أن ينتبه إليه معالج النصوص صفاء الديب، إذ فات على الكاتبة، وهو ما يحدث أحيانا. وأعتقد أنها تقصد المرحلة النفسية أو الرمزية والتي شملت روايات: اللص والكلاب والسمان والخريف والطريق والشحاذ وثرثرة فوق النيل وميرامار.

وترى الكاتبة أن رواية "أولاد حارتنا" (1959) هي مرحلة تمهيدية مهمة لمرحلة "ملحمة الحرافيش" (1977) التي تعد بحق مرحلة النضج الفني والإنساني لدى محفوظ، أو بتعبير آخر هي مرحلة جني الثمار.

ثم تتوقف آمال الديب عند نجيب محفوظ واللغة العربية، وأديب نوبل والزواج، ونجيب محفوظ والسينما، وجائزة نوبل، ومحاولة اغتيال صاحب "أولاد حارتنا"، ثم قائمة بالجوائز التي حصل عليها محفوظ، وببلوجرافيا بأعماله ومؤلفاته.

أما كتاب "أحمد شوقي أمير الشعراء" للدكتور مدحت عيسى، ففيه يتحدث عن أحمد شوقي حياته وأدبه، ونماذج مختارة من قصائده، ونماذج من معارضاته، ونماذج من شعره المسرحي. وهو يقدم في بداية الكتاب أقوالا وشهادات عن أحمد شوقي على سبيل التقديم، فيقول عنه أحمد حسن الزيات (صاحب الرسالة): "شوقي رجل روحه أقوى من فنه، وشعره أوسع من علمه، وحكمته أمتن من خُلُقه، وقدرته أكبر من استعداده، فلا يشك قارئه في أنه وسيط لروح خفيَّة تقوده، ورسول لقوة إلهيَّة تُلهمه".

وعلى الرغم من النقد الشديد الذي وجهه العقاد لشوقي في كتبه: "الديوان"، و"شعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي"، و"قمبيز في الميزان"، لدرجة أن ناقدًا مثل د. طه وادي (في كتابه شعر شوقي الغنائي والمسرحي) وصف نقد العقاد بأنه غير أخلاقي، فإن ما أثبته مدحت عيىسى في الأقوال والشهادات ينصف شوقي، حيث قال العقاد: "كان أحمد شوقي علمًا في جيله، كان علمًا للمدرسة التي انتقلت بالشعر من دور الجمود والمحاكاة الآلية، إلى دور التصرف والابتكار، فاجتمعت له جملة المزايا والخصائص التي تفرقت في شعراء عصره. ولم توجد مزية ولا خاصة قط في شاعر من شعراء ذلك العصر، إلا كان لها نظير في شعر شوقي من بواكيره إلى خواتيمه".

ويتوقف مدحت عيىسى عند ثقافة شوقي ويتساءل: من أين استقى شوقي ثقافته؟ ثم يتحدث عن مؤلفاته الشعرية وريادته للمسرح الشعري العربي، وخصائص شعره وأغراضه، والبعد الأخلاقي في شعره، والتأثيرات الدينية في هذا الشعر، مع اهتمام خاص باللغة والموسيقى في شعر شوقي، ومؤلفاته غير الشعرية من أمثال كتاب "أسواق الذهب" وكتاب "دول العرب وعظماء الإسلام" (وهي أرجوزة) وكتاب "بضعة أيام في عاصمة الإسلام" وهو من أدب الرحلات، فضلا عن أعماله الروائية مثل: "عذراء الهند" و"لادياس" و"دل وتيمان" (وهي جزء ثان متمم لأحداث لادياس) و"محاورات شيطان بنتاءور"، و"ورقة الآس".

ويشير عيسى إلى أن شوقي لم يكتب سوى مسرحية نثرية واحدة هي "أميرة الأندلس" كتبها أثناء نفيه إلى إسبانيا، وهي مشحونة بالرسائل السياسية المتعلقة بالاحتلال الإنكليزي لمصر عام 1882.

ثم ينثر المؤلف بعض أقوال شوقي في الحكمة، ويتحدث عن وفاته ووصيته أن يُكتب على  قبره بيتان من "نهج البردة" هما:

يا أحمد الخيرِ لي جاهٌ بتسميتي ** وكيف لا يتسامى بالرسولِ سَمِي

إنْ جَلَّ ذنبي عن الغفرانِ لي أملٌ ** في اللهِ يجعلُني في خيرِ مُعْتَصَمِ