ملتقى جامعة المستقبل ينير أضواء الخطاب الإعلامي العراقي

التظاهرة تنعقد تحت عنوان 'اللغة في الخطاب الاعلامي في ظل التحولات الرقمية' بمشاركة أساتذة إعلام ومختصين في الشأن الإعلامي ونخب ثقافية.

شهدت جامعة المستقبل بمحافظة بابل بوم الثلاثاء السابع والعشرين من فبراير/شباط 2023 إنعقاد جلسات ملتقى المستقبل الإعلامي الحواري الثالث الذي ينظمه قسم الإعلام بكلية الاداب في جامعة المستقبل تحت عنوان: "اللغة في الخطاب الاعلامي في ظل التحولات الرقمية" بمشاركة أساتذة إعلام ومختصين في الشأن الإعلامي ونخب ثقافية.

إفتتح أعمال الملتقى مساعد رئيس جامعة المستقبل للشؤون العلمية الأستاذ الدكتور عباس الباوي نيابة عن رئيس الجامعة الاستاذ الدكتور حسن شاكر مجدي مرحبا بالمشاركين من أساتذة كليات الاعلام والباحثين والمتخصصين بالشأن الاعلامي الذين حضروا المؤتمر من أجل إغناء مضامين الخطاب الاعلامي العراقي بما يضع له استراتيجيات عمل للمستقبل.

وأشاد عميد كلية الآداب بجامعة المستقبل الاستاذ الدكتور حسن وحيد بحضور النخب المثقفة ومشاركتها الملتقى الثالث للحوار بشأن الخطاب الاعلامي العراقي، معربا عن أمله بالخروج بنتائج تخدم توجهات هذا الخطاب للارتقاء به نحو الأفضل.

وفي مستهل الجلسة الأولى قال الأستاذ الدكتور أكرم الربيعي رئيس قسم الإعلام المشرف على تنظيم الملتقى الثالث للخطاب الاعلامي العراقي إن حضور النخبة من أساتذة الإعلام وكوادره الأكاديمية والمهتمين بالشأن الإعلامي والخطاب الإعلامي العراقي وتقديمهم لبحوثهم في هذا الملتقى يعد تظاهرة إعلامية تضع خارطة طريق لمسارات الخطاب الإعلامي العراقي لتنتقل به الى آفاقه الرحبة في عرض مضامينه ومحاوره بالشكل الذي يخدم العاملين في المؤسسات الإعلامية المختلفة وكيف يكون بمقدورهم الاستفادة من النظريات والاستراتيجيات التي عرضها أكاديميون وأساتذة إعلام من ذوي الخبرة والاحتراف الصحفي ما يبشر بانبثاق عهد جديد يحاول قدر الامكان أن يوحد ملامح وأنماط الخطاب الإعلامي العراقي والمشتركات بين توجهاته.

من جانبه أشار الأستاذ الدكتور محمد رضا مبارك وهو أحد أساتذة اللغة والنقد الادبي في جامعة بغداد الى أهمية التزام من يعمل بالشأن الإعلامي بضوابط اللغة العربية وقواعدها واصولها اللغوية في الخطاب الاعلامي العراقي لافتا الى ان هناك حالتين يتضمنهما الخطاب الاعلامي هما المضمون الظاهر للخطاب، والمضمون المضمر، مبينا ان المحكيات أصبحت هي الاخرى جزءا من الخطابات المستخدمة في اللغة العربية وهي أما معربة أو مبنية.

كما تحدثت الأستاذ الدكتور ابتسام إسماعيل من جامعة السليمانية في مداخلتها عن تاثير مواقع التواصل الاجتماعي على اللغة الكردية، فيما تناول ا.د. جليل وادي من جامعة ديالى آلية مقترحة لمعرفة تأثير النصوص التواصلية في اللغة العربية.

اما أ.د. عبدالقادر صالح الحديثي من كلية المأمون فقد تناول لغة الإعلان الالكتروني وأساليبه في مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانبه اشار الدكتور كامل القيم الاستاذ بقسم الاعلام بجامعة بابل الى اهمية تطوير واقع الخطاب الاعلامي العراقي وبخاصة الرقمي وتحديث وسائله لافتا الى اهمية ما تلعبه الصورة والظل والحركة واستخدام الرموز في عملية نقل الخبر داعيا الى أهمية مراعاة الاختزال في الكتابة اللغوية وعدم تكرار المصطلحات والمضامين التي دأب بعض العاملين في الحقل الاعلامي على استخدامها.

في حين حذر الاستاذ الدكتور محسن عبود من الجامعة العراقية مما يتعرض له الخطاب الاعلامي العراقي من شيوع الاخطاء اللغوية وانعكاساتها السلبية على المتلقي وما يشاع من أنماط اعلامية منحرفة في توجهاتها في أغلب وسائل التواصل الاجتماعي حيث نلحظ  إنحدار مضامين هذا الخطاب واللغة المستخدمة الى مستويات متدنية .

ملتقى جامعة المستقبل
الخطاب الاعلامي العراقي على طاولة الدرس

في الجلسة الثانية من الملتقى عبر الاستاذ الدكتور جمال عبد ناموس من الجامعة العراقية عن قلقه من الانماط غير المنضبطة في الخطاب الاعلامي العراقي التي راجت مؤخرا وهي تؤثر سلبا على توجهات هذا الخطاب محذرا من ان شيوع مظاهر الفوضى في اخبار المواقع الالكترونية يصيب الاعلام العراقي بإخفاقات منوها الى ان هذا يزداد استخداما في اللغة الاعلامية حيث تظهر حالة الانتشار الاعلامي دون وضع ضوابط او شروط للحد من تلك التأثيرات الضارة في الاعلام الالكتروني ما يؤدي الى غياب ثقة الجمهور به.

من جانبه أكد الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي الاستاذ بقسم الاعلام في جامعة الاسراء ببغداد في مداخلته التي جاءت بعنوان "لغة الاعلام الرقمي وشعبوية الخطاب" ان التحول الرقمي وتسارع الوسائل الرقمية في مختلف مجالات الحياة أدى الى ظهور نمط جديد من الاعلام يتعامل مع الادوات الرقمية بالشكل الذي انتج اندماجا بين الاشكال المعروفة للاتصال (المقروء والمسموع والمرئي) عبر ما يعرف بالوسائط المتعددة او الاندماج الاعلامي.

وتناول السامرائي موضوعة الخطاب الشعبوي الذي تسلل الى الخطاب الإعلامي العراقي، حيث راحت بعض الوسائل الاعلامية، تعيد انتاج الخطاب الشعبوي وتقدمه عبر الخطاب الإعلامي، مع تزايد تداول العبارات التي لا تحمل دلالات معينة او ما يعرف بـ"الدلالة الفارغة" وهي لا تحمل معنٍ محددا ذا قيمة دلالية ويمكن ان تؤدي الى الغموض او التوهم.

أما الباحث الاعلامي حامد شهاب فقد أوضح أن الصراع بين جماعة اللغة العربية والاعلاميين قد بدأت ملامحه منذ منتصف السبعينات حين إتهم أصحاب اللغة الاعلاميين بأنهم يريدون الهيمنة على اللغة العربية وتوظيفها لصالحهم، مؤكد أن اللغة الاعلامية هي لغة مختلفة كليا عما يشاع من ارتباطها باللغة العربية، وهي تسخدم ميدانين في آن واحد في خطابها الإعلامي واحدة في إستخدامها للإعلام في مضامين الخطاب وفي أخرى اعتمادها على الدعاية في الترويج للرسالة الاعلامية.

واشار الباحث الى أن الخطاب الإعلامي العراقي ينبغي أن يهتم في المقام الاول بقدرة صانع المحتوى أو الخطاب الاعلامي في إختيار النظام اللغوي الذي يتسم بالقدرة على الفهم والإستيعاب وعلى أن يتوافق هذا الخطاب مع رغبة المتلقي في أن نشبع نهمه الى المعلومة والى تحليل ابعاد الظاهرة المطروحة في وسائل الاعلام وعلاقتها بمجتمعه ومحيطه، وما يمكن ان تنجم عنه من تاثيرات سلبية او إيجابية.

وقال الباحث الاعلامي حامد شهاب أن اللغة تبقى هي عماد أي تواصل بشري أو إنساني، ومن خلالها نستطيع إيصال الرسالة المطلوبة الى المتقي بالإسلوب الذي يفهمه الجميع، مع أهمية المحافظة على الإساليب اللغوية الاكثر رقيا والتي ترفع من شأن المتلقي وبما يضعه في المكانة التي يتمناها او يجد نفسه أنه مشاركا فيها أو يتحمل قسطا من المسؤولية والمشاركة الإجتماعية ضمن محيطه المجتمعي.

وعرض عدد من الأساتذة والباحثين من الجامعات العراقية الحكومية والاهلية اوراقهم البحثية متناولين اللغة وتداولها في الخطاب الإعلامي والاشكالات العديدة التي بدأت تظهر وتنتشر، ما يستدعي أن يكون هناك إجراءات واضحة للحفاظ على اللغة وبناء الخطاب الإعلامي بشكل صحيح..

وحضر أعمال المؤتمر الدكتور علي عبد الهادي ممثلا عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وفي ختام الملتقى قدم عميد كلية الاداب بجامعة المستقبل الاستاذ الدكتور حسن وحيد ورئيس قسم الاعلام في الجامعة الدكتور أكرم الربيعي دروع الملتقى والشهادات التقديرية للمشاركين في تقديم وعرض البحوث المتخصصة للخطاب الاعلامي العراقي شاكرا إياهم على تجشمهم عناء الحضور الى محافظة بابل مدينة التاريخ الزاخر بالعطاءات والتاريخ العريق.