ملحم زين يطرب أهالي بعلبك بالمواويل والأغاني الشعبية

بعلبك (شرق لبنان) - عاش أهالي بعلبك في البقاع اللبناني ليلة عابقة بالمواويل والأغاني الشعبية بصوت ابن مدينتهم ملحم زين في سهرة، الخميس، ضمن ليالي مهرجانات بعلبك الدولية شهدت إقبالا كثيفا من الجمهور.

وفي تقليد تتبعه إدارة المهرجانات، يتم تقديم ليلة مجانية لأهل بعلبك تسبق الحفل الغنائي الرئيسي بالبطاقات مدفوعة الثمن، مما جذب الآلاف للحضور وتشجيع ابن مدينتهم والاستماع إلى صوته.

وهذه هي المرة الأولى التي يصعد فيها زين مسرح المهرجان نجما منفردا بمدينته التي نشأ فيها على الأغاني التراثية الطربية وبيئتها الفنية العريقة.

وبسبب التزاحم، اضُطرت إدارة مهرجانات بعلبك ورئيس البلدية مصطفى الشل إلى الاعتذار لجمهور ظل خارج المسرح واكتفى بالاستماع عبر الشرفات ومن المباني المجاورة وفي الطرقات المحيطة.

ودخل زين إلى مسرح معبد باخوس على وقع التصفيق الحار، مفتتحا الليلة بأغنيات "حلم الأرض" و"ميل علينا الليل" و"ردوا حبيبي" التي اشتهر بأدائها.

وتراقص الحضور على المقاعد عندما قدم أغان طربية شعبية بمشاركة فرقة رقص الدبكة.

وعبر زين عن سعادته لتواجده في مهرجان يعد دوليا، وقال لرويترز "مهما غنينا لا نتخرّج ولا نصبح نجوما ما لم تعبر أصواتنا من فوق قلعة بعلبك ونغني على أدراجها".

وأضاف "سهرة الأهالي تشكل التقاء الروح بالروح، فهنا أهلي الذين يعانون سنويا وحقهم بليلة فرح، لكن الجمهور اليوم جاء من مختلف المناطق والمدن".

وأشار وزير الثقافة اللبناني محمد المرتضى في كلمته خلال افتتاح مهرجانات بعلبك إلى استمرارية المهرجانات في هذه القلعة التاريخية التي تشع بالحضارة "وهناك إصرار من وزارة الثقافة على إبقاء المهرجانات الدولية".

وعن مشاركته في المهرجان نجما للمرة الأولى، قال زين "مسرح بعلبك يغري أي فنان، وإن شاء الله نترك بصمة كما تركها كبارنا، فعندما وقفت هنا عاد بي الزمن إلى عمالقة وقفوا قبلنا وسطروا تاريخا لا ينسى، لقد شعرت بالمسؤولية".

وقدم زين مجموعة من المواويل التراثية مثل "بعلبك بلدنا وما النا عنها غنى"، إضافة إلى "وديعيات" وهي مقتطفات من أغاني للفنان الراحل وديع الصافي.

وتفاعل الحضور تصفيقا وقياما وقعودا لدى أدائه أغنية "عندك بحرية يا ريّس" من ألحان الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب وكلمات اللبناني ميشال طعمة.

وغالبا ما اشتهر ملحم زين بلقب "ريّس الأغنية اللبنانية" منذ مشاركته في برنامج للهواة قبل 20 عاما.

وقالت الصحفية سوسن الأبطح التي حضرت المهرجان "الناس مشتاقة لتخرج من واقعها الاقتصادي الصعب، وتحت هذه الظرف تأتي وتحضر وتفرح، هذا يعني أن هناك طاقة إيجابية رهيبة عند الناس، هذا شيء مبشر بالخير، ففي ظل الأزمة الاقتصادية هناك ظاهرة لا أحد استطاع تفسيرها، كيف الوضع منهار بينما الناس تعيش بهذا الفرح".

واعتبرت رئيسة المهرجان نايلة دو فريج أن الموسم هذا العام يعيد الأجواء الدولية إلى المهرجان، مضيفة "نريد من خلال الحفلات المتنوعة أن نبرز صورة لبنان التنّوع، إنها أعجوبة أن نكون هنا ومع هذا الجمهور في ظل هذه الأزمات، وسوف نستمر بإقامتها تحديا لكل الظروف".

وملحم زين أحد نجوم لبنان، وقد جاءت انطلاقته الأولى عبر برنامج "سوبر ستار" على تلفزيون المستقبل، حيث تألق بشكل ملفت ووصل إلى المثلث الذهبي برفقة كل من رويدا عطية وديانا كرزون.

ومن المقرر أن تستمر ليالي مهرجانات بعلبك حتى 16 يوليو/تموز، حيث تقام حفلة عنوانها "فودو تشيللو"، حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الأفريقية إيماني، يرافقها ثمانية عازفي تشيللو، وهو عرض حقق نجاحا في أوروبا.