منافسة محتدمة على زعامة أكبر أحزاب المعارضة في تركيا

أوزغور أوزيل يهدف إلى أن يصبح هذا العام زعيما لحزب الشعب الجمهوري عبر الترويج لخطة تنتهي بهزيمة أردوغان.

أنقرة - يستهدف أوزغور أوزيل أن يصبح هذا العام زعيما لحزب المعارضة الرئيسي في تركيا ليكسر سقف التأييد التاريخي لحزب الشعب الجمهوري المتوقف عند 25 في المئة على مستوى البلاد وليهزم في نهاية المطاف الرئيس رجب طيب أردوغان الذي مدد فترة حكمه المستمر منذ عقدين رغم حالة الغليان الشعبي وفقدان فئات واسعة من الأتراك الثقفة في حكم الإسلاميين.

لكن أوزيل (49 عاما) قال في مقابلة إن حزبه يتعين عليه أولا استعادة ثقة ناخبيه الذين خاب أملهم بعد هزيمة مؤلمة أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو أيار.

وفي إطار عرض مخططاته لمنافسة كمال كليتشدار أوغلو، الزعيم المخضرم الحالي للحزب، قال أوزيل إنه سيتواصل أيضا ويعالج مشكلات الناخبين الذين يرفضون حتى الآن الحزب العلماني المنتمي ليسار الوسط.

وقال أوزيل بعد أسبوعين من إعلان مسعاه تحدي كليتشدار أوغلو على زعامة حزب الشعب الجمهوري "نستهدف إعادة بناء الآمال المحطمة والإيمان والشعور بالثقة بين 25 مليون شخص صوتوا لنا".

وعادة ما يجد حزب الشعب الجمهوري الذي دشنه مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك صعوبة في الوصول إلى المحافظين خارج قواعده الشعبية العلمانية المعتادة.

وقال أوزيل "نستهدف كسر هذا السقف الزجاجي غير المرئي المتوقف عند 25 في المئة. نريد فعل ذلك بالاتساق مع أنفسنا وتحديد موقفنا"، مضيفا أنه يستهدف استعادة هوية الحزب اليسارية والديمقراطية الاشتراكية.

"حزب المعارضة الرئيسي يتجه نحو نقطة انهيار شديدة الخطورة... إنه متعفن من الداخل ولا أعتقد أن الذين شهدوا هذا العفن لفترة طويلة بوسعهم تغييره".

وقال بيرك إيسن، الأستاذ المساعد في جامعة سابانجي التركية، إنه إذا أصبح أوزيل زعيما فقد يشهد حزب الشعب الجمهوري بعض التغيير الذي يعالج أوزيل به الأضرار التي لحقت بالحزب في الآونة الأخيرة. لكنه أثار شكوكا حول حدوث تحول جذري.

وأضاف إيسن "حزب المعارضة الرئيسي يتجه نحو نقطة انهيار شديدة الخطورة... إنه متعفن من الداخل ولا أعتقد أن الذين شهدوا هذا العفن لفترة طويلة بوسعهم تغييره".

ويعاني حزب الشعب الجمهوري منذ فترة طويلة من خلافات داخلية حول قيادته وتوجهه السياسي وفاقمت نتائج أحدث انتخابات الخلافات.

وفاز حزب الشعب الجمهوري بنسبة 25 في المئة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في مايو/أيار، بينما احتفظ أردوغان بالسلطة بفضل ما يتمتع به من قبول شعبي واسع النطاق وسط الناخبين المحافظين والقوميين وحقق فوزا مريحا على كليتشدار أوغلو في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

وقال أوزيل إن حزب الشعب الجمهوري أخفق في تحليل هذه الهزائم ولم يضع خارطة طريق للانتخابات المحلية القادمة في مارس آذار التي يأمل الحزب أن يحتفظ فيها بالسيطرة على بلديتي إسطنبول وأنقرة المهمتين اللتين فاز بهما في عام 2019 بعد عقدين تقريبا من سيطرة حزب العدالة والتنمية، بزعامة أردوغان، عليهما.

ومن المقرر إجراء تصويت على القيادة في مؤتمر حزب الشعب الجمهوري يومي الرابع والخامس من نوفمبر/تشرين الثاني، وسيكون كليتشدار أوغلو وأوزيل من بين خمسة مرشحين. ويقود كليتشدار أوغلو (74 عاما) الحزب منذ عام 2010.

وقال أوزيل إن انتخاب زعيم جديد هو السبيل الوحيد للمضي قدما، مضيفا "ما لم يجر رتق التمزق العاطفي الذي يكابده الناخب، فقد يبلغ هذا الناخب إلى حد الابتعاد عن صناديق الاقتراع أو حتى الابتعاد عن السياسة".