مناوشات بين يونيفيل وأفراد من مناصري حزب الله

اليونيفيل تصف استهداف عناصرها أثناء تنفيذ مهامهم بـ"أمر غير مقبول"، داعية السلطات اللبنانية إلى ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها دون تهديد أو عرقلة.

بيروت – حاول أفراد يعتقد انهم من أنصار حزب الله اللبناني عرقلة عمل دورية تابعة لقوات حفظ السلام (اليونيفيل) في إحدى قرى جنوب لبنان معقل الجماعة الشيعية المدعومة من إيران، ما تسبب في مناوشات بين أفراد الدورية والأهالي في حادثة أعادت للأذهان احتكاكات سابقة مع القوة الأممية.

وتقع بين الحين والآخر مناوشات بين دوريات تابعة لليونيفيل ومناصري حزب الله، لكنها نادرا ما تتفاقم وسرعان ما تحتويها السلطات اللبنانية.

وقتل جندي ايرلندي في ديسمبر/كانون الأول 2022، وأصيب ثلاثة آخرون من رفاقه بجروح خلال حادثة تخللها إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في جنوب البلاد. وبعد أقل من أسبوعين، سلّم حزب الله، الجيش مشتبها بإطلاقه النار، قبل ان يتم إطلاق سراحه بعد نحو عام.

وتنتشر قوة اليونيفيل منذ العام 1978 في الجنوب للفصل بين لبنان وإسرائيل. وتضم أكثر من عشرة آلاف جندي من نحو خمسين دولة.

وندّدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجمعة باعتراض أفراد لإحدى دورياتها الروتينية في منطقة عملياتها جنوب نهر الليطاني، مطالبة السلطات بضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها "دون تهديد أو عرقلة".

وقوة اليونيفيل هي أحد الأعضاء الخمسة في لجنة مراقبة تطبيق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه في 27 نوفمبر/تشرين الثاني برعاية أميركية فرنسية، وأنهى مواجهة بين حزب الله وإسرائيل، أعقبت نحو عام من تبادل القصف بين الطرفين.

وأوضحت القوة الدولية في بيان عن المتحدث باسمها أندريا تننتي، أنه أثناء قيام دورية "بنشاط عملياتي روتيني بين قريتي الجميجمة وخربة سلم، قامت مجموعة كبيرة من الأفراد بلباس مدني بمواجهة الدورية" وحاولوا ايقافها "باستخدام وسائل عنيفة، شملت استخدام العصي المعدنية والفؤوس، مما ألحق أضرارا بآليات الدورية"، من دون تسجيل إصابات.

وردّ عناصر الدورية، وفق البيان، باستخدام "وسائل غير فتاكة لضمان سلامتهم وسلامة جميع المتواجدين في المكان"، قبل التواصل مع الجيش اللبناني الذي حضر إلى المكان وواكب الدورية الى قاعدتها.

في المقابل، اتهم بيان عن أهالي الجميجمة قوة اليونيفيل بـ"التمادي" في الدخول للمرة الثانية الى أطراف البلدة "من دون مُؤازرة الجيش اللبناني"، موضحا أن الأهالي طلبوا من قوة حفظ السلام "التراجع"، لكنهم بدأوا "بالتشاجر مع الاهالي والقاء القنابل المسيلة للدموع على عيونهم وإطلاق الرصاص"، ما أسفر عن "أكثر من إصابة" جرَّاء القنابل المسيلة للدموع.

وفي بيانها، أكدت اليونيفيل أن دوريتها كانت منسقة مع الجيش اللبناني، مذكرة "جميع الأطراف بأن ولايتها تنص على حرية حركتها ضمن منطقة عملياتها في جنوب لبنان، وأي تقييد لهذه الحرية يُعد انتهاكاً للقرار 1701، الذي يخول اليونيفيل العمل بشكل مستقل، سواء بوجود القوات المسلحة اللبنانية أو بدونها".

ووصفت استهداف عناصرها أثناء تنفيذ مهامهم بـ"أمر غير مقبول"، داعية "السلطات اللبنانية إلى ضمان قدرة قواتها على تنفيذ مهامها دون تهديد أو عرقلة".

وتقع الجميجمة في منطقة جنوب نهر الليطاني التي نص وقف إطلاق النار الأخير بين حزب الله واسرائيل، على انسحاب الحزب منها وتفكيك بناه العسكرية، في مقابل تعزيز الجيش لانتشاره بالتعاون مع اليونيفيل.

وكانت اليونيفيل أعلنت الإثنين أن الجيش اللبناني، أعاد بدعم من قواتها، انتشاره في أكثر من 120 موقعا دائما جنوب نهر الليطاني. وقالت إن جنودها عثروا على "أكثر من 225 مخبأً للأسلحة وأحالوها إلى الجيش اللبناني".