منتدى حواري يقدم 'مسرحة الشعر' عبر 'شهادات وتجارب'
مراكش - أكد المتدخلون في المنتدى الحواري "مسرحة الشعر: شهادات وتجارب" على ضرورة إعادة النظر في تقاطعات الشعري والمسرحي، على ضوء التحولات التي مست الظاهرة المسرحية اليوم، كما قدم المشاركين نماذج مهمة من ريبرتوار المسرح المغربي لتجارب استحضرت الشعر ضمن سياق دراماتورجي ساهم في تجسير الهوة بين الجنسين. ويندرج برنامج دار الشعر بمراكش، ضمن فعاليات الدورة الخامسة عشرة للمعرض الجهوي للكتاب واحتفاء باليوم الوطني للمسرح، وبتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة جهة مراكش أسفي. وعلى امتداد أيام المعرض، شهد رواق دار الشعر بمراكش تنظيم لقاءات حوارية حول موضوع البلاغة الجديدة، وتنظيم سلسلة من توقيعات لإصدارات شعرية حديثة وتنظيم لأماسي وقراءات شعرية وورشات في الكتابة الشعرية للأطفال.
وشكل المنتدى الحواري، والذي خصص موضوعه لـ"مسرحة الشعر: تجارب وشهادات" ونظم بفضاء ساحة مسجد الكتبيين، مشاركة ثلة من النقاد والفنانين: الفنان والشاعر عمر جدلي والفنانة والناقدة الدكتورة نزهة حيكون والفنان عبداللطيف فردوس، اللقاء الذي قام بتدبير فقراته الناقد الدكتور أحمد طوالة.
واتجه الفنان والكاتب عبداللطيف فردوس إلى تحديد مفاهيم الشعريات ومناهجها، على ضوء هذه العلائقية بين الشعر والمسرح، كما تناول تجارب تطبيقية محددة، ضمن تجربة يخوضها مع أحد الفرق الشبابية، نهلت من منجز الشاعر الطوبي.
وعند اختتام مداخلته، قدم المسرحي فردوس قراءة ثنائية لنص تم إعداده من قصيدة شعرية ومسرحته، للتنصيص على البعد الدراماتورجي في سياق علاقة مسرحة الشعر، بالإعداد الدرامي.
واتجهت الفنانة والباحثة الدكتورة نزهة حيكون إلى موضوع التحقق الركحي، في استيعاب هذه العلاقة وتقاطعاتها وتحققها، من خلال الجسد وتعبيراته وأيضا على ضوء ما يفتح الفضاء السينوغرافي من شعرية، وهو ما يعيد السؤال إلى أين حدود ما يمكننا تلمسه في تجسيد شعرية الفضاء وحضور الشعري على الركح.
واتجه الفنان والشاعر عمر جدلي إلى تجربته الخاصة، على ضوء انشغاله بالنص الشعري والنص الدرامي المسرحي وانخراطه ضمن فرقة أرلكان بالكتابة الإخراجية.
الفنان جدلي اتجه إلى رسم حدود العلاقة الممكنة، على ضوء تجارب محددة، انطلاقا من تجربته الخاصة، وارتباطا بحضور الشعري في الحوار وانتقاله إلى فضاء التحقق الإخراجي.
واستطاعت مداخلات الحضور أن تضيف "ميسما" خاصا لموضوع اللقاء، في إشارة إلى مضامين الترجمة وعلاقتها بالنص الدرامي وأيضا في علاقة الملحون بالمسرح.
وتواصلت هذه الفعاليات، ليلا بالقاعة الصغرى (المركز الثقافي الداوديات)، بتقديم العرض المسرحي "الشر جر" لفرقة أدوار للمسرح الحر من مدينة كلميم، المسرحية من إعداد وإخراج الفنان والشاعر عبداللطيف الصافي.
المسرحية مقتبسة من نص مسرحي للكاتب الإسباني ألفونسو ساستري "فصيلة في طريق الموت". وظهر جليا أن المسرحي عبداللطيف الصافي، معد ومخرج العمل المسرحي "الشر جر"، اعتمد على الممثل في تمرير خطاب العرض. كما ساهم الفضاء السينوغرافي في إضفاء لمسة الاغتراب، والتي كانت أساس انتقال إلى دراماتورجيا تستحضر المشترك الإنساني والتناسج الثقافي.