منظمة السياحة العالمية تعقد اجتماعا في الاردن

البتراء (الاردن) - من سعد حتر
السياحة في منطقة البتراء انخفضت بشدة بعد هجمات سبتمبر

افتتح المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية دورته الثامنة والستين في الاردن وسط تراجع في صناعة السياحة على الصعيد العالمي بسبب القلاقل الاقليمية وأحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر التي هزت الولايات المتحدة وانعكست على العالم بأسره.
ويشارك في هذه التظاهرة على مدى يومين 105 وزراء ومسئولين يمثلون 36 دولة.
ودعا أمين عام منظمة السياحة العالمية فرانشيسكو فرانجييلي إلى تكاتف جميع الاقطار من أجل إنقاذ حركة السياحة على الساحة العالمية، مشيرا إلى أن هذه الصناعة أثبتت أنها هشة أمام الصدمات الاقليمية والعالمية.
وأوضح فرانجييلي أن عدد السياح عبر العالم انخفض في العام الماضي إلى 692 مليون سائح بواقع 6.0 في المائة عن عددهم في العام 2000.
وانخفضت العوائد الناجمة عن قطاع السياحة إلى 463 مليار دولار بواقع 6.2 في المائة عن العوائد المسجلة في عام 2000.
ومن جانبه رحب وزير السياحة الاردني طالب الرفاعي بانضمام كل من قطر والبحرين والسعودية إلى منظمة السياحة العالمية. وتحدث عن ضرورة بناء خطط مستقبلية لاخراج قطاع السياحة من كبوته.
وتحدث الرفاعي عن أهمية التنمية المستدامة وانعكاس مشاريع التنمية في هذا القطاع على المجتمعات المحلية.
ويعول الاردن كثيرا على استقطاب السياح العرب في موسم الصيف علما أن العام الماضي شهد ارتفاعا في تدفق الزوار العرب بواقع 25 في المائة، الامر الذي أنقذ قطاع السياحة بعد تراجع أعداد القادمين من الدول الاوروبية بواقع 37 في المائة.
وتغيبت إسرائيل عن مؤتمر البتراء بعد انقطاع التعاون السياحي بينها وبين الاردن الذي كثف مشروعات الترويج لبضاعته في الاسواق العالمية بالتنسيق مع سورية ولبنان ودول عربية أخرى.
ولعل اختيار فنادق البتراء لاستضافة المشاركين في هذه الدورة جاء كطوق نجاة على الاقل مرحليا لاصحاب المنشآت الفندقية في هذه المدينة الاثرية المحفورة بالصخر الوردي في بطن الصحراء.
ففنادق هذه المدينة الاربعين المجهزة بألف غرفة، أي ثمان في المائة من الغرف الفندقية المنتشرة في الاردن، تلقت الحصة الكبرى من الضربة التي قصمت ظهر السياحة في المنطقة بأسرها.
مع ذلك أفاد تقرير صادر عن منظمي السياحة العالمية أن الاردن كان من بين الدول القليلة في الشرق الاوسط التي استطاعت أن تحقق نموا في قطاع السياحة بنسبة أربعة في المائة في العام 2001 مقارنة مع العام الذي سبقه. ويعود الفضل في ذلك إلى ارتفاع أعداد القادمين من الدول العربية لا سيما دول الخليج.
غير أن استمرار الصراع غربي نهر الاردن والتهديدات الاميركية بضرب العراق عسكريا ما زالت تلقي بظلالها على آفاق تطوير هذه القطاع بعد الانتكاسة التي تعرض لها عقب أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر.
فقد تراجع قطاع السياحة على الصعيد العالمي بواقع 11 في المائة تضاعفت هذه النسبة ثلاث مرات في دول الشرق الاوسط.
ويتضمن جدول أعمال اجتماعات البتراء العديد من البنود من بينها اقتراح أسباني بإيجاد آلية تضامن بين الاتحاد الاوروبي ودول جنوب البحر المتوسط لمواجهة التراجع في هذا القطاع. لكن ما يهم الاردنيين هو تعريف الضيوف بالكنوز الأثرية المنتشرة في ربوع بلادهم.