'من الكويت' يعطي شارة انطلاق القرين الثقافي
الكويت - تحت شعار "ثلاثون عاما من الريادة والعطاء" انطلقت فعاليات الدورة الثلاثين لمهرجان القرين الثقافي، الاثنين، بالتزامن مع احتفال الكويت باختيارها عاصمة للثقافة والإعلام العربي لعام 2025.
وقال وزير الإعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري في كلمته خلال الافتتاح إن مهرجان القرين يعد حدثًا ثقافيًا عريقًا، وعلامة فارقة على خريطة الثقافة العربية، ويعكس التزام دولة الكويت العميق بدعم الفنون والآداب وتعزيز الهوية الثقافية.
وأضاف أن انطلاق المهرجان لهذا العام "يتزامن مع احتفالاتنا الوطنية ويواكب بدء أنشطة الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي 2025 مما يعكس الدور الريادي لدولة الكويت في دعم الثقافة العربية وتطوير مساراتها انطلاقا من إيمانها الراسخ بأن الثقافة والفنون هي الدعامة الأساسية لبناء المجتمع ونهضته".
وتضمن حفل الافتتاح عرضا فنيا بعنوان "من الكويت" قدمت خلاله الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أيوب خضر عددا من المقاطع الموسيقية والغنائية مع رقصة شعبية بعنوان "يا جميلة" من التراث الكويتي برفقة آلة الطنبورة الموسيقية التراثية.
ويضم المهرجان هذا العام عدة فعاليات تشمل افتتاح معارض للصور والكتب، وندوة عن الشاعر والأديب الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين الذي توفي في 2023 عن عمر ناهز 87 عاما، بالإضافة إلى ندوة رئيسية بعنوان "جدلية النقد والنص الإبداعي" تستمر لثلاثة أيام.
ويشمل برنامج المهرجان كذلك عرضا لمسرحية "أنتم مدعوون إلى حفلة" الفائزة بجائزة مهرجان الكويت المسرحي في دورته الرابعة والعشرين، وأمسيات موسيقية، بالإضافة إلى حفل خاص لتكريم شخصية المهرجان عبدالله الغذامي.
وقد اختار المهرجان الذي ينظمه المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب الأكاديمي والناقد الأدبي السعودي د.عبدالله محمد الغذامي ليكون شخصية هذه الدورة.
ويأتي تكريم الدكتور عبدالله الغذامي نظرا للثقافة والخبرة الواسعة التي يتمتع بها وخاصة في الحراك النقدي، فهو حمل مهمة التنوير النقدي منذ منتصف الثمانينات الميلادية من القرن العشرين مستهلاً إياها بكتابه "الخطيئة والتكفير"، كما أنه منح جائزة شخصية العام الثقافية من جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2022 تقديراً لجهوده المتميزة في ميدان النقد الثقافي ودراسات المرأة والشعر والفكر النقدي التي بدأت منذ منتصف الثمانينات وأحدثت نقلة نوعية في الخطاب النقدي العربي.
وتميزت أعمال الغذامي الذي ولد في السعودية في مدينة عنيزة سنة 1946 بمنطقة القصيم بالتنوع، فهو صاحب مشروع في النقد الثقافي وآخر حول المرأة واللغة.
وشدد الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مساعد الزامل لرويترز على أن هذه الدورة من مهرجان القرين هي دورة "لؤلؤية" لأنها تتزامن مع الاحتفاء بمرور ثلاثين عاما على انطلاقته.
وتابع أن هذه الدورة التي تستمر حتى الثاني عشر من فبراير/شباط الجاري هي نوع من الاستعداد لانطلاق فعاليات الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي في العام 2025، مشيرا إلى أن استمرار المهرجان لثلاثين عاما يؤكد أن الكويت لديها "بنية تحتية ثقافية كبيرة أُسست من الرواد والأساتذة المهتمين بالثقافة والفنون والآداب".
ووفقًا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا)، أكد عبدالرحمن المطيري أن بلاده سباقة في تأسيس رؤية ثقافية متكاملة منذ استقلالها، إذ دعمت المبادرات الثقافية، وأطلقت مؤسسات رائدة، ومشاريع فكرية وإبداعية عززت من مكانتها على المستويين العربي والدولي.
وتشكل التظاهرات الفكرية والثقافية والفنية مؤشرا واضحا على وعي المجتمعات بوصفها مقياسا لدرجة الحراك الثقافي والاجتماعي فيها، لذا عمل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على رعاية وتنظيم مهرجان القرين الثقافي ليكون التظاهرة الثقافية الأكبر في دولة الكويت.
وتأسس المهرجان، الذي يستمد اسمه من أحد أسماء دولة الكويت القديمة، عام 1994 ليكتسب زخما بمرور السنين ويصبح المهرجان الثقافي السنوي الرئيسي والأهم في دولة الكويت.
ويقام مهرجان القرين الثقافي سنويا وتستمر أنشطته قرابة ثلاث أسابيع، شاملة نشاطات فكرية وثقافية وموسيقية ومسرحية وشعرية، إلى جانب أنشطة تشكيلية عربية وعالمية، بما يخلق فرصة متجددة للقاء سنوي بين جمهور الثقافة والفن الموجود عل أرض الكويت، ونخبة من المفكرين والمبدعين العرب، وذلك لمتابعة أحدث الأفكار والرؤى والإبداعات الثقافية والفنية على مختلف الأصعدة.