مهرجان البحر بآسفي يسدل ستاره بسهرة فنية متنوعة

النسخة الرابعة للمهرجان تحتفي بسمك السردين بوصفه يعد رمزا لحاضرة المحيط أكسبها شهرة على المستوى الوطني والعالمي.

آسفي (المغرب) - أسدل مهرجان البحر بمدينة آسفي الستار، الأحد، على فعاليات نسخته الرابعة، بسهرة فنية استهلت بحفل موسيقي للفنان اللبناني جورج شهيد.

واختتم المهرجان الذي نظمته على مدى ثلاثة أيام جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، والجماعة الترابية لآسفي، وغرفة الصيد الأطلسية الشمالية، والمكتب الشريف للفوسفاط، بإقامة سهرة فنية كبرى بساحة مولاي يوسف استقطبت جماهير غفيرة من كل الأعمار.

وأتحف جورج شهيد الجمهور بباقة من أعماله الفنية إلى جانب أغاني عربية، قبل أن يختم مشاركته في الحفل بأداء الأغنية الوطنية الخالدة "صوت الحسن ينادي" وكذا "العيون عينيا" ملتحفا العلم المغربي.

وإثر ذلك، اعتلى المنصة الفنان مصطفى المهراوي الشهير بموس ماهر الذي ألهب حماس الجماهير الحاضرة من خلال باقة من أروع وأنجح أغانيه التي تفاعل معها رواد المهرجان بحرارة وظلوا يرددوها معه من بينها "لحماق حماقي".

كما كان جمهور المهرجان من أهالي مدينة آسفي وزائريها، على موعد مع الفنان سعيد مسكر الذي قدم مجموعة من أغانيه المتميزة التي تجاوب معها بشكل كبير الحضور الجماهيري الغفير بالمزاوجة بين ترديد كلماتها والرقص على إيقاعاتها الشبابية.

وتميزت السهرة الفنية للمهرجان بإطلاق الشهب الاصطناعية من فوق المعلمة التاريخية "قصر البحر" لتضيء سماء مدينة آسفي تخليدا للذكرى الـ25 لاعتلاء العاهل المغربي الملك محمد السادس العرش في أجواء احتفالية بهيجة.

ويهدف مهرجان البحر بآسفي إلى الاحتفال بالبحر، وبجماليته وعطائه من خلال التاريخ الضارب في القِدَم، والقطاعات الحيوية الأخرى كالثقافة والفن والاقتصاد والموسيقى والبيئة، من خلال محطات تمتزج فيها ثقافة الأهالي مع المهنيين مع الجانب الروحي الذي ينهل منه المهنيون العاشقون للموسيقى الروحية التي هي أحد أعمدة الفن بالمدينة.

وتسعى هذه التظاهرة التي حملت عنوان "سمك السردين"، إلى إظهار العلاقة الوطيدة بين الكثير من الفنون الثقافية والبحر ومنها عادات وتقاليد ساكنة المدينة من خلال تأثير البحر ورمزية ميناء المدينة، ومعها التعريف بما يزخر به بحر إقليم آسفي من غنى وتراث وتمازج بين حضارات عديدة توالت عليه.

واحتفت النسخة الرابعة للمهرجان، السبت، بسمك السردين الذي يعد رمزا لحاضرة المحيط أكسبها شهرة على المستوى الوطني والعالمي.

وأقيم بالمناسبة مهرجان السردين وهو حفل لتذوق سمك السردين المشوي بساحة الديوانة العريقة ومنطقة "رأس الأفعى" استقطب جمهورا كبيرا من مختلف الأعمار من أهالي المدينة وزائريها من داخل المغرب وخارجه حجوا للاستمتاع بأحد أكثر الأطباق شهرة وشعبية بمدينة آسفي والتي تتسيد قائمة أطباق المسفيويين اليومية لما يتميز به من فوائد غذائية مهمة.

وأبرز حسن السعدوني، رئيس جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن إقامة حفل تذوق سمك السردين المشوي بالساحة العريقة والتاريخية الديوانة قرب الميناء القديم يتوخى منه إتاحة الفرصة لساكنة المدينة لاستحضار تاريخ هذه الساحة التي كانت فضاء للفرجة والرواج التجاري والتي يمكن استغلالها لإقامة العديد من الأنشطة الثقافية.

وأشار إلى الإقبال الكبير لأهالي المدينة وضيوفها على تذوق طبق سمك السردين المشوي، وكذا الحضور المتميز للشباب من خلال عروض فنون الشارع والتي ساهمت في تنشيط منطقة المدينة القديمة ذات الحمولة التاريخية.

وأكد على أن مهرجان البحر يساهم في إبراز الطابع السياحي لمدينة آسفي والتعريف بما تزخر به من تراث غني ومتنوع ومن مؤهلات سياحية.

كما كان الجمهور على موعد مع سهرة فنية متنوعة بمنصة ساحة مولاي يوسف، أحياها مجموعة من الفنانين الوطنيين والمحليين وفرق موسيقية محلية.

واستمتعت الجماهير العريضة بباقة من الأغاني من ريبرتوار الأغنية المغربية أداها الفنانون دنيا جاري، محمد موسعيد، شريفة، وأوركسترا بورقي، إلى جانب وصلات من فن كناوة والراب.

ويستهدف المهرجان سنويا محبي البحر وعاشقيه، والمهنيين والمستثمرين، المغاربة منهم والشركاء العالميين، وكذا العموم والخواص، من أجل التعريف بما يزخر به البحر من خيرات وعطاءات ونِعم كبيرة وكثيرة حان الوقت لتثمينها والحفاظ عليها.

ويجسد المهرجان التراث المادي واللامادي لحاضرة المحيط ومن خلاله تتمظهر كل أساليب العيش والتوافق مع البحر بكل التجليات وعبر كل أسس التعبير المعيشي والفني.

وتضمن برنامج هذه التظاهرة فقرات جمعت بين الجانب الروحي والعقائدي والعادات والتقاليد والتطور، لتقدم صورة حقيقية ورائعة لحاضرة المحيط التي ارتبط اسمها بسمك السردين الذي صنعت معه مكانة عالمية.

واشتملت هذه الفقرات على مسيرة دينية يطلق عليها "المعروف" تم خلالها ترديد آيات قرآنية وأدعية وتوسلات وأمداح نبوية وموسيقى صوفية، وسهرات فنية وعروض في فنون الشارع، ومهرجان تذوق سمك السردين.