مهرجان تطوان يجمع المسرحيين المغاربة في دورة جديدة

المهرجان الوطني للمسرح ينطلق بمشاركة إحدى عشرة مسرحية تتنافس في المسابقة الرسمية.
محمد المهدي بنسعيد: المسرح المغربي يشهد تطورا ملحوظا
وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي يعتبر المسرح المغربي جزءا لا يتجزأ من الصناعات الثقافية والإبداعية

تطوان (المغرب) - يشهد المسرح المغربي اليوم تطورا ملحوظا، بفضل الفرق المسرحية الوطنية، وما يوازيه من عمل الوزارة في مجال النهوض بأبي الفنون، وفق ما أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد.

وقال بنسعيد "أتشرف اليوم بالتوجه إليكم، بمناسبة تنظيم الدورة 23 للمهرجان الوطني للمسرح بمدينة تطوان هذه المدينة الجميلة، والتي تحتضن سنويا حدثا مسرحيا وطنيا وثقافيا يتميز بحضور ألمع نجوم أبي الفنون ببلادنا".

وأضاف أن "المسرح الوطني يشهد تطورا ملحوظا، بفضل اجتهاد الفرق المسرحية الوطنية، وتفانيها في تقديم أجود الأعمال المسرحية، وتمثيل بلادنا دوليا في مختلف المحافل العالمية"، متابعا "يوازيه عمل الوزارة في مجال النهوض بالمسرح، تنفيذا للتوجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يولي عناية ملكية خاصة بالمسرح المغربي والمسرحيين المغاربة".

وأبرز بنسعيد في هذا الصدد أن المسرح شكل على الدوام جوهر عمل وزارة الشباب والثقافة والتواصل، "باعتباره أبا للفنون، ومرآة للمجتمع، يعالج قضايا المغاربة وهمومهم من زوايا مختلفة"، مشيرا إلى أن ما حققه المسرح المغربي من تألق كبير مؤخرا يعكس العمل الجبار للمملكة في هذا المجال.

ولفت إلى الصدى الإيجابي الذي حققته مبادرة "المسرح يتحرك" داخل الوسط المسرحي في ظل زمن جائحة كورونا، مؤكدا أن التألق عاد اليوم إلى الخشبة، وعاد الجمهور إلى القاعات للاستمتاع بأفضل الأعمال المسرحية، من توقيع فنانات وفنانين وأطقم عمل يشتغلون ليل نهار لتقديم أعمال مسرحية متميزة تحظى بإشادة الجميع.

ويعد المسرح المغربي الذي حصد الكثير من الجوائز على الصعيد الدولي، جزءا لا يتجزأ من الصناعات الثقافية والإبداعية التي تشكل أسس استراتجية الوزارة، وفق بنسعيد، مضيفا "سنواصل مسيرتنا الإبداعية والثقافية بشكل جماعي، وزارة ومحترفي أبي الفنون، وسنعمل على تقديم المزيد من الدعم للمسرح الوطني، حتى يبدع وطنيا كما هي عادته، ويتألق دوليا كما هو دأبه.. كل التقدير لجميع رواد المسرح المغربي الذين أمتعونا عبر سنوات بأعمال ظلت راسخة في عقولنا وقلوبنا".

وتنطلق الدورة الـ23 للمهرجان الوطني للمسرح في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الجاري إلى غاية الخامس عشر منه بمدينة تطوان المغربية، بمشاركة 11 مسرحية تتنافس في المسابقة الرسمية حول الجائزة الوطنية للمسرح التي تشمل أصناف التأليف والإخراج والسينوغرافيا والملابس والتشخيص- إناث والتشخيص-ذكور وجائزة الأمل والجائزة الكبرى.

وكشفت وزارة الشباب والثقافة والتواصل عن قائمة العروض المسرحية التي تم اختيارها للتنافس على جوائز الدورة 23، موضحة في بلاغ أن أشغال لجنة انتقاء العروض المرشحة للمشاركة في المهرجان التي انعقدت من 8 إلى 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أسفرت عن انتقاء 11 عملا مسرحيا للمشاركة في هذه الدورة تتوفر فيها مقومات الجودة الفنية بنسب متفاوتة.

ووفق وكالة المغرب العربي للأنباء، فإن لجنة الانتقاء برئاسة المسكيني الصغير ضمت في عضويتها كلا من نورالدين زيوال، أسماء لقماني، رشيد الخطابي، الزبير بن بوشتى، الحسن النفالي، وسيدي رضوان الشرقاوي.

ومن بين الأعمال المسرحية المنتقاة: "طلوع الروح" لفرقة الجيب المسرحي من مراكش، "إكستازيا" لفرقة أرض الشاون للثقافات من شفشاون، "تاكنزا/ قصة تودة" لفرقة فوانيس المسرحية من ورزازات، "الفاتورة" لفرقة النادي الفني المراكشي كوميديا، "إشاوشاون" لفرقة ثفسوين من الحسيمة، و"سقوط الورد" لفرقة فركانيزم للفنون والثقافة والتنمية.

وقال المدير الفني للمهرجان الدكتور محمود الشاهدي، وفق ما نشر بالموقع الإلكتروني للمهرجان، إنها "الدورة الثالثة والعشرون من المهرجان الوطني للمسرح.. دورة جديدة.. نفس جديد، فلقد تم تعيين إدارة فنية للمهرجان من لدن وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بهدف إعادة هيكلة تنظيم المهرجان، وتأهيل آليات اشتغاله، بما يتناسب مع تطلعات المهنيات والمهنيين، وبما يليق بمسار المهرجان الطويل والحافل بالعطاء".

وتتميز الدورة الجديدة بإحداث لجنة للنقد والإعلام، تتكون من خيرة الأكاديميين، لمواكبة مختلف عروض ومواعيد المهرجان بالنقد والدراسة والتحليل، وذلك لتزويد النشرات الرقمية للمهرجان بكتابات علمية قيمة، كما تم إحداث لجنة علمية خاصة بالندوة الفكرية التي ستعرف مشاركة أكثر من 30 متدخلا ومتدخلة، من مختلف التخصصات الفنية ومن مختلف الفئات المسرحية.

وقد ارتأت إدارة المهرجان أن تجعل من مواعيد توقيع الكتب المسرحية، سواء الإبداعية منها أو النقدية، مواعيدَ أساسية تفتتحُ عروضَ المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى أنه سيتم اختتام برامج العروض اليومية بمناقشة عروض المسابقة الرسمية.

وبالموازاة مع كل ذلك، تمت برمجة عروض لمسرح الطفل، وعروض لمسرح الشارع في واحدة من أعرق ساحات مدينة تطوان وأجملها، ساحة الفدان الجديد، في محاولة للانفتاح على المدينة، وتثمين خصائصها المعمارية ومميزاتها الحضارية.

كما تم تعزيز برنامج الدورة بعدة معارض، منها معرض للكتب المسرحية، ومعرض للصور الفوتوغرافية المتعلقة بمشهدية المسرح المغربي باختلاف حساسياته.

وستعرف هذه الدورة استعادة الهوية البصرية لدرع المهرجان، والذي تمت مراجعة تصميمه الفني من قبل مبدعه الأصلي.

وأكد الشاهدي "نريد أن نجعل من هذه الدورة مشروع هيكلة لمهرجان المسرح المغربي، في أفق استكمال مأسسة ورسمنة هياكله وآليات اشتغاله، وصيغ تتويجاته".

وظل المهرجان الوطني للمسرح منذ تأسيسه في العام 1999، بمبادرة من وزارة الشباب والثقافة والتواصل، موعدا لكل المسرحيين المغاربة، يتم خلاله اختيار وتقديم أجود الأعمال في كل موسم مسرحي.

وشدد الشاهدي على أنه "تتويج للمسرح المغربي، وتثمين للتميز والتفرد والإبداع، وذلك اعتمادا على لجن وزارية تتكون من خبرات فنية وعلمية، مشهود لها بالمهنية والتمرس والعطاء"، لافتا إلى أنه "في المهرجان الوطني للمسرح يتم تكريم المسرحيين المغاربة ذوي الكفاءة والتميز، تقديرا لجهودهم ولاجتهاداتهم الفنية والفكرية".