مواجهات هي الأسوأ تعجل بانفراط عقد التحالف بين قسد والعشائر

المعارك تتصاعد في شمال شرق سوريا على الحدود مع العراق، بين قوات "قسد" والعشائر العربية، الحليفين السابقين، وتنبئ البيانات الصادرة عن الطرفين بتزايد التصعيد في الأيام القادمة

دير الزور (سوريا) - يستمر التصعيد والاشتباكات العنيفة لليوم الثالث على التوالي في مدن وبلدات ريف دير الزور الغربي بين مسلحين من مجلس دير الزور العسكري وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، مع إعلان العشائر النفير العام على خلفية اعتقال "قسد" لقائد مجلس دير الزور العسكري أحمد الخبيل المعروف باسم "أبوخولة".
وتعتبر هذه الاشتباكات من بين الأسوأ التي تشهدها المنطقة في السنوات الأخيرة على طول الحدود مع العراق، حيث يتمركز المئات من عناصر القوات الأميركية منذ عام 2015 للمساعدة في القتال ضد تنظيم "داعش".

وارتفعت حصيلة الاشتباكات بين مقاتلي القبائل العربية والأكراد المدعومين من الولايات المتحدة ، إلى 28  قتيلا و15 جريحا، ووفق ما نشره المرصد  السوري لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء.

وبحسب المرصد "سيطرت قوات سوريا الديمقراطية  على بلدة العزبة بشكل كامل في ريف دير الزور بعد اشتباكات عنيفة مع قوات مجلس دير الزور العسكري ومسلحين عشائريين. ، ومنحت قسد مهلة للمسلحين للاستسلام والخروج من البلدة".

وأعلنت العشائر العربية مساء الثلاثاء النفير العام في جميع مناطق دير الزور بعد اجتماع جرى بمقر أحمد الخبيل في قرية الربيضة، وطالبوا التحالف الدولي بتحقيق مطالبهم بإخراج الموقوفين لدى "قسد" وأولهم الخبيل ورفاقه وفك الحصار عن المحاصرين بالحسكة وعودتهم إلى أهاليهم.
ويضمّ مجلس دير الزور العسكري، التابع لقوات سوريا الديمقراطية، مقاتلين محليّين ويتولّى أمن المناطق في دير الزور التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد دحر تنظيم "داعش" من المحافظة.
وأكدت العشائر في بيان لها أنها ستحمل السلاح ضد كل مكونات "قسد" ودعت أبناءها الذين يخدمون في "قسد" للانشقاق والانضمام لأبناء العشائر العربية والدفاع عنها، "لأن المسألة تجاوزت الخلافات الداخلية" محذرة من أن كل مواقع "قسد" ستصبح هدفاً مشروعاً لها.
وجاء هذا التصعيد بعد أن اعتقلت "قسد" الاثنين الخبيل، من خلال جره إلى المشاركة باجتماع ضمن مقر قيادة الصف الأول، التابع لها في مدينة الحسكة، شمال شرق البلاد، وجرى نقل الخبيل ومن معه إلى سجن المالكية في ريف الحسكة الشمالي.
وعلى إثرها، اندلعت الاشتباكات وأسفرت الثلاثاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتل ثلاثة مدنيين و16 من المسلّحين العشائريين وثلاثة عناصر في "قسد".
وأفاد المرصد بأنّ اشتباكات اندلعت بين "قسد" ومسلحي العشائر المحلية في بضع قرى في ريف دير الزور الشرقي، وتمكن مسلحو العشائر من السيطرة على غالبية بلدة الجاسمي شمال دير الزور، وأسروا مجموعات من قسد واستهدفوا أرتالا لها في بلدة زغير جزيرة بالريف الغربي، وبلدة جديد عكيدات شرقا، وحواجز في الشحيل جنوبا، فيما استهدف حاجز لقسد مجموعة فلاحين من أبناء بلدة غرانيج شرق المحافظة.
وأفاد المرصد بتسجيل خروج المدنيين من المناطق السكنية في بلدة العزبة، بعيد الاشتباكات.
وقالت مصادر ميدانية أن الاشتباكات التي استمرت طوال الثلاثاء أسفرت عن تقدم قوات العشائر وسيطرتها على مدينة البصيرة وبلدات البريهة وضمان، وسط استمرار الاشتباكات في محيط قرية الحصين وبلدة الشحيل، كما حاصرت العشائر مقار "قسد" في قرية الفدين شمال دير الزور.
وأكد نواف البشير شيخ عشيرة قبيلة البكارة في تصريح لـصحيفة "الوطن" المحلية أن انتفاضة العشائر لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها بطرد الغرباء من "أكراد جبل قنديل" ومن يدعمهم من الأراضي السورية مؤكداً أن الأيام القليلة القادمة ستشهد تطهير كامل ريف دير الزور من هؤلاء.
وقال البشير: "العشائر حتى الآن سيطرت على مناطق واسعة في الريف الغربي للمحافظة وقامت بطرد الأسايش والسيطرة على حواجزها في جديد عقيدات وجديد بكارة، وبلدة سعدونة والشطحة إضافة لتحرير مدينة الصور ومعيزيلة، والقتال يجري في عدة مناطق أخرى، وجرى السيطرة بشكل شبه كامل على منطقة البكارة".
وأضاف: "نتوقع خلال 72 ساعة طرد قسد من كامل ريف دير الزور الغربي نحو الحسكة، لأن العشائر لن تقبل بوجود أفراد من جبل قنديل والسيطرة على مناطقنا والسيطرة على النفط والغاز، فكل ما نعانيه الآن من ضائقة اقتصادية تسبب به هؤلاء القادمون من جبل قنديل، وسورية المفيدة هي بعد النهر فالنفط والغاز والحبوب والقطن كلها موجودة في هذه المنطقة وكل ذلك يجري بدعم من المحتل الأميركي، والـ72 ساعة القادمة ستكون حاسمة في تحرير مناطقنا وسوف تستمر العشائر من دون توقف".
وبخصوص البيانات التي خرجت الاثنين من قبل بعض العشائر ودعت للحوار مع قوات التحالف الدولي، شدد البشير على أن موقف العشائر واحد في تحرير دير الزور، وهو موقف عشائر دير الزور والرقة وحلب والحسكة، وأضاف: "هناك بعض الشخصيات الهزيلة التي تسمي نفسها شيوخاً، وهي تحصل على رواتبها من الأميركيين وقسد، وهي قامت وبطلب من المحتل ومن أفراد جبل قنديل بإصدار بيان يدعو للتهدئة وعدم خوض المعارك لطرد قسد، ونحن لا نقبل بهم، وجميع عشائر المنطقة تلفظهم ولا تقبل بهم».
من جهتها، أعلنت "قسد" في بيان لها استمرار عملية "تعزيز الأمن"، التي أطلقتها الأحد الماضي، قائلة أنها قبضت على ثلاثة من عناصر تنظيم دولي وتاجري مخدرات.
وتزعم مصادر مقربة من قوات "قسد" أن "ما يجري اليوم هو عملية تصفية حسابات بعدما شعر قادة فاسدون آخرون بالخطر إثر توقيف أبوخولة، وبدأوا بمحاولة تحريك العامل العشائري والعربي لحماية أنفسهم".
وأضافت المصادر أنّ أبوخولة "كان فاسداً ومتورطاً في عمليات تهريب، وقد راكم ثروة خلال السنوات الماضية".
وتتمركز قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، وتتألف من فصائل كردية وعربية على رأسها وحدات حماية الشعب الكردية، على الضفة الشرقية لنهر الفرات الذي يقسم محافظة دير الزور.