مواجهة بين واشنطن وخصومها بسبب لجنة حقوقية أممية

إسرائيل تفجر مشاحنات بين واشنطن من جهة وخصومها من جهة أخرى تتقدمهم فنزويلا وإيران وروسيا بسبب التفويض الممنوح للجنة تحقيق أممية في الانتهاكات التي ترافق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.  

جنيف - فجرت الممارسات الإسرائيلية مواجهة بين الولايات المتحدة من جهة وفنزويلا وحلفاءها من جهة ثانية في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، حيث نددت واشنطن  نيابة عن 27 دولة الثلاثاء، بما أسمتها "الطبيعة الدائمة" للجنة الأممية في النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، بينما قدمت كركاس وحلفاؤها دعمها لها.

وقالت السفيرة الأميركية ميشيل تايلور في حديثها أمام المجلس بعد تقديم تقرير المحققين، إنّ الدول الـ27 "قلقة للغاية" من أنّ التفويض الممنوح للجنة "غير محدود زمنيا... كما ليس هناك بند بشأن انتهاء صلاحياتها".

ودعت هذه الدول ومن بينها كندا والمملكة المتحدة والنمسا وإيطاليا، إلى وضع حدّ لـ"التركيز غير المتناسب" على إسرائيل من قبل المجلس.

وتمّ تكليف اللجنة التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان قبل عامين، بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل منذ التصعيد في أبريل/نيسان 2021، وكذلك في الأسباب الجذرية للصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.

واعتبر أحد المحقّقين وهو ميلون كوثاري، أنّ "التفويض غير المحدود أكثر من مبرّر". وقال خلال مؤتمر صحافي "سألَت دولة اليوم لماذا لا يوجد بند يحدّد مهلة اللجنة. أود أن أجيب بأننا نرغب في تحديد موعد لانتهاء الاحتلال الإسرائيلي".

من جهتها، تجاهلت رئيسة اللجنة نافي بالاي الانتقادات، معتبرة أنّه "من الغباء عدم التحدّث إلى المفوّضين" بسبب طبيعة تفويضهم.

واتّهم محقّقو الأمم المتحدة في تقريرهم الذي نشر قبل أيام قليلة، السلطات في كلّ من إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بانتهاك حقوق المجتمع المدني، لكنّهم أشاروا إلى أنّ السلطات الإسرائيلية هي المسؤولة عن غالبية هذه الانتهاكات.

وقالت رئيسة اللجنة في خطاب عبر الفيديو أمام مجلس حقوق الإنسان "يُظهر تقريرنا أنّ السلطات الإسرائيلية لجأت إلى أساليب عقابية مختلفة تهدف إلى ردع وعرقلة أنشطة أعضاء المجتمع المدني الفلسطيني".

وبعد نشر التقرير، ندّدت إسرائيل بالاتهامات التي طالتها، مشيرة إلى أنّ لديها مجتمعا مدنيا قويا ومستقلا يتكوّن من آلاف المنظمات غير الحكومية والمدافعين عن حقوق الإنسان ووسائل إعلام وطنية ودولية".

غير أنّ ممثلها لم يشارك في النقاشات التي جرت في المجلس، ذلك أن إسرائيل اختارت عدم التعاون مع اللجنة. وتندّد السلطات الإسرائيلية والأميركية ودول غربية أخرى، منذ سنوات عدّة بتركيز اهتمام المجلس على ممارسات إسرائيل.

وفي المقابل، ندّد المندوب الفلسطيني إبراهيم خريشة بالبيان الذي أدلت به الولايات المتحدة ووصفه بأنه "عار"، فيما أعربت فنزويلا عن دعمها للمحقّقين نيابة عن دول أخرى، بما فيها الصين وروسيا وإيران.

وقال السفير الفنزويلي هيكتور كونستانت روزاليس "نحن قلقون للغاية بشأن محاولات تخريب" عمل اللجنة، فيما أشار ممثل الاتحاد الأوروبي إلى أنّ بعض الدول الأعضاء في الاتحاد لم تؤيّد إنشاء اللجنة بسبب المخاوف "المتعلّقة بنطاق تفويضها وطبيعتها الدائمة".