موسكو تدفع لدستور سوري جديد على مقاس دمشق

الأمم المتحدة تعلن عن عقد اجتماع قريب في جنيف بين الوسيط الأممي ستيفان ديمستورا وممثلين عن أنقرة وموسكو وطهران لبحث مسألة وضع دستور جديد لسوريا على وقع مكاسب ميدانية يحققها النظام السوري.

اجتماع جديد بشأن دستور جديد لسوريا في جنيف
دي ميستورا مكلف بتشكيل لجنة مهمتها صياغة دستور جديد
جهود سابقة بذلها الوسيط الأممي لوقف النزاع السوري لم تسفر عن نتيجة تذكر

جنيف - أعلنت متحدثة باسم الأمم المتحدة الجمعة أن الموفد الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا سيلتقي ممثلين عن إيران وروسيا وتركيا في 11 و12 سبتمبر/ايلول في جنيف لبحث مسألة وضع دستور جديد لسوريا.

ويأتي الإعلان الأممي بينما يحقق النظام السوري مكاسب ميدانية مهمة قرّبته من حسم الحرب لصالحه مع انحسار شديد لنفوذ المعارضة واقتصار سيطرتها على مناطق محدودة قرب الحدود التركية.

وتستعد دمشق لشن عملية عسكرية واسعة على ادلب آخر معقل مهم للمعارضة وسط تحذير تركي وأممي من هذه العملية.  

ودي ميستورا الموفد الخاص لسوريا مكلف بتشكيل لجنة تكون مهمتها صياغة دستور جديد للدولة التي تشهد نزاعا.

والدول الخارجية الرئيسية الداعمة للمشروع هي حليفا دمشق روسيا وإيران، إضافة إلى تركيا التي تدعم بعض فصائل المعارضة.

وسيلتقي ممثلون عن الدول الثلاث مع دي ميستورا ليومين في جنيف، المقر الأوروبي للأمم المتحدة، بحسب ما أعلنت المتحدثة اليساندرا فيلوتشي للصحافيين.

وقد أعلن دي ميستورا أنه يرغب في أن تكون اللجنة الدستورية جاهزة قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أواخر سبتمبر/أيلول.

وقد يتطلب ذلك المزيد من المحادثات خاصة مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، لكن فيلوتشي قالت إنه ليس لديها تفاصيل حول اجتماعات أخرى الشهر المقبل.

ولم تسفر جهود سابقة بذلها الوسيط الأممي لوقف النزاع السوري عن نتيجة تذكر.

وقتل أكثر من 350 ألف شخص فيما نزح الملايين منذ اندلاع النزاع في 2011.

وذكرت وكالة إنترفاكس الروسية اليوم الجمعة أن موسكو قدمت مقترحات إلى تركيا لتسوية الوضع في شمال غرب سوريا.

والتقى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو بنظيره التركي خلوصي أكار في موسكو اليوم الجمعة.

ودعمت تركيا بعض جماعات المعارضة في منطقة إدلب بشمال غرب سوريا وأقامت نقاط مراقبة عسكرية هناك، فيما تحاول منع هجوم قوات موالية للرئيس بشار الأسد الذي تدعمه موسكو.

وأثنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الجمعة على الجهود التي بذلت وأفضت إلى إحراز تقدم ملحوظ في تسوية الأزمة السورية، مشيرا غلى أن هذا التقدم كان بفضل التعاون بين روسيا ونظيراتها بما فيها تركيا وإيران والولايات المتحدة.

واستقبل بوتين في موسكو وزيري الخارجية والدفاع التركيين مولود جاويش أوغلو وخلوصي أكار بحضور نظيريهما الروسيين سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.

وقال بوتين بحسيب ما نقلت عنه روسيا اليوم "بفضل جهود دولتينا مع إشراك دول معنية أخرى، بما فيها إيران ودول أوروبية والولايات المتحدة بالإضافة إلى تعاوننا مع الأمم المتحدة، نجحنا في المضي قدما بشكل ملموس في تسوية الأزمة السورية".

وتحدث الرئيس الروسي عن العلاقات بين موسكو وأنقرة، مشيرا إلى أنها تتخذ طابعا أكثر جوهرية.

كما أشاد بالتعاون الاقتصادي المكثف بين تركيا وروسيا في حل أهم المسائل الإقليمية، وعلى رأسها تسوية الأزمة السورية.

وأعلنت تركيا الجمعة أن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ينتظر زيارة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين إلى إسطنبول في المستقبل القريب، مذكرا بالاتفاق بين الرئيسين على ارتياد مطعم سمك في هذه المدينة.

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي أن روسيا وتركيا ستبذلان جهودا مشتركة لإنجاح التسوية السياسية في سوريا.

وقال "بحثنا القضايا الدولية وأولينا الاهتمام الرئيسي لسوريا كما بحثنا سير الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في إطار صيغة أستانا على أعلى المستويات وعلى مستوى الخبراء".

ونفى الوزير الروسي وجود نية لتوسيع اتفاق استانا، لكنه أشار إلى وجود العديد من الفرص للتعاون دون أي تغييرات رسمية في عملية أستانا المرنة وفي عملية سوتشي (في إشارة إلى مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي رعته روسيا).

كما نفى لافروف وجود أي خلافات بين روسيا وتركيا على قائمة المعارضة السورية في اللجنة الدستورية.

 وقال إن "تركيا هي من نسقت هذا العمل ولذلك ليس لدينا أي تحفظات حول القائمة التي قدمت من قبل المعارضة إلى ستيفان دي ميستورا"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية وقناة روسيا اليوم.