موسكو تصعد وأوروبا تحاول تهدئة غضب أوكرانيا
موسكو/بروكسل - حاول الأوروبيون الخميس تهدئة غضب أوكرانيا إذ دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل كييف لضبط النفس إثر مطالبة الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بنشر سفن في بحر آزوف لدعم بلاده في مواجهتها مع موسكو.
وتأتي دعوة ميركل وسط خلافات بين دول الاتحاد الأوروبي حول الرد على التصعيد العسكري الروسي ضد أوكرانيا.
كما تأتي المحاولات الأوروبية لتهدئة غضب أوكرانيا بينما صعّدت روسيا من تحركاتها العسكرية حيث نشرت اليوم الخميس أنظمة صواريخ أرض - جو من طراز اس-400 المتطورة في شبه جزيرة القرم في رابع كتيبة من نوعها في المنطقة.
ومع ذلك طلبت ميركل خلال منتدى اقتصادي ألماني- أوكراني الخميس من كييف "التحلّي بالمنطق لأنه لا يمكننا حل الأمور إلا عبر البقاء متعقّلين وعبر التحاور".
وقبل ذلك بساعات كان بوروشنكو طلب من الحلف الأطلسي ردا حازما على ما قال إنّه عدوان روسي وذلك بعد مواجهة الأحد البحرية حيث تحتجز موسكو سفنا حربية أوكرانية.
وأعلن الحلف الأطلسي الخميس أن وزراء دفاع الحلف سيجتمعون بنظيرهم الأوكراني الأسبوع المقبل لبحث المواجهة الروسية الأوكرانية.
وحصلت الأحد أول مواجهة عسكرية مفتوحة بين موسكو وكييف منذ ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014 واندلاع نزاع مسلح في الشرق الأوكراني، حين اعترض خفر السواحل الروسي ثلاث سفن عسكرية أوكرانية في البحر الأسود.
وقال بوروشنكو في مقابلة مع صحيفة بيلد الألمانية نشرت الخميس إن "ألمانيا واحدة من أقرب حلفائنا ونأمل أن تكون هناك دول في الحلف الأطلسي جاهزة حاليا لإرسال سفن إلى بحر آزوف لمساعدة أوكرانيا وضمان الأمن هناك".
لكن هذا النداء لم يلق صدى. وشددت ميركل على أنه "لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري لهذه المواجهات"، إلا أنها وعدت ببحث الأمر مع الرئيس الروسي فلادمير بوتين خلال قمة مجموعة العشرين التي تعقد الجمعة في الأرجنتين.
ويعكس حذر المستشارة الألمانية حذرا أوروبيا، فإذا كان الاتحاد الأوروبي عبّر "عن انشغاله لاستخدام روسيا القوة" فإن حكومات الدول الأعضاء لا تنوي اتخاذ إجراءات جديدة لمعاقبة روسيا.
وقالت مصادر دبلوماسية إنّ هناك خلافات جدية بين الدول الأوروبية بهذا الشأن في حين أنه لا يمكن اعتماد عقوبات جديدة إلا بالإجماع.
وأوضحت هذه المصادر أن بولندا أيدت فرض عقوبات لكن العديد من الدول الأخرى على غرار فرنسا وألمانيا، اعتبرت هذا الأمر سابقا لأوانه.
وفي إعلان نشرته وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغوريني طلبت دول الاتحاد الأوروبي من روسيا "ضمان مرور حر وبلا عراقيل في مضيق كيرتش باتجاه بحر آزوف أو منه وذلك بموجب القانون الدولي".
وأضاف الإعلان "وفي هذا الظرف ندعو أيضا بحزم روسيا إلى الإفراج بلا شروط ولا تأخير عن السفن المحتجزة وطواقمها وتجهيزاتها".
وتم وضع البحارة الأوكرانيين الـ24 الذين أوقفتهم روسيا ومن ضمنهم ثلاثة جرحى، قيد الاحتجاز حتى 25 يناير/كانون الثاني 2019، الأمر الذي وصفته سلطات كييف بأنه قرار "وحشي وغير قانوني".
وبدأ في أوكرانيا الأربعاء سريان الأحكام العرفية وذلك لمدة 30 يوما في عشر مناطق حدودية وساحلية.
ودافع بوتين عن قواته واعتبر أن حرس السواحل "قاموا بواجبهم بكل دقة". ووصف المواجهة بأنها "استفزاز" نظمه اوروشنكو الذي تراجعت شعبيته في الاستطلاعات قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية الأوكرانية.
ونفت روسيا إغلاقها مضيق كيرتش كما قالت أوكرانيا. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن "المضيق مفتوح ويعمل بشكل عادي".
وبحسب وزير البنى التحتية الأوكراني فإن 18 سفينة أوكرانية تنتظر السماح لها بالعبور من البحر الأسود إلى بحر آزوف، الممر بالغ الأهمية لصادرات الحبوب أو الصلب التي تنتج في شرق أوكرانيا.
وهناك تسع سفن أخرى تنتظر في الاتجاه المعاكس. وقال الوزير الأوكراني عبر فيسبوك "إن الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف تعاني عمليا حصارا من الاتحاد الروسي".
وعرض الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الخميس وساطته في النزاع. وقال "سننقل مطالب أوكرانيا إلى بوتين خلال محادثاتنا في الأرجنتين".
ونقلت وكالة تاس للأنباء عن المتحدث باسم الأسطول الروسي في البحر الأسود قوله إن روسيا نشرت اليوم الخميس أنظمة صواريخ أرض-جو من طراز إس-400 المتطورة في شبه جزيرة القرم في رابع كتيبة من نوعها في المنطقة، مضيفا أن الكتيبة الجديدة نشرت في جانكوي في شمال القرم.