موسيقيات يمنيات يعدن المرأة إلى واجهة الفن

الفرقة الأولى من نوعها في اليمن تفتح بعد شهور من التدريب أبواب الأمل أمام انتعاش حركة الفن واستعادة المرأة اليمنية لدورها.

عدن (اليمن) - بعد شهور من التدريب على أيدي متخصصين في الموسيقى أبصرت النور أول فرقة موسيقية نسائية في مدينة عدن بجنوب اليمن لتفتح أبواب الأمل أمام انتعاش حركة الفن واستعادة دور المرأة اليمنية بشكل عام.

وتعد هذه الفرقة التي تأسست نهاية فبراير/شباط الماضي أول فرقة فنية نسائية في اليمن. وشكل تأسيس هذه الفرقة سابقة أولى من نوعها، ليس على مستوى العاصمة المؤقتة عدن فحسب، بل في كامل اليمن.

ويقول مدير مكتب الثقافة في عدن الموسيقار أحمد صالح بن غودل لرويترز إن تأسيس فرقة فنية نسوية جاء بعد خضوع أعضاء الفرقة لتدريبات استمرت لثلاثة أشهر على يد الفنانين وهيب الجرادي وجميل شماخ وبدعم من مؤسسة التنمية والفنون تحت إشراف مكتب الثقافة.

وأكد بن غودل أنه من الرائع أن "تنهض مدينة عدن وتستعيد عافيتها من خلال الفن الراقي الذي تمثله، وثقافتها في الماضي والحاضر"، واصفا المدينة بأنها رائدة في العمل الفني والغنائي والثقافي في منطقة الجزيرة العربية والخليج خاصة الفن والمسرح والسينما.

ويستمر تدريب المشاركات في الفرقة الفنية النسائية ليصبحن ممثلات في نشر الثقافة الإيجابية مثل الألحان والفن البديع والموسيقى من خلال مشاركة الفرقة في الحفلات والمهرجانات الثقافية والفنية، وفق ما أوضح بن غودل.

وأطلقت مؤسسة عدن للفنون والعلوم مشروع "الفن مهنتي" بتمويل من الاتحاد الأوروبي وبمشاركة معهد جوتة الألماني، وذلك بهدف تدريب النساء في مجال الإدارة الثقافية والعزف على الآلات الموسيقية.

وأكد رئيس المؤسسة عبدالله عبدالقادر في بيان نشرته عدن للفنون والعلوم فبراير/شباط الماضي على حسابها بفيسبوك، بأن المؤسسة حريصة على الاهتمام بالشباب المبدع والمثقف كون الفن هو رسالة سلام بين المجتمعات.

وأضاف أن المؤسسة تولي اهتماما كبيرا بالعنصر النسائي من خلال مشاريع التمكين والتدريب، قائلا "لدينا مشاريع قادمة تخدم المرأة وتعزز مكانتها في المجتمع".

وكشف الفنان وعازف العود وهيب الجرادي الذي أشرف على تجهيز الفرقة النسائية أن عشر فتيات يمنيات خضعن لتمرينات مكثفة في عزف الموسيقى باستخدام العود وآلات أخرى مثل الكمان والبيانو ضمن مشروع "الفن مهنتي" الذي يهدف إلى تدريب النساء في مجال الإدارة الثقافية والعزف على الآلات الموسيقية.

ويرى مختصون أن تأسيس فرقة موسيقية نسائية في عدن سيعيد لهذه المدينة العريقة بصيص أمل في إيجاد حراك ثقافي وفني وغنائي، كما سيعيد لها مكانتها الطبيعية باعتبارها واحدة من أبرز حواضن الفن والغناء رغم ظروف الحرب القاسية التي تمر بها البلاد.

ويعاني اليمن من صراع احتدم منذ إطاحة حركة الحوثي بالحكومة المعترف بها دوليا في صنعاء أواخر سبتمبر/أيلول عام 2014.