ميناء في إسكندرون أول استثمار للصندوق المشترك بين مسقط وأنقرة

تركيا تهدف لرفع حجم التجارة إلى خمسة مليارات دولار خصوصا في مجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال اعتباراً من 2025.

إسطنبول– أعلن إبراهيم العيسري مدير عام استثمارات الأسهم الخاصة في جهاز الاستثمار العُماني الجمعة إن أول استثمار لصندوق تأسس بالشراكة مع صندوق التقاعد التابع للجيش التركي (أوياك) سيُخصص لميناء جديد في اسكندرون بجنوب تركيا.

وكان جهاز الاستثمار العُماني قد أعلن الخميس على موقع إكس "إطلاق صندوق استثماري مشترك بقيمة 500 مليون دولار مع صندوق أوياك التركي الحكومي".

وقال وزير التجارة التركي عمر بولاط، إن شركات بلاده ذات المهارات التقنية والقدرات القوية في مختلف القطاعات مستعدة لدعم أهداف "استراتيجية التحول" في سلطنة عُمان.

وأشار بولاط على منصة إكس الجمعة، إلى أنه التقى رفقة وزير الصناعة والتجارة وترويج الاستثمار العماني قيس محمد اليوسف، برجال أعمال من البلدين، في ملتقى نظمه مجلس العلاقات الاقتصادية الخارجية التركي وسفارة سلطنة عمان بأنقرة ومؤسسة "استثمر في عمان".

ولفت الوزير إلى أن سلطان عمان هيثم بن طارق حضر أيضا الملتقى الاقتصادي. وقال بولاط "ناقشنا خلال اللقاء حجم التجارة بين البلدين، وفرص التعاون بين الشركات، ودعم عُمان لنا في مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الجارية مع مجلس التعاون الخليجي".

وأضاف "أكدنا خلال اللقاء استعداد شركاتنا التي تمتلك تقنيات ومهارات قوية في مختلف القطاعات، لدعم أهداف استراتيجية التحول في عُمان".

وتتواصل مساعي تحقيق تحول الطاقة في سلطنة عمان، من خلال مشروعات الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر واحتجاز الكربون وتخزينه، في إطار مستهدفات الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وشدد بولاط على أنهم يولون أهمية كبيرة لتطوير العلاقات الثنائية مع عُمان، معربا عن أمله في أن تقدم الاجتماعات المستمرة مساهمات كبيرة في التعاون بين البلدين.

وكان السلطان هيثم بن طارق بدأ زيارة دولة تستمر يومين لتركيا بدعوة من الرئيس أردوغان هي الأولى من نوعها لسلطان عماني في تاريخ العلاقات بين البلدين.

وستنقل الزيارة البلدين إلى "مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية" وفق ما صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.  مضيفا في مؤتمر صحفي مشترك مع سلطان عمان عقب جلسة مباحثات بين الجانبين "نحن في صدد تطوير العلاقات بين بلدينا" مشيراً إلى أنه خلال اللقاء تناول الطرفان مختلف القضايا وعلى رأسها العلاقات الثنائية.
وتابع أردوغان "نهدف لرفع حجم تجارتنا مع مسقط إلى خمسة مليارات دولار بما يتماشى وإمكاناتنا المتوفرة" مضيفاً "أننا سندخل حقبة جديدة في تعاوننا مع سلطنة عمان بمجال الطاقة مع بدء إمدادات الغاز المسال اعتباراً من 2025". وأوضح "أننا نريد توفير إطار مؤسسي لعلاقاتنا ولتحقيق هذا الغرض ناقشنا الخيارات التي يمكننا الاستفادة منها بما في ذلك آلية التعاون الاستراتيجي رفيعة المستوى".

 وأشار إلى أن شركات المقاولات التركية نفذت حتى الآن مشاريع بقيمة سبعة مليارات دولار في سلطنة عمان. وذكر أنه خلال اللقاء مع سلطان عمان تناول الجانبان مختلف الموضوعات لتطوير العلاقات الثنائية و"شددنا على ضرورة تعاون العالم الإسلامي بشكل ملموس وشامل" و"الهجمات التي تهدد الأمن الإقليمي".

 من جانبه أعرب السلطان هيثم بن طارق عن شعوره "بالارتياح والرضا الكبيرين" تجاه "الحوار البناء والمشاورات" التي أجراها مع الرئيس أردوغان.

وأشار إلى مساهمة الشركات التركية في دعم مشاريع البنية الأساسية والتنمية في السلطنة كما أن الاستثمارات العمانية في تركيا تعكس "ثقتنا الراسخة في متانة الاقتصاد التركي وفي الروابط البناءة التي تجمع اقتصادي البلدين".
 وقال السلطان هيثم بن طارق إنه وجه أعضاء حكومته إلى مواصلة العمل الدؤوب من نظرائهم من الجانب التركي معرباً عن أمله بزيادة حجم التبادل التجاري وتشجيع إقامة المشاريع الاستثمارية المشتركة من خلال الصندوق الاستثماري المشترك الذي تم تدشينه.
وأكد أن البلدين يشتركان في الإلتزام الثابت بدعم جهود السلام والاستقرار مثمناً المواقف التركية تجاه القضايا المحورية التي تمس المنطقة. وأعرب عن مواصلته التمسك بالثوابت لتحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين.