ناقلة خاضعة لعقوبات أميركية نقلت شحنة ديازال من روسيا إلى سوريا

'وول ستريت جورنال' الأميركية تعتبر أن حالة عدم اليقين التي تكتنف إدارة ترامب تجاه سوريا، قد توفر فرصة أمام روسيا لزيادة حضورها في المنطقة.

موسكو - أظهرت بيانات من مجموعة بورصات لندن أن روسيا نقلت شحنة من وقود الديزل إلى سوريا على متن ناقلة تخضع لعقوبات أميركية، في أول إمداد مباشر معروف من هذا القبيل إلى البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.

ولم تتضح الوجهة النهائية للشحنة. ولدى روسيا منشأتان عسكريتان رئيسيتان في سوريا هما قاعدة جوية في حميميم وقاعدة بحرية في طرطوس تمثلان ركيزة النفوذ العسكري الروسي في الشرق الأوسط.

وباتت السيطرة الروسية على القاعدتين مهددة بعد السقوط المفاجئ للرئيس السابق بشار الأسد العام الماضي. وقالت موسكو إنها تريد الإبقاء عليهما.

وأظهرت بيانات مجموعة بورصات لندن أن الناقلة بروسبيريتي التي ترفع علم بربادوس والمعروفة سابقا باسم إن.إس برايد وكانت ترفع علم الغابون جرى تحميلها بنحو 37 ألف طن من الديزل منخفض الكبريت في ميناء بريمورسك الروسي على بحر البلطيق في الثامن من فبراير شباط.

وتظهر البيانات أن الناقلة، التي تديرها شركة فورناكس شيب مانجمنت ترسو حاليا بالقرب من ميناء بانياس السوري. وتخضع المؤسسة نفسها للعقوبات الأميركية.

وشملت العقوبات الأميركية على روسيا منذ بداية غزو أوكرانيا في 2022 تدابير تهدف إلى الحد من إيرادات موسكو من صناعة النفط والغاز الضخمة لديها وإضعاف قدرتها على تمويل المجهود الحربي.

وأضافت الولايات المتحدة في 10 يناير/كانون الثاني الناقلة بروسبيريتي إلى قائمة السفن الخاضعة للعقوبات، والتي تضم نحو 180 ناقلة تشارك في تصدير المنتجات النفطية الروسية بعد اندلاع حرب أوكرانيا. وفي 24 فبراير/شباط حذا الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حذوها.

وانتهاك العقوبات الأميركية قد يؤدي إلى عقوبات مدنية أو حتى جنائية في بعض الحالات. فعلي سبيل المثال أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة العام الماضي تسوية بقيمة 7.45 مليون دولار مع بنك ستيت ستريت بسبب "انتهاكات واضحة" للعقوبات المتعلقة بروسيا وأوكرانيا.

وأعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق إعفاء سوريا لمدة ستة أشهر من بعض العقوبات المتعلقة بقطاع الطاقة والتحويلات المالية إلى السلطات الحاكمة في دمشق.

ووفقا لبيانات مجموعة بروصات لندن فإن هذه أول الشحنة ديزل تُنقل مباشرة من روسيا إلى سوريا منذ 2013 على الأقل.

وطرحت دمشق مناقصة لاستيراد 20 ألف طن من غاز البترول المسال وكانت تسعى لشراء النفط بعدما لم تصل أي شحنات من النفط الخام من إيران، المورد الرئيسي لها، منذ نوفمبر/تشرين الثاني وفقا لبيانات شركة كبلر لتحليلات الشحن. ولدى سوريا مصفاة للنفط في حمص وأخرى في بانياس توقفتا عن العمل بعد سقوط الأسد.

وفي شأن آخر نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا قالت فيه إن روسيا تهدف إلى الحفاظ وكذلك زيادة وجودها الاقتصادي والعسكري في سوريا.
وقالت في تقريرها الخميس، إن حالة عدم اليقين التي تكتنف إدارة ترامب تجاه سوريا، قد توفر فرصة أمام روسيا لزيادة حضورها في المنطقة.
وذكرت أنه خلال الاتصال الهاتفي بين الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في فبراير/شباط الماضي، تمت مناقشة خطوات تطوير العلاقات الثنائية.
وقالت إن تصريح روسيا بأنها "مستعدة لتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية في سوريا" يشير إلى بداية إيجابية للعلاقات الثنائية.
ولفتت الصحيفة إلى أن تسليم روسيا "مبالغ نقدية" إلى سوريا عقب الاتصال بين الرئيسين، يظهر حالة العلاقات بين الطرفين.