نتنياهو يعلق الإصلاحات القضائية لتفادي سقوط ائتلافه الحكومي

أحزاب المعارضة الإسرائيلية تبدي ترحيبا حذرا بقرار تعليق قانون التعديل القضائي، مؤكدة أنها ستعمل من أجل التوصل إلى اتفاق إذا كانت الحكومة صادقة.

 القدس - أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليق قانون التعديل القضائي لتفادي انهيار ائتلافه الحاكم وسط انقسامات داخلية حادة وفوضى عارمة هزت إسرائيل على وقع إضرابات شلت كافة المناحي من الموانئ إلى المطارات، فيما تعالت دعوات للتصعيد وتمرد في صفوف جنود الاحتياط وتحذيرات غربية من انزلاق الدولة العبرية إلى حرب أهلية.

وفي خطاب إلى الأمة بعد إجرائه مشاورات سياسية مع عدد من شركائه في الائتلاف الحاكم، قال نتنياهو إنّه تقرّر تأجيل المصادقة النهائية على مشاريع القوانين المثيرة للجدل إلى حين موعد انعقاد الدورة البرلمانية المقبلة والتي ستنطلق بعد احتفالات عيد الفصح (5 - 13 أبريل/نيسان).

وأضاف نتنياهو "انطلاقا من إحساسي بالمسؤولية الوطنية ومن رغبتي في منع حدوث شرخ في صفوف شعبنا، قرّرت أن أجمّد القراءتين الثانية والثالثة لمشروع القانون" في الكنيست.

وأبدت أحزاب المعارضة الإسرائيلية ترحيبا حذرا بالقرار وأكدت أنها ستعمل من أجل التوصل إلى اتفاق إذا كانت الحكومة صادقة، بينما أثارت هذه الخطوة حفيظة عدد من وزراء حكومة نتنياهو على غرار وزير المالية اليميني بتسلئيل سموتريتش الذي اعتبر تأجيل التعديلات القضائية خطأ، لكنه أردف قائلا إنه "يحترم قرار نتنياهو".

وقال رئيس الوزراء السابق يائير لابيد المنتمي إلى تيار الوسط إن المعارضة بحاجة للتأكد من أن نتنياهو لا ينغمس في "الحيل أو الخداع"، مضيفا أن لديها "تجربة سيئة" معه في الماضي.

وأضاف في بيان "من ناحية أخرى، إذا خاضت الحكومة حوارا حقيقيا وعادلا، فيمكننا الخروج من لحظة الأزمة هذه أقوى وأكثر اتحادا ويمكننا تحويل ذلك إلى لحظة حاسمة في قدرتنا على العيش معا".

وإثر خطاب نتنياهو، أعلن الاتحاد العمالي العام في إسرائيل "هستدروت" إنهاء الإضراب العام الذي بدأه صباحا احتجاجا على مشروع تعديل النظام القضائي.

وقال آرون بار، رئيس الهستدروت، في بيان إنّه "في أعقاب إعلان رئيس الوزراء أعلن إنهاء الإضراب"، كما أكد متحدث باسم سلطة المطارات في إسرائيل عودة العمليات في مطار بن غوريون إلى طبيعتها بعد الإضراب.

وصرّح الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ بأن "وقف التشريع هو الشيء الصحيح فعله ونحن بحاجة لأوسع اتفاق ممكن وأحث الجميع على إظهار المسؤولية".

وتتالت ردود الأفعال الخارجية المرحّبة بهذا القرار، إذ أعلن البيت الأبيض اليوم الاثنين أنّه "يرحّب" بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعليق آلية إقرار التعديلات القضائية التي أثارت انقسامات عميقة في الدولة العبرية، معتبرا أنّ هذه الخطوة ستتيح "مزيدا من الوقت للتوصّل إلى تفاهم".

وقالت المتحدّثة باسم الرئاسة الأميركية كارين جان-بيير للصحافيين "نواصل دعوة القادة السياسيين في إسرائيل للتوصّل إلى تفاهم في أسرع وقت ممكن" وأكد البيت الأبيض أن "الضوابط والتوازنات تعزز المجتمعات الديمقراطية".

حكومة نتنياهو تتراجع أمام غضب الشارع الإسرائيلي
حكومة نتنياهو تتراجع أمام غضب الشارع الإسرائيلي

 بدوره رحب وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي بقرار إسرائيل تعليق تشريع بخصوص تعديل نظامها القضائي، مشددا على أهمية وجود "نظام قوي من الضوابط والتوازنات".

وقال في بيان "من المهم التمسك بالقيم الديمقراطية المشتركة التي تقوم عليها العلاقات البريطانية الإسرائيلية والحفاظ على نظام قوي من الضوابط والتوازنات".

وتظاهر قرابة 10 آلاف من أنصار اليمين الإسرائيلي مساء اليوم الاثنين أمام المحكمة العليا بمدينة القدس الغربية، تأييدا لخطة الإصلاح القضائي التي تسعى الحكومة لتمريرها، وسط انقسام مجتمعي حاد.
وطالب المتظاهرون الذين تجمعوا أمام المحكمة (أعلى هيئة قضائية)، باستمرار الائتلاف الحاكم في دفع تشريعات الخطة المثيرة للجدل.
ووصل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير رئيس حزب "القوة اليهودية" المتطرف إلى التظاهرة وسط ترديد المشاركين هتافات منها "رئيس الوزراء المقبل"، وفق القناة "12" الخاصة.
كما شارك في التظاهرة وزير الاتصالات الإسرائيلي شولو كرعي، النائب عن حزب "الليكود" الذي يتزعمه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وردد المتظاهرون هتافات من بينها "الشعب يريد إصلاح القضاء" و"من يؤمن لا يخاف" و"إنهم يسرقون انتخاباتنا"، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
ونقلت الصحيفة عن إيتان ريمون، أحد متظاهري اليمين قوله "أردت أن يكون هناك إصلاح للقضاء. لهذا السبب ذهبت إلى صناديق الاقتراع. لست مستعدا لأن يسرقوا صوتي. نريد أن يتم هذا الإصلاح".

وأقال نتنياهو مساء الأحد وزير الدفاع يوآف غالانت، بعد يوم من مطالبة الأخير للحكومة بوقف قانون "الإصلاحات القضائية" وعلى إثر ذلك شهدت إسرائيل احتجاجات ليلية حاشدة استمر زخمها حتى ساعات فجر اليوم الاثنين.