نجاة ناشط من الاغتيال بعد توقيف المتهم الرئيسي بقتل الهاشمي
الناصرية (العراق) – ذكرت مصادر امنية عراقية ان ناشطا في الاحتجاجات تعرض لمحاولة اغتيال في مدينة الناصرية (جنوب) بعد ساعات من الاعلان عن توقيف المتهم الرئيسي في مقتل المحلل السياسي هشام الهاشمي.
وخلال الشهور الماضية لقي عشرات المعارضين مصير الهاشمي منذ بدء الانتفاضة في اكتوبر/تشرين الأول التي تعرضت لقمع دموي (نحو 600 قتيل و30 ألف مصاب)، في حين اختطف عشرات آخرون أطلق سراح بعضهم.
وذكرت المصادر ان مجموعة ملثمين أصابوا الناشط ابوالياس السعدون بعدة طعنات في جسده ليل الجمعة/السبت قبل نقله الى المستشفى لتلقي العلاج. والسعدون هو احد نشطاء "ثورة تشرين" في محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية.
وتعد محافظة "ذي قار" بؤرة نشطة للاحتجاجات الشعبية ويقطنها أكثر من مليوني نسمة ويحتج الكثير من سكانها منذ سنوات على سوء الإدارة وتدني مستوى الخدمات العامة وندرة فرص العمل.
وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اعلن الجمعة "القبض على قتلة" الهاشمي الذي اغتيل في بغداد قبل نحو عام، وجاء في "اعترافات" بثها التلفزيون العام أن المنفذ الأساسي ضابط في الشرطة.
وبثّ التلفزيون العام اعترافات رجل قال إنه المنفذ الرئيسي للاغتيال، اسمه أحمد الكناني ويبلغ 36 عاما وهو ملازم أول في الشرطة. وأعلن القاتل المفترض مسؤوليته عن إطلاق الرصاص، وأضاف التلفزيون أنه تم توقيف أربعة أشخاص في الإجمال.
وفي مؤشر إلى حساسية هذه القضية، انتشرت عشرات العربات المدرعة للجيش العراقي في محيط المنطقة الخضراء الشديدة الحماية في بغداد، حيث توجد السفارة الأميركية والكثير من مؤسسات الدولة.
ولم يدن قضائيا حتى الآن أي شخص مسؤول عن القتل أو الخطف، ويستنكر النشطاء والحقوقيون العراقيون "الإفلات التام من العقاب" في استهداف الناشطين
وفي ظل مناخ العنف السائد منذ نهاية عام 2019، لجأ كثير من النشطاء والمعارضين العراقيين إلى خارج البلاد أو إلى إقليم كردستان العراق.
ورغم عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن الاغتيالات، ينسبها نشطاء إلى فصائل عراقية موالية لإيران.
وأفاد مصدر أمني أن الشرطي المتهم بقتل الهاشمي قريب من "كتائب حزب الله" الموالية لياران، إحدى أقوى الفصائل في الحشد الشعبي.
وكان القيادي البارز في الحشد الشعبي قاسم مصلح قد أوقف نهاية أيار/مايو للاشتباه في ضلوعه بمقتل أحد وجوه الانتفاضة الشعبية. لكن سرعان ما أفرج عنه بعد أسبوعين من توقيفه إثر استعراض للقوة نظمه أنصاره في بغداد، وقد بُرر إطلاق سراحه رسميا بعدم كفاية الأدلة ضده.