هاكان فيدان يستهل مهامه بإعادة ضبط العلاقات مع ليبيا

وزير الخارجية التركي يلتقي رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي في خضم جهود انقرة لدعم نفوذها في ليبيا ضمن المتغيرات الجيوسياسية الجديدة.
فيدان يناقش مع المشري ملف مفاوضات اللجنة المشتركة 6+6 المتعلقة بالانتخابات

أنقرة - بدا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مهامه ضمن الحكومة الجديدة عبر التركيز على الملف الليبي الذي يعتبر ملفا هاما وحيويا للمصالح الجيوسياسية والاقتصادية التركية خاصة مع الحديث عن التطورات التي بات يعرفها الملف  الليبي مع توصل اللجنة المشتركة 6+6 لتوافقات بشان بعض القوانين المتعلقة بالانتخابات وذلك في مفاوضات بوزنيقة بالمغرب.
والتقى فيدان، الجمعة رئيس المجلس الأعلى للدولة الليبي خالد المشري، في العاصمة أنقرة حيث اكد خلال اللقاء أن أولوية تركيا الرئيسية في ليبيا هي إحلال السلام والاستقرار الدائمين، وفق تغريدة نشرتها الخارجية التركية فيما ستشدد الدبلوماسية التركية من اهتمامها بالملف الليبي مع الاهتمام الدولي المتزايد بالملف.
من جانبه، أفاد بيان للمكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة الليبي بأن لقاء المشري مع فيدان "ناقش عدة ملفات ثنائية وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك".
وبحث الجانبان "مخرجات اللجنة المشتركة 6+6 والممثلة لمجلسي النواب والدولة لإعداد واستكمال القوانين الانتخابية"، وفق البيان.
وفي اللقاء، جدّد المشري التهنئة للرئيس رجب طيب أردوغان بفوزه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وللوزير فيدان بتوليه قيادة وزارة الخارجية.
وأكد الوزير التركي "دعم الجهود نحو استحقاق انتخابي حر وشفاف في أقرب الآجال"، وفق البيان الليبي.
ويحظى الملف الليبي باهتمام كبير من قبل الحكومة التركية الجديدة خاصة وان تركيا متورطة بشكل كبير في الملف خدمة لمصالحها وقامت بارسال مرتزقة خلال السنوات الماضية لدعم قوات حكومة الوفاق السابقة والميليشيات الموالية لها في مواجهة الجيش الوطني الليبي للدفاع عن معاهدة لاستغلال الثروات النفطية الليبية.
وصب التدخل التركي في الملف الليبي الزيت على نار الصراع الدائر هنالك بدعم السلطات التركية لحكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة على حساب حكومة باشاغا المدعومة من مصر رغم ان أنقرة تؤكد انها تؤيد كل الحلول السلمية لإخراج ليبيا من الازمة الحالية وتوحيد البلاد وإيجاد مخرج سياسي لكن لا يبدو ان أنقرة ستتخلى بسهولة عن مصالحها في ليبيا.
وترى أنقرة في نفوذ عدد من الدول خاصة مصر تهديدا لمصالحها لذلك فهي تسعى للامساك بكل خيوط اللعبة في الملف الليبي للهيمنة على البلاد وتحقيق أطماعها والظفر بمشاريع إعادة الاعمار وكذلك غزو السوق الليبية بتصدير منتجاتها.
وكان المبعوث الاممي الى ليبيا عبدالله باتيلي أكد مرارا ان المرتزقة والقوات الأجنبية والميليشيات من بين ابرز التحديات امام ليبيا لعدم العودة الى مربع العنف مجددا فيما تشير كثير من التطورات السياسية عن قرب التوصل الى توافقات في المفاوضات الدائرة في بوزنيقة بالمعرب.
وكانت لجنة 6+6 المشتركة بين مجلسي النواب والدولة الليبيين اكدت أن القوانين الانتخابية التي أقرتها مؤخرا نهائية ونافذة وستجري عبرها الانتخابات المقبلة، مؤكدة أنها "لن تلتفت إلى الأصوات المحبطة التي تسعى لإيقاف قطار الاستحقاق الانتخابي وتجديد الشرعية".