هجوم دموي في ريف دمشق يكشف نشاطا متزايدا للجهاديين

المرصد السوري لحقوق الانسان يؤكد مقتل 17 جنديا سوريا في انفجار عبوة ناسفة في حافلة عسكرية في ريف دمشق ما يكشف ان النظام خفف من قبضته الأمنية في المنطقة وخاصة مراقبة الطرقات نتيجة إحساس متزايد بالأمان.
الهجمات قرب العاصمة السورية تكشف فشل النظام في فرض الامن

دمشق - يشير تصاعد التفجيرات والهجمات التي تستهدف قوات النظام في مناطق ريف دمشق التي اعلن النظام السوري في السابق تمكنه من بسط الأمن فيها والقيام بعدد من التسويات مع الأهالي ان خطر الجماعات المسلحة وفي مقدمتها تنظيم داعش لا يزال قائما.
وقالت شام إف.إم، وهي إذاعة محلية، إن عدة جنود قتلوا في انفجار عبوة ناسفة في حافلة عسكرية في ريف دمشق اليوم الخميس دون أن تقدم المزيد من التفاصيل.
وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يراقب التطورات العسكرية في الصراع المستمر منذ 11 عاما، إن 17 جنديا قتلوا في الانفجار.فيما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها. 
ويشير هذا الهجوم الذي اوقع هذا العدد الكبير من القتلى ان تنظيم داعش او التنظيمات التي تحمل نفس افكاره المتشددة لا تزال تنشط في مناطق قريبة من العاصمة السورية بعد ان اكدت السلطات انهاء سيطرة المتطرفين على أجزاء واسعة ريف دمشق وتامين محيط العاصمة.
وخلال السنوات الماضية عمد النظام السوري الذي قلب معادلة الحرب بسبب الدعم الروسي ودعم ميليشيات ايران الى ترحيل عدد من المقاتلين السوريين وعائلاتهم الى شمال البلاد التي لا تزال تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة وخاصة محافظة ادلب.
وفي الأشهر الماضية بدأ النظام يقوم بعدد من التسويات مع منشقين عنه او مطلوبين للاجهزة الامنية وذلك لاجراء مصالحات بالتوازي مع العمل الاستخباراتي والامني.
ويظهر ان النظام السوري خفف من قبضته الامنية ومراقبة الطرقات نتيجة احساس متزايد بالأمان لكن يبدو ان الهجوم الاخير كشف بان التنظيمات المناهضة للنظا السوري وعلى راسها تنظيم داعش لا يزال نشطا ويمتلك خلايا نائمة.
ويرى مراقبون انه من المنتظر ان يشن النظام السوري عمليات عسكرية وامنية لمطاردة المسؤولين عن تلك الهجمات ليثبت انه لا يزال مسيطرا على الارض وقادرا على ملاحقة المسلحين.
ويرى مراقبون ان النظام السوري الذي يتحدث عن تحقيق انتصارات لا يزال عاجزا عن انهاء المعارك في البلاد وفي مناطق قربة من العاصمة. وقد أسفر انفجار مماثل في فبراير/شباط الماضي عن مقتل جندي من الجيش السوري.
والاسبوع الماضي استهدفت القوات الأميركية ليل قياديا كبيرا في تنظيم الدولة الإسلامية خلال مداهمة في شمال شرق سوريا، فيما أفاد الإعلام الرسمي السوري بأن العملية عبارة عن إنزال جوي في قرية خاضعة لسيطرة قوات النظام.
وأكد الجيش الأميركي لاحقا، إن غارة بطائرة هليكوبتر استهدفت قرية تسيطر عليها الحكومة السورية في شمال شرق البلاد استهدفت وقتلت راكان وحيد الشمري المسؤول في تنظيم الدولة الإسلامية، الذي قال إنه كان يسهل تهريب الأسلحة والمقاتلين.
ويظهر من خلال تلك التطورات ان النظام السوري لا يزال عاجزا عن مواجهة الخلايا النائمة لداعش التي باتت تمثل خطرا وتهديدا حقيقيا.