هل تعيد حبوب منع الحمل برمجة عقول النساء؟

وفق دراسة اميركية حديثة، تناول وسائل منع الاباضة الفموية يمكن أن يغير أدمغة مستهلكاتها ويضعف المناطق المسؤولة عن إدارة الخوف والقلق عند اتخاذ القرارات.

واشنطن – فيما تستخدم أكثر من 150 مليون امرأة حول العالم حبوب منع الحمل المكونة من هرمونات اصطناعية، تتكشف يوما بعد يوم اثار هذه الادوية الجانبية، واخرها وفق دراسة اميركية تغيرات في الدماغ تشجع النساء على المجازفة.

ووفق صحيفة "نيويورك بوست" الأميركية، فأن حبوب منع الحمل اليومية يمكن أن تغير أدمغة النساء وتضعف المناطق المسؤولة عن إدارة الخوف والقلق عند اتخاذ القرارات.

أجريت الدراسة على 139 امرأة، تتراوح أعمارهن بين 23 و35 عاماً، كن يستخدمن حبوب منع الحمل لفترة طويلة.

وأجرى الباحثون للنساء فحوصات على الدماغ للنظر في التغييرات الناتجة عن تناول هذه الحبوب، وقارنوها بفحوصات أدمغة 41 رجلاً.

ووجد الفريق أنه بالمقارنة مع الرجال، فإن النساء اللاتي يستخدمن حبوب منع الحمل لديهن "قشرة فص جبهي إنسي بطني" أرق، لافتين إلى أن هذه القشرة هي المسؤولة عن "تنظيم العواطف، مثل تقليل إشارات الخوف في المواقف الآمنة".

وأشار الباحثون، التابعون لجامعة كيبيك، إلى أن هذا الترقق يمكن أن يعني زيادة إقبال النساء على المجازفة.

ومع ذلك، يبدو أنه يمكن عكس هذا الترقق بمجرد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل لأن المستخدمات السابقات لوسائل منع الحمل لم يظهرن النتائج نفسها.

وقالت ألكسندرا برويار، الباحثة في جامعة كيبيك بمونتريال، والمؤلفة الرئيسية للدراسة المنشورة في مجلة Frontiers in Endocrinology: "في دراستنا، أظهرنا أن النساء الأصحاء اللائي يستخدمن موانع الحمل الفموية المركبة حاليا لديهن قشرة الفص الجبهي البطني الإنسي أرق من الرجال. ويُعتقد أن هذا الجزء من قشرة الفص الجبهي يحافظ على تنظيم العواطف، مثل تقليل إشارات الخوف في سياق الوضع الآمن. وقد تمثل نتائجنا آلية يمكن من خلالها لموانع الحمل الفموية أن تضعف تنظيم العواطف لدى النساء".

نادرا ما تتم معالجة تأثيرات الهرمونات الجنسية على نمو الدماغ

وأوضحت برويار: "عند وصف موانع الحمل الفموية المركبة، يتم إبلاغ الفتيات والنساء بمختلف الآثار الجانبية الجسدية، على سبيل المثال، أن الهرمونات التي سيتناولها يمكن أن تلغي الدورة الشهرية وتمنع الإباضة". ومع ذلك، نادرا ما تتم معالجة تأثيرات الهرمونات الجنسية على نمو الدماغ، والتي تستمر حتى مرحلة البلوغ المبكر.

واضافت: "إن تأثيرات حبوب منع الحمل على نمو الدماغ لم يتم التحقيق فيها بشكل شامل".

وأكدت الباحثة "إن الهدف من عملنا ليس التصدي لاستخدام حبوب منع الحمل، ولكن من المهم أن ندرك أن هذه الحبوب يمكن أن يكون لها تأثير على الدماغ".

وقال مؤلفو الدراسة إن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتأكيد النتائج.